الثلاثاء: 30/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

بركة: إسرائيل تتعمد بمشاريعها الاستيطانية تدمير أفق الحل

نشر بتاريخ: 17/05/2007 ( آخر تحديث: 17/05/2007 الساعة: 14:27 )
القدس- معا- أكد النائب محمد بركة، رئيس كتلة الجبهة الديمقراطية البرلمانية، أن إسرائيل معنية بتدمير أي أفق للحل الدائم مع الفلسطينيين، من خلال المشاريع الاستيطانية الضخمة، وبشكل خاص المشاريع الأخيرة في القدس ومنطقتها، رغم ان جنون العظمة الإسرائيلي لا بد وأن يتحطم كأي احتلال في العالم, على حد تعبيره.

وجاء هذا في كلمة النائب بركة، لدى طرحه على الهيئة العامة للكنيست قضية المشروع الاستيطاني الضخم في مدينة القدس المحتلة، ويشمل بناء أكثر من 20 ألف بيت استيطاني، في شمال ومركز وجنوب المدينة، خاصة على أراضي الولجة جنوبا، وقلنديا شمالا، وهذا وسط مقاطعات من نواب اليمين، الذين رحبوا بحرارة، ومطالبين بمشاريع أكثر.

وقد استعرض بركة المشاريع الجديدة، التي تهدف إلى استكمال المشروع الاستيطاني القاضي ببتر الضفة إلى قسمين شمالي وجنوب، عبر حزام استيطاني ضخم، يضم مئات آلاف المستوطنين، من غربي الضفة، قرب بيت لحم، مرورا بالقدس المحتلة، وحتى مشارف البحر الميت شرقا، بعد ضم مستوطنة معاليه ادوميم (شرقا) إلى منطقة نفوذ القدس.

وقال بركة، في بيان وصل "معا" نسخة منه اليوم الخميس, إن هذه المشاريع والى جانب عدم شرعيتها وفق الأنظمة الدولية وأبسط القيم الإنسانية والبشرية، فإنها تهدف إلى منع أية إمكانية أمام مفاوضات السياسية للتوصل إلى حل دائم مع الفلسطينيين، لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود حزيران 1967.

وتابع قائلا:" إذا هناك من يعتقد انه يربح من هذه المشاريع، فإنه يقع في خطأ جسيم، لأن هذه المشاريع تغذي الصراع، وتزرع بذور الصراع للأجيال القادمة، فهذه مخططات تعتمد جنون العظمة التي تقودها قوى اليمين والمستوطنين، والتاريخ عرف جنون عظمة اكبر من هذا، وقوة أكبر من هذه، ولكنها انهارت كمصير طبيعي لكل احتلال في العالم وعبر التاريخ، وهذا ما سيتم هنا رغم أنف اليمين والمستوطنين، وداعميهم محليا وعالميا".

وأضاف بركة، "لربما ان انهيار الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية لن يكون إذا، ولكني أعدكم أن هذا سيكون، وأسرع بكثير مما تعتقدون".

وتوقف بركة عند ما يسمى بمشروع "سافدي"، الذي كان يقضي ببناء 20 ألف وحدة سكنية في غرب المدينة، خارج حدود حزيران 1967، والتي اعترضت عليها جهات بيئية، بزعم أنها تقضي على مناطق خضراء وأحراش، وقد تم إلغاؤها، وتقول بلدية الاحتلال في القدس المحتلة، إن المشروع الجديد في القدس الشرقية وأراضي الضفة جاء ليحل محل مشروع "سافدي".

وقال بركة:" على ما يبدو فقد تسللت إلى معركة جهات البيئة، قوى سياسية لا تعنيها البيئة ولا جودتها، ودعمت إسقاط هذا المشروع بهدف بناء نفس الكم من هذه البيوت على أراضي القدس والضفة الغربية المحتلتين، حتى بات الأمر أمام معادلة، فإما البيئة أو الفلسطينيين، وقد دأبت هذه القوى على ترجيح كفة البيئة، من أجل غايات سياسية عدوانية خطيرة".

واضاف بركة، ليس من المنطق أن تترك أي حكومة قضايا استراتيجية مصيرية بيد مجلس بلدي، لولا أن الحكومة تدعم مشاريع استيطانية كهذه، وهذا لا يتصل إطلاقا بما نسمعه من الحكومة حول "المبادرة العربية للسلام كأساس للمفاوضات"، كما يقول هذا رئيس الحكومة، إيهود أولمرت.

ودعا بركة الحكومة إلى إلغاء المشروع الاستيطاني هذا، وجميع الاستيطانية، إذا كانت معنية حقا بحل دائم واستقرار في المنطقة.

ويذكر ان ممثلي الحكومة هربوا من الجلسة، لمدعين ان رد الحكومة والتصويت على قرار بشأن الموضوع في جلسة أخرى للهيئة العامة للكنيست.