السبت: 27/07/2024 بتوقيت القدس الشريف

نساء حماس في الجهاد رجال

نشر بتاريخ: 21/08/2005 ( آخر تحديث: 21/08/2005 الساعة: 12:24 )
معا- نشر المركز الفلسطيني للاعلام التابع لحركة المقاومة الاسلامية حماس تقريرا في موقعه على شبكة الانتر نت تطرق فيه الى معسكرات التدريب التي اقامتها الكتائب لتدريب نساء وفتيات "مجاهدات" على استخدام السلاح, وتنشر معا نص هذا التقرير كما ورد على موقع المركز:

بعد محاولات عديدة دامت أكثر من شهر، تمكنا من الالتقاء بأحد قادة كتائب الشهيد عز الدين القسّام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في قطاع غزة، كان على علم بطلبنا، وهو السماح لنا بالوصول إلى معسكرات التدريب العسكري المخصصة للنساء في كتائب القسّام، من أجل الاطلاع عن كثب على عمليات التدريب والتأهيل الخاصة بالمجاهدات القسّاميات.

جلس القائد القسّامي قبالتنا، كان عمره لا يزيد عن الأربعين عاماً، وكان وجهه بشوشاً، وبدا عليه أنه قليل الكلام، كان يرحب بنا بين الفينة والفينة بكلمات تمتلئ وداً وألفة، وكانت ابتسامته الهادئة والمطمئنة لا تفارق وجنتيه..

قلت له: لقد زرنا مجاهدي كتائب القسّام في المعسكرات، واطلعنا عن كثب على عمليات التدريب والتأهيل فيها، ونرغب في زيارة المعسكرات المخصصة للنساء القسّاميات، فابتسم وقال: "لا أعتقد بأنكم ستجدون فرقاً كبيراً بين المعسكرات المخصصة للمجاهدين، وتلك المخصصة للمجاهدات"، وأردف قائلاً، "نساؤنا في الجهاد رجال".



بعد أن ترجلنا من السيارة التي أقلتنا إلى منطقة (...) في قطاع غزة، سرنا مشياً على الأقدام مسافة طويلة بين الأشجار، حتى وصلنا إلى إحدى البيارات، طلب منّا مرافقونا أن ننتظر قليلاً.. وبعدها أجروا اتصالات عبر أجهزة "الموبايل".. انتظارنا نحو ساعة ونصف، ثم جاء رجل يرتدي لباساً عسكرياً ويعلق رشاشاً على كتفه، ويضع على رأسه قناعاً وعلى جبينه كانت هناك عصابة خضراء..

صافحنا، وقال لنا "أخوكم أبو صلاح".. وطلب منّا "معتذراً" كاميرا التصوير وأجهزة الموبايل، ثم قال بودٍ: علي أن أجري بعض التفتيشات، وفعلاً فعل، ولكن التفتيشات لم تكن "بعض" بل كانت "كل" فقد كان التفتيش دقيقاً جداً حتى إنّه طال أزرار القميص والبنطال، وتمرير جهاز الكتروني على أجسادنا.

طلب منّا خلع الساعات، وتسليمه آلات التصوير والتسجيل، والحقائب.. ثم قال ستأخذونها عندما نعود، وأردف قائلاً: هناك سنزوّدكم بكل ما تحتاجونه.. وطلب منّا أبو صلاح اللحاق به.

سرنا خلف "أبو صلاح" مسافة بين الأشجار الكثيفة، حاولنا التحدث معه أثناء المسير.. فلم يبدِ أية رغبة في الكلام.. في الطريق.. كنّا نشعر بأن هناك عيوناً قسّامية ترقبنا.. ولكن لم يكن باستطاعتنا إمعان النظر، فنحن في منطقة قسّامية خالصة، وليس أمراً مستحسناً في هكذا أماكن أن يكون المرء فضولياً..

استقبلتنا امرأة ترتدي لباساً عسكرياً وتضع قناعاً أسوداً على وجهها وقد علّقت على كفتها رشاشاً، وازدان خصرها بمسدس، كان صوتها يكشف بأن عمرها قد تجاوز الخمسين، رحّبت بنا، ثم ناولتنا كاميرا تصوير "ديجيتال" ومسجل وأوراقاً وأقلام، ثم سرنا معها عشرات الأمتار.. حتى وصلنا إلى حيث كنّا المجاهدات القسّاميات يتلقين التدريبات العسكرية..

كان هناك العشرات من النساء، وكلهنّ يرتدين لباساً عسكرياً فضفاضاً، ويضعن قناعاً على وجههن وعلى جبينهن عصبة خضراء.. وكن يتدربن في مجموعات.. مجموعة تتدرب تحضير وزرع العبوات الناسفة، وأخرى تتدرب على القاذفات، ومجموعة تتدرب على مدافع الهاون.. ومجموعة تنفذ مناورة اقتحام..

سألنا مرافقتنا: ما الذي جاء بهؤلاء النسوة إلى هذا المكان، ويتكبّدن كل هذا التعب والعناء، والخطر أيضاً، ألم يكن من الأجدر بهنّ أن يجلسن في منازلهن ويعكفن على تربية أبنائهن تربية دينية، وينطلقن في حملات دعوية.
فقالت، ومن قال لك بأن هذا ليس جزء رئساً في برنامج هؤلاء المجاهدات القسّاميات اللواتي تراهن أمامك.. ويجب أن تتذكر دائماً أن قوات الاحتلال الصهيوني لا تفرق أبداً بين طفل وشاب وامرأة وشيخ.. فكل فلسطيني هو مشروع شهيد في ظل الاحتلال، لذا فالجميع يجب أن يتدرب للدفاع عن نفسه وعن عائلته، بما فيهم النساء، ثم قالت بحزم: "الجهاد فرض عين على كل مسلم ومسلمة، خاصة في فلسطين ونحن هنا نستجيب لنداء الفريضة".

سألتها: ولكن كيف توفقن بين عضويتكن في خلية عسكرية وبين تربية الأبناء ورعاية الأزواج والمنازل، فقالت: "هذا أمر عادي جدا، نحن ننظم وقتنا ونعرف ما علينا من واجبات ملقاة على عاتقنا، ومثل أية امرأة عاملة كل أمر يأخذ حقه ودوره".

ـ ألا تشعرن بأنكن أحيانا تقصرن تجاه أطفالكن وأزواجكن وبيوتكن؟

ـ جميع المجاهدات هنا أزواجهن يعرفون بأنهن منضوون تحت لواء كتائب القسّام، وإن لم يكن متزوجات، فإخوانهن وآباؤهن يعرفوا بذلك، وباعتبار أن أزواج أو إخوة المجاهدات هم أصلاً مجاهدون، فمن المؤكد أنهم يراعوا إن كان هناك تقصير في هذه الناحية أو تلك، مع التأكيد على حرصنا بأن لا تقصر المرأة المجاهدة في واجباتها المنزلية.

قلت لها، أرى بعض المجاهدات هنا يتدربن على تصنيع وزرع العبوات الناسفة، وأخريات يتدربن على عمليات اقتحام، وأخريات يتدربن على أسلحة القنص واستخدام مدافع الهاون، هل تنفذون عمليات من هذا النوع، فقالت، بالتأكيد، سألتها هل نفذتم هكذا عمليات.. فقالت، نحن ننفذ أية أوامر تصدر لنا من قيادة كتائب القسّام، ولا نتردد في ذلك.

هل تعتقدين بأنكن قادرات على الوصول إلى مرحلة تنافسن فيها المجاهدين الرجال؟ فقالت: "لسنا هنا في هذا المعسكر لكي نثبت بأن المرأة جديرة بمنافسة الرجل، فنحن هنا، تنفيذا لأوامر الله عز وجل والذي طالبنا بالجهاد، رجالا ونساء"، ثم قالت: "يشرفنا أن ننافس الرجال في الجهاد، ولو أن الرجال مجالهم متقدم أكثر، فهم أصحاب الميدان والبطولات والتضحيات، ولكننا نحاول أن نخفف عنهم شيئا من هذا العبء".

سرنا بين تلك المجموعات نلتقط صورا، شعرت وأنا أسير بين المجموعات، وأتابع عمليات التدريب، أن الحديث يدور حول تشكيل مجموعة قسّامية نوعية، وليس مجرد عملية تدريب عسكري اعتيادي.

سألت إحدى المجاهدات وكانت تتدرب على تصنيع وزرع العبوات الناسفة، هل أنت هنا تتدربين من أجل المعرفة للاستخدام وقت الضرورة أم أنه قد يطلب منك تنفيذ عملية زرع عبوات ناسفة؟
فقالت: بالطبع نحن هنا نتدرب من أجل أن نكون مجاهدات قادرات على المشاركة في الجهاد والتحرير"، فقلت لها ألا تخافين أثناء التدريب، خاصة وأنك تتعاملين مع مواد الخطأ الأول فيها هو الأخير؟ فقالت بهدوء وبحسم: "أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة"، ثم قالت: "لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون"، وعندما سألتها عن شعورها أثناء التدريبات القاسية، قالت: "أشعر أني أقوم بالتعبد لله عز وجل"، ثم سألتها هل تطلبين الشهادة أم النصر؟ فقالت: "اللهم إحدى الحسنيين".

لم نشأ أن نطيل عليها بالأسئلة فقد كانت المجموعة تنتظرها لإكمال التدريب، شكرناها متمنين لها وللمجموعة النصر المؤزر.


قلت لها: ألا يخالجك شعورٌ بالخوف من قصف صهيوني يستهدف معسكركم ؟

فردت بالقول: "انضمامنا لكتائب القسّام هو من ضمن مشاريعنا الحياتية"

الطريق واحد، نحن نربي أبناءنا ونقوم بواجباتنا البيتية والدعوية، والخاصة بكل أمور حياتنا وعلى رأسها وذروة سنامها الجهاد في سبيل الله، فالجهاد فرض عين خاصة في فلسطين على كل مسلم قادر على الجهاد، فانضمامنا لكتائب القسّام هو من ضمن مشاريعنا الحياتية واليومية.

فقالت: الهدف واحد، هدفنا الجهاد والمقاومة حتى تحرير الأرض واستعادة الحقوق.