خبير بيئي: نحتاج الى مراقبة متواصلة لاستخدام المبيدات الكيميائية
نشر بتاريخ: 25/11/2013 ( آخر تحديث: 25/11/2013 الساعة: 10:12 )
رام الله- معا- دعا الخبير البيئي الدكتور عقل ابو قرع الى اتباع برنامج عملي منظم من اجل مراقبة نوعية وكمية المبيدات الكيميائية التي يتم استعمالها في بلادنا، وأن يضمن البرنامج مراقبة دخول المبيدات الى البلاد، وكذلك التفتيش الدوري لمحلات بيع وتخزين المبيدات، ومراقبة الاستخدام في الحقل.
واضاف الدكتور ابو قرع انة ومن اجل دعم وتشجيع الزراعة كقطاع من القطاعات الانتاجية، وتشغيل ايادي عاملة في هذا القطاع، من المفروض ان يحتل التصدير جزء هام من الية دعم قطاع الزراعة، والتصدير يعني الالتزام بشروط الدول المستوردة، ومن اهمها فحوصات بقايا المبيدات في المنتجات، وبأن لا تزيد عن الحد المسموح بة في الدول المستوردة.
واشار الدكتور ابو قرع الى أن المبيدات هي مواد كيميائية خطيرة، سواء اكانت مبيدات حشرية او فطرية او مبيدات اعشاب، وبالاخص مبيدات الحشرات، حيث ان هذه المواد تعمل على القضاء على الحشرات عن طريق تثبيط عمل انزيمات في الجهاز العصبي للحشرة ومن ثم شل عملة، حيث يؤدي ذلك الى الارباك من خلال عدم التحكم في الاشارات والرسائل العصبية الى اجزاء الجسم المختلفة ومن ثم الموت، وما ينطبق على الحشرة يمكن ان ينطبق على الانسان اذا تعرض لمبيدات وبتراكيز اعلى، والمثال على ذلك مبيد " الفيلدول"، وتظهر اثار التسمم بشكل سريع نتيجة شل عمل الجهاز العصبي، ومن اعراضها سيلان الدموع واللعاب والرجفة ومن ثم الشلل فالموت، ويعتبر الاطفال والنساء الحوامل من اكثر الناس حساسية للمبيدات.
واوضح الدكتور ابو قرع ان الغذاء، سواء اكان طازجا او مصنعا يعتبر فاسدا اذا تم التأكد على انة يحوي مبيدات من المفترض عدم استعمالها، او يحوي مبيدات مسموح استخدامها، ولكن بتراكيز اعلى من الحد المصرح بة ، وبالتالي فأن مراقبة نوعية وكمية المبيدات المستعملة، يؤكد على الدور الهام الذي يجب ان تلعبه الجهات الرسمية في بلادنا، فيما يتعلق بتسجيل واستعمال ومراقبة المبيدات الكيميائية، وخاصة اجراء الفحوصات للتأكد من ان الاغذية غير فاسدة، سواء اكانت للاستهلاك المحلي او للتصدير.
واردف الدكتور ابو قرع ان القطاع الزراعي في بلادنا هو أحد القطاعات الاقتصادية الانتاجية الهامة ، ومن ضمن الوسائل العديدة للحفاظ على هذا الإنتاج هو استخدام المبيدات لحماية المحصول من الآفات في أماكن مختلفة في فلسطين، ومع عدم وجود بدائل عملية، ذو مفعول سريع مثل المبيدات، فإن الاستخدام الأمن والصحيح، للمبيدات، وبالحد الأدنى،وبالتناسق مع وسائل غير كيميائية أخرى، يبقى الوسيلة الأساسية لحماية الإنتاج، وللحفاظ على صحة الإنسان والبيئة، وهذا يستدعي وجود برامج منظمة لمراقبة استخدام المبيدات.
واوضح د.ابو قرع ان هناك اثار صحية بعيدة المدى للمبيدات، وهذا هو الأخطر، حيث يتعرض الإنسان إلى كميات قليلة من المبيدات، سواء من خلال التواجد في البيئة المحيطة أو من خلال بقايا الطعام، بدون ان يلاحظ اثارا فورية للمبيدات، ولكن مع الزمن تبدأ الآثار السلبية تظهر على شكل أمراض خطيرة، كالأمراض العصبية، امراض السرطان، أمراض الجهاز التنفسي، والتشوهات الخُلقية عند الأطفال، خاصة أن العديد من المبيدات تنتقل من الأم الحامل إلى الجنين من خلال الحبل السري.
واضاف د.ابو قرع ان هناك اثار على البيئة للاستخدام الخاطئ للمبيدات، حيث يتم إدخال المبيدات إلى البيئة من قبل الإنسان وخاصة إلى الحقل، ولكن هذه المبيدات تبقى وتنتقل في النظام البيئي، فمنها ما يتسرب من خلال حبيبات التربة ومن ثم إلى المياه، وخاصة المياه الجوفية ويلوث مخزون المياه، ومن المبيدات من يتطاير إلى الهواء ويلوث الهواء الذي نستنشق، ومنها من يبقى في المحصول ويتراكم ومن ثم يتم استهلاكه مع المحصول من قبل الإنسان، ومن المبيدات ما يبقى لفترات طويلة في التربة وبالتالي يؤثر على خصوبتها.
وبين الدكتورابو قرع انة يتطلب الحذر في التعامل مع المبيدات في بلادنا، من حيث التسجيل والتخزين والاستخدام، وكذلك كيفية التخلص من بقاياها، ويجب عدم تخزين المبيدات او تجزئتها في اوعية غير الاوعية الاصلية، او اعادة استخدام اوعيتها الاصلية لاستخدامات اخرى مثل تخزين الزيت او المياة ، وهناك كوارث حدثت، ومنها ما حدث في الهند، حيث تم استخدام اوعية مبيدات حشرية فسفوروعضوية لتخزين الزيت الذي ثم استخدم لاعداد الوجبات الغذائية، وما نتج عن ذلك من تسمم ووفاة العشرات.