الإثنين: 06/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

كاتب اسرائيلي: المبادرة العربية افضل شيء عرض على اسرائيل منذ اقامتها

نشر بتاريخ: 11/05/2007 ( آخر تحديث: 11/05/2007 الساعة: 20:16 )
بيت لحم - معا- اعتبر الكاتب الصحفي يوئيل ماركوس في مقال نشره اليوم في صحيفة هآرتس وحمل عنوان " ثلاث ملاحظات على الوضع " المبادرة العربية افضل شيئ سبق للعرب ان قدموه لاسرائيل على مدى تاريخ الصراع متسائلا حول قدرة اولمرت على التعامل معها او على منع الحرب القادمة .

وتناول يوئيل في ملاحظته الاولى امكانية تعلم اولمرت كيفية منع الحرب القادمة بعد ان علمته لجنة فينوغراد كيف تدار الحروب تاركه له حرية تعلم كيف منع الحرب القادمة تلك المهمة التي ستشكل طوق النجاة الوحيد لمواجهة سقوطه المحتوم في حال اتقنها .

واضاف الكاتب ماركوس في سياق الملاحظة الاولى " وكمن " ويقصد اولمرت " أيد فك ارتباط ارئيل شارون وتعهد بمواصلة طريقه حتى الانطواء (الى حدود 1967)، فان المسألة هي هل هو مستعد للمبادرة دون ابطاء الى مفاوضات مع دول عربية، بما فيها سوريا، على أساس الخطة السعودية؟. هذه هي الخطة الافضل التي عرضها العرب علينا في اي وقت مضى. إذ ان كل تفاصيلها مشروطة بالاتفاق المتبادل. دول الاسلام المعتدل تخشى الاسلام الحماسي بما لايقل عنا ، وعلى اسرائيل أن تستغل هذه الثغرة للتسوية. واذا كانت لديه الشجاعة، فليجرب ذلك. الزعيم الذي لا يعرف كيف يدير الحرب وكذلك لا يعرف كيف يحث السلام، فليذهب الى البيت".

وشن ماركوس في ملاحظته الثانية هجوما على القيادة الاسرائيلية التي كشفت الحرب الاخيرة على لبنان ضعفها الى جانب ضعف الجيش الاسرائيلي وقال :" حرب لبنان الثانية لم تكشف فقط عن ضعف الجيش بل كشفت ايضا ضعف قيادات الدولة التي بحكم مناصبهم يفترض أن يوجهوا الجيش على تنفيذ السيناريوهات الممكنة في اثناء الحرب واذا احتاج الوضع الداخلي الاسرائيلي في اي مرة الى قوى جديدة فهذه هي اللحظة المناسبة وليس لمزيد من " الخلطات " القيادية " والاحتجاجات داخل الصالونات وميدان رابين ومعايشة وضع عشية الحرب الدائمة وانما تغيرا حقيقيا .

واستطرد ماركوس " بعيون شديدة الشوق نبحث عن بديل، ولا نرى من يحمل علم الثورة والتغيير. لدينا سياسيون ينكلون بالجمهور على طريقة نصف شاي نصف قهوة. لا يحتمل وضع تدعو فيه تسيبي لفني اولمرت الى الاستقالة وفي نفس الوقت تبقى تعمل تحت إمرته. او ايهود براك، الذي يدعو رئيس الوزراء الى الاستقالة مع ذلك يكون مستعدا لان يكون وزير دفاع لدى رئيس وزراء " يطالب بتغيره " ولكن يمكن ان يبقى حتى الانتخابات القادمة في 2008".

معظم اعضاء الكنيست يعارضون الانتخابات, الخوف من فقدان الكرسي اصبح قيمة سياسية عليا. وعندما يقول منتخبو الشعب انه في الانتخابات قد يأتي احد ما اسوأ من اولمرت، فهذا دليل على أن النظام يعاني من خلل وبحاجة الى اصلاح وبدلا من لجان التحقيق الكثيرة نطالب بلجنة تحقيق واحدة ومطلقة تعمل على اصلاح النظام والمجيئ باخر افضل للطيران والسياسة والاقتصاد .

وذكر ماركوس في ملاحظته الثالثة الجمهور بذكرى " التحول التاريخي " الذي حدث قبل ثلاثين عاما حين اعتلى مناحيم بيغن سدة الحكم في اسرائيل وقال كلمته المشهورة " سادتي انه تحول !" .

لقد حظي بيغن اخيرا بمنصب رئاسة الحكومة بعد ثمانية هزائم انتخابية متتالية وكانت المفاجئة لدرجة ان بيغن نفسه لم يصدق ما حدث ولم يصل الى " متسودات زئيف " الا بعد ان تأكد من عدم وقوع خطأ ما ومنذ ذلك الوقت وحتى الان اعطى الليكود باستئناء بعض التوقعات نبرة " العصر " ولغته فقد بنى المستوطنات ولكنه ازال اخرى في اطار اتفاقية سلام تاريخية وقعها مع مصر .

واضاف ماركوس " ولكن ما بدأ كعصر الرسمية والبراءة تعفن بعد انصراف بيغن وشامير واعطاء حلفائهم بنيامين نتنياهو وشارون الزخم لحكم الميادين، الرعاع والخلطات وتسببا بانهيار منظومة القيم في الدولة ، ونستحضر السؤال البياني لليمور لفنات في مركز الليكود الذي من الصعب نسيانه "هل انتخبنا من أجل ان نوزع الوظائف؟"، "نعم"، هتف الالاف بالاجماع وادخال " بيبي " الى منظومة السلطة مستطلعي الرأي العام من الخارج و خبراء العلاقات العامة، المستشارين الاستراتيجيين، حكم الخلطات واجواء الكراهية والتحريض ضد الخصوم، فيما هو نفسه يلعب دور " الدولة هي أنا" وبعده جاء شارون مع حدث اختطاف الميكروفونات ومناكفة دافيد ليفي الذي قلب مؤيدوه الطاولة في احدى جلسات المركز.

وخلص الكاتب الى ان انظمة ومنظومات الحكم في اسرائيل " ديس " حين ملأ مئات اعضاء المركز " مركز الليكود " كل يوم الكنيست ومارسوا الضغط الجسدي المعتدل على النواب لحث شؤونهم وانكشاف منظومة الفساد والافساد في الثلث الاخير من التحول التاريخي وليس من باب الصدفة ان يكون خلفاء بيغن "الطاهر بين السياسيين " الثلاث ، بيبي، شارون واولمرت، وغيرهم مثل ابراهام هيرشيزون والرئيس موشيه قصاب، هم قيد التحقيق البوليسي ، لقد ادخل عصر الليكود المجتمع الاسرائيلي في اليأس.