السبت: 27/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

عبد الله عبد الله يدعو لتنفيذ قرار الاتحاد الأوروبي بمقاطعة المستوطنات

نشر بتاريخ: 08/11/2013 ( آخر تحديث: 09/11/2013 الساعة: 09:25 )
بروكسل - معا - شارك وفد المجلس الوطني الفلسطيني برئاسة د. عبد الله عبد الله في اجتماعات اللجنة السياسية وشؤون الأمن وحقوق الإنسان في الجمعية البرلمانية للاتحاد من اجل المتوسط ( الاورومتوسطية) الذي عقد في مقر البرلمان الأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل، وضم الوفد إلى جانب رئيسه عضوي المجلس الوطني زهير صندوقة وبلال قاسم، إضافة إلى عمر حمايل مستشار الوفد وهادي شبلي نائب السفير في بروكسل.

وأكد د.عبد الله عبد الله وهو نائب رئيس اللجنة السياسية في الجمعية البرلمانية للاتحاد من اجل المتوسط أمام اجتماع اللجنة الذي ناقش في احد بنوده عملية السلام والمفاوضات الجارية، أن إسرائيل بدلا من التزامها بهدف تلك المفاوضات والمتمثل بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة عليها وعاصمتها القدس فإنها تسعى لتكريس هذا الاحتلال على هذه الأراضي من خلال تكثيف عمليات الاستيطان وطرح المشاريع والمناقصات الاستيطانية بهدف خلق وقائع جديدة على الأرض.

وأكد عبد الله "إننا كفلسطينيين نتوقع من أوروبا دورا فاعلا وان تبني على خطوتها التي اتخذها الاتحاد الأوروبي في تموز الماضي بمقاطعة منتجات المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة ومقاطعة الإفراد والمؤسسات والشركات التي تتعامل مع تلك المستوطنات التي اعتبرها الاتحاد غير شرعية ومخالفة للقانون الدولي، وان هذه المستوطنات تعيق إقامة الدولة الفلسطينية".

وشدد عبد الله على أهمية أن يتم تنفيذ قرار الاتحاد الأوروبي في بداية العام القادم، كما حدد ذلك القرار، وان يطور الاتحاد الأوروبي من إجراءاته المنسجمة مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة بخصوص انجاز أهداف عملية السلام المشار إليها في إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

كما أكد عبد الله لأعضاء اللجنة السياسية ولرؤساء اللجان الدائمة في الجمعية البرلمانية للاتحاد من اجل المتوسط على الإسراع في إرسال وفد من لجنة البرلمان الأوربي لتقصي الحقائق حول الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي خاصة المرضى منهم والقاصرين والنساء و الذين يخضعون للاعتقال الإداري المرفوض دوليا والنواب الفلسطينيين المعتقلين أيضا، خاصة في أعقاب استشهاد حسن الترابي الذي توفي قبل ايام بمرض سرطان الدم في إهمال طبي من قبل إسرائيل التي لا تعامل هؤلاء الأسرى معاملة إنسانية.

وأوضح عبد الله عبد الله لأعضاء اللجنة ما يتعلق بموضوع الاستيطان الإسرائيلي في ظل المفاوضات التي من المفترض أن تقودنا إلى إنهاء الاحتلال، فإسرائيل بالعكس من ذلك تقوم بتكريس الاحتلال من خلال استمرار سياستها الاستيطانية وتكثيفها على الأرض الفلسطينية المحتلة. كما أشار عبد الله إلى مشاريع القوانين العنصرية التي تقدم للكنيست الإسرائيلي مؤكدا أنها تخرج بشكل فاضح عن كل ابسط الأسس الديمقراطية المتعارف عليها عالميا.
|248952|
من جانب آخر، وفي رده على ادعاء مندوبة الكنيست الإسرائيلي في هذا الاجتماع، من أن إسرائيل انسحبت من قطاع غزة وفي المقابل فإنها تتلقى الضربات الصاروخية، أكد أن واقع الحال يقول أن إسرائيل لم تنسحب من قطاع غزة، فهي تتحكم بالحياة اليومية للفلسطينيين هناك من خلال فرضها للحصار البري والبحري والجوي ومواصلة العدوان العسكري في حربين عامي 2009 و2012 والتي أدانها تقرير غولدستون بأنها ارتكبت جرائم حرب قد ترقى لمستوى الجرائم ضد الإنسانية.

وأما عن ادعاء المندوبة الإسرائيلية أن الفلسطينيين منقسمون فلذلك فان إسرائيل لا تعرف مع من تتفاوض أو تتعامل، قال عبد الله إن هذا الانقسام صنعته إسرائيل بسياساتها العدوانية وان الاختلاف بين الفلسطينيين ناتج عن تشكك البعض الفلسطيني في جدوى هذه المفاوضات مع اسرائيل التي تسعي يوميا لخلق الوقائع على الأرض والتي تمنع وتحول دون وصول الفلسطيني لحقوقه الثابتة، مشددا انه لا خلاف أبدا بين الفلسطينيين على الهدف الذي تسعى إليه المفاوضات، بينما الخلاف في الجانب الإسرائيلي ليس بين المعارضة والحكومة إنما الخلاف بين أقطاب الائتلاف الحاكم فيه بالنسبة لمستقبل عملية السلام، حيث ترفض أحزاب فيه حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967.

وأكد عبد الله أن هناك 26 حالة من الأسرى المصابين بمرض السرطان لابد من إطلاق سراحهم فورا لينالوا العلاج المناسب فالحقوق الإنسانية كالحق في العلاج ورفع الحصار عن غزة لا تنتظر حتى إنهاء الاحتلال ووضع حد له.

وحذر عبد الله عبد الله أعضاء اللجنة من إقدام إسرائيل على تقديم مشاريع قوانين بشان القدس والمسجد الأقصى قد تضيف بعدا جديدا للصراع العربي الإسرائيلي وهو البعد الذي لا يقتصر فقط في تأثيراته السلبية على الفلسطينيين وحدهم بل يتحدى العرب والمسلمين بشكل عام وفي ذلك خطورة بالغة تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة بكاملها وربما العالم.

بدوره قال عضو الوفد الفلسطيني بلال قاسم أمام اجتماع اللجنة المشار اليه أعلاه إن إسرائيل هي التي رفضت مبادرة السلام العربية التي تؤيدها 57 دول أسلامية وان الزعيم الفلسطيني محمود عباس كان دائم الدعوة لإسرائيل لقبول هذه المبادرة باعتبارها فرصة لا يمكن تضييعها، وأشار قاسم ان مندوبة الكنيست الإسرائيلي تتحدث وكأننا نحن الفلسطينيون المسؤولين عن قتل الإسرائيليين في كل أنحاء العالم، مشيرا إلى ان الحركة الصهيونية هي التي هجرت اليهود من أماكن سكناهم التي كانوا فيها في الدول العربية حيث كانوا مواطنين لهم كامل الحقوق، وان إسرائيل هي التي احتلت الأرض الفلسطينية منذ عام 1948 وشردت الشعب الفلسطيني من دياره وهذه حقائق يعرفها القاصي والداني.

كما طالب عضو الوفد الفلسطيني زهير صندوقة بضرورة ايلاء قضية اللاجئين الفلسطينيين من سوريا الذين هجروا للمرة الثانية أهمية عند الحديث عن أزمة اللاجئين السورين، مع التأكيد على تضامننا مع المعاناة التي يعانيها الاف اللاجئين السويين، فلقد جربنا وما زلنا مرارة اللجوء منذ عام 1948 وحتى الآن، مشيرا الى انه كان هناك 543 ألف لاجئ فلسطيني مسجل حسب وكالة الانروا في سوريا والآن كما تقول نفس الوكالة تم تشريد ما نسبته 80% منهم خارج سوريا في ظروف مساوية للغاية يعانون من ظروف صحية وإنسانية صعبة ومحرومين من التعليم والتمتع بحقوق الإنسان في العيش بكرامة .