الجمعة: 03/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

زينب وصلت عضوية المجلس البلدي بدعم من زوجي وبفضل "مفتاح"

نشر بتاريخ: 12/11/2013 ( آخر تحديث: 12/11/2013 الساعة: 02:49 )
بيت لحم- معا - زينب من بيت فجار، حكاية تحكيها تروي فيها تجربتها لحظة أن قررت خوض انتخابات المجلس المحلي في بلدتها الواقعة جنوب بيت لحم، والمحاطة بتجمع كبير من المستوطنات، لتنافس زملاءها الرجال.

لم يكن القرار سهلا في مجتمع لا زال ينظر للمرأة بتحفظ، وبقليل من الثقة في قدراتها.. إذ كيف لمرأة أن تسوس مجتمعا يحرص أن تبقى في البيت فقط...؟!

زينب تجاوزت حاجز الخوف مما كان يعترض طموحا في منافسة غيرها من الرجال على مكانة مهمة في مجلس محلي بيت فجار رغم معارضة الأقربين من عائلتها لقرارها، بيد أن ما حسم القرار هو موقف زوجها الداعم لها... موقف لا تنساه وتذكره له دائما، وحين فازت أهدت فوزها لزوجها الذي وقف إلى جانبها في وقت اعترض الأهل على ذلك، ولم يتصوروا في يوم من الأيام أن تجلس زينب إلى جانب رجال في مجلس بلدي يدير شؤونهم وشؤون بلدتهم...!

في ذلك الوقت تعرفت زينب، على المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية “مفتاح".. وكانت تتابع باستمرار نشاطات وفعاليات هذه المؤسسة وبرامجها في تعزيز دور المرأة ودعمها في الانتخابات، كان ذلك عن طريق زميلتها وصديقتها رشا موسى المنسقة الميدانية ل"مفتاح" في بيت لحم، التي قادتها إلى برنامج تدريب ودعم للمرأة لتخوض الانتخابات وتنافس فيها الرجل... ولأن زينب كانت تؤمن بقدراتها على خوض غمار التجربة لم تتردد في الالتحاق ببرامج التدريب التي وفرتها "مفتاح"، لها ولنساء أخريات من أبناء بلدتها، ومن قرى وبلدات أخرى في محافظة بيت لحم.

إذن، هي حكاية تروى.. تحكيها زينب باختصار، وفيها تعرض قصة نجاحها، ومن خلالها تشجع زميلات لها ونساء على الاستفادة من برامج الدعم والتوعية التي تنشط فيها " مفتاح" تحديدا، على مدى سنوات ممتدة من العمل.

بداية سألنا، زينب عن تعريف ببطاقة هويتها.. وعن حالتها الاجتماعية.. وتحصيلها العلمي.. وطبيعة عملها في بلدية بيت فجار.

تجيب دون تردد: " انا زينب محمود جاد الله سليمان طقاطقة، من بيت فجار بمحافظة بيت لحم. أم لخمسة أطفال، أحمل شهادة تربية ابتدائية من جامعة القدس المفتوحة، إضافة إلى عضويتي في مجلس بلدية بيت فجار، ومنسقة لمشروع مراكز صديقة للطلائع مع مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي.

سؤالنا التالي لزينب كان عن الكيفية التي تعرفت فيها على "مفتاح"، وكيف ساهمت مشاركتها في التدريبات التي نظمتها المؤسسة في بلورة شخصيتها؟ وفي قرارها أيضا خوض الانتخابات المحلية لمجلس بلدي بيت فجار؟ وعن أي قائمة؟ ولماذا اختارت أن تكوني في كتلة مستقلة؟

تقول زينب " تعرفت على مؤسسة "مفتاح" عن طريق الزميلة رشا المنسقة الميدانية ل"مفتاح"، في بيت لحم. أما بالنسبة للتدريبات التي كانت تنظمها المؤسسة، فكانت مشاركتي فيها بعد تسجيلي او مشاركتي في العملية الانتخابية حيث عملت على زيادة ثقتي بنفسي أكثر وعرفتني ماذا يجب ان أكون، وكيف أكون رقما صعبا.

لكن، ما أهمية التدريبات التي حصلت عليها زينب؟ وهل تشجع غيرها على الانخراط فيها، والالتحاق بها؟

تجيب زينب بالقول، " التدريبات كانت ذات أهمية كبيرة وجاءت في الوقت المناسب نوعا ما والتي كان من المفترض ان تكون قبل البدء في العملية الانتحابية، إلا أنني استفدت منها كثيرا، وبالتالي أشجع غيري على المشاركة والالتحاق في كل ما تقدمه "مفتاح" من تدريبات بهذا الشأن".
ماذا تعني تجربة خوض الانتخابات للمجلس البلدي في بيت فجار بالنسبة لزينب؟ هل خاضت الانتخابات متجاوزة نظام الكوتا. وهل كانت على قناعة بأنها أمام اختبار شخصي، وأمام تحد لتفوز بجدارتها، واعتمادا على حضورها ؟

ترد زينب على هذه التساؤلات بالقول" انها تجربة رائعا وجميلة، مع انني تعبت فيها كثيراً حتى اثبت ان المرأة قادرة على ان تكون اذا أتيحت لها الفرصة واعطي لها الدور

في البداية كان رقمي في القائمة 3 ، وبعد مشاركتي في تدريبات "مفتاح" ومعرفة أهمية الرقم قررت ان يكون رقمي الأول في القائمة، وان أكون رئيسة القائمة وفعلا حصل ذلك، لهذا رفضت ان يكون فوزي هو من الكوتا بل يجب ان يكون بجدارتي الشخصية.

لكن، ماذا عن المعارضة الداخلية، وتحديدا العائلية؟ هل واجهت مثل هذه المعارضة لترشحها لانتخابات المجلس البلدي؟ وما موقف زوجها؟ ما موقف العائلة؟ وما مدى الدعم الذي تلقيته من كلا الطرفين؟ ثم كيف تغلبت على المواقف المعارضة؟ وهل تراجع المعارضون عن معارضتهم؟

بلا تباطؤ ولا تردد تجيب زينب: نعم واجهت المعارضة من الاهل وكانت معارضة شديدة من أحد اخوتي الذين قاطعوني وتخلوا عني في تلك الفترة. كما كانت هناك بعض الانتقادات من الناس والصديقات طبعا ، هكذا هي العادات والتقاليد.

اما بالنسبة لزوجي فله كل الاحترام واهدي نجاحي له، فهو الذي دعمني ووقف بجاني وساعدني في مشواري هذا وغيره من المواقف التي أعتز بها.

اما بالنسبة لموقف من عارضوا في السابق، فحاليا أصبح موقف مختلف تماما، وباتت لديهم القناعة الكاملة بعملي حتى أصبح بعضهم يطلب مساعدتي في الالتحاق بالتدريبات التي كنت أشارك فيها، من خلال "مفتاح".

أي دور تقوم به زينب الآن في البلدية؟ ولماذا اختارت على سبيل المثال لجنة العطاءات تحديدا؟ وما مساهمتا في اللجان الأخرى؟

تقول زينب" مشاركتي هي في جميع جلسات البلدية دون تغيب، وكذلك الاطلاع على كل المهام. لقد اخترت ان أكون في لجنة العطاءات حتى لا يقتصر دور المرأة على اللجان الاجتماعية فقط، كما أنني مشاركة في اللجنة الاجتماعية، ومطلعة على بعض مهام لجنة التنظيم والبناء.

هل يمكن القول أن التدريب الذي حصلت عليه زينب من خلال "مفتاح"، ساهم بقوة في حضورها النافذ والمؤثر حاليا؟
ترد زينب بكلمة واحدة فقط، وبلغة الواثق "أكيد".

أخيرا لزينب كلمة تقولها لنساء بلدتها اللواتي دعمنها. ولمؤسسة "مفتاح"، كلمتين أخيرتين توجههما.

"لنساء بلدتي اقدم لهن كل الشكر والاحترام، وأقول لهن ان المرأة قادرة على التغيير والنجاح.

أما كلمتي ل"مفتاح"، فأنا اشكر هذه المؤسسة والقائمين عليها، واخص بالذكر الزميلة رشا على تواصلها المستمر معنا. وأتمنى من "مفتاح"، متابعة التدريبات والعمل المستمر مع النساء من اجل تمكينهن والتواصل معنا والسؤال عنا ولا تتركنا في نصف الطريق نحن بحاجة الى دعم مستمر.