الثلاثاء: 07/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

التعليم المستمر بجامعة الأزهر بغزة يحتفل بتخريج المشاركين بدورة "لغة الإشارة وكيفية التواصل مع الصم"

نشر بتاريخ: 31/05/2007 ( آخر تحديث: 31/05/2007 الساعة: 12:08 )
غزة- معا- احتفلت دائرة التعليم المستمر, وخدمة المجتمع بجامعة الأزهر بغزة, بتخريج فوج جديد من المتدربين ضمن دورات "تنمية المجتمع" فرع "لغة الإشارة وكيفية التواصل مع فئة الصم", وذلك بقاعة المؤتمرات بمبنى الكتيبة.

وحضر الاحتفال الأستاذ طلال عوكل, عضو مجلس الأمناء, والدكتور عطا درويش, مدير الدائرة, والأستاذ نعيم كباجة, مدير جمعية الصم والبكم, والأستاذ إيهاب المدهون, المدرس بالدورة, والأستاذة عبير الشغنوبي, مشرفة ومنسقة الدورة, اضافة الى عدد كبير من المهتمين والمشاركين بالدورة.

وألقى د. درويش كلمة, أكد فيها على أهمية مثل هذه الدورات التي تحرص الدائرة على عقدها بشكل مستمر, والتي تعتبر من مخرجات المنهجية الحديثة التي تنتهجها جامعة الأزهر بغزة.

وقال:" إن هذه الدورة تأتي ترجمة لفلسفتها العصرية في شمولية وتوسيع نطاق الخدمة والتواصل مع المجتمع بجميع فئاته وشرائحه تفعيلاً لمفهوم الشراكة مع المجتمع, وسعيا للوصول للغة مشتركة بين جميع فئات المجتمع, داعياً الخريجين إلى تطبيق ما تعلموه من هذه الدورة عملياً في جميع مناحي الحياة ونقل ما تعلموه لغيرهم حتى يحدث دمج فئة الصم والبكم مع باقي أفراد المجتمع والاستفادة من إمكانياتهم وقدراتهم".

وأكد د. درويش على دور دائرة التعليم المستمر التي تهدف إلى بناء قدرات الشباب وتسهيل إيجاد فرص العمل لهم في المستقبل, لافتاً إلى أن هذه الدورة هي باكورة العمل لسلسلة من الدورات التي تستهدف فئة الصم وكيفية التعامل معهم, آملاً أن تستمر وان يكون هناك عمل لتطوير و تقوية العلاقة بين الجامعة والمجتمع المدني ومنظماته, لذا كان التعاون بيننا وبين جمعية أطفالنا للصم والذي نأمل أن يستمر ويتخذ أشكالاً أخرى ودورات متنوعة ذات فائدة لتيسير التعاون مع هذه الفئة المهمشة.

وأوضح د. درويش أن جامعة الأزهر بغزة, تؤمن بأهمية تفعيل دور التعليم المستمر وخدمة المجتمع لأنها تدرك بأن شهادة الجامعة لم تعد لوحدها تكفي لتوفر عملاً بل هناك مجموعة من القدرات يجب ان يكون طلابنا حريصين على امتلاكها سواء كانت برامج حاسوب أو تطوير القدرات الإدارية والإشراف على المشاريع الصغرى, مشيراً إلى أهمية مثل هذه الدورات لفئة الشباب لتيسير لهم إيجاد مكان في هذا العالم المتغير.

وتقدم د. درويش في نهاية كلمته بالشكر والتقدير لإدارة الجامعة لدعمها المستمر وتشجيعها الدائم للدائرة, ولجمعية أطفالنا الصم وللطلبة المشاركين ولكل من ساهم في إنجاح هذه الدورة المتميزة.

من جانبه, أكد عوكل على الاهتمام الكبير الذي توليه الجامعة لهذه الدورات المتخصصة بلغة الإشارة التي تشكل مظلة جديدة تستقطب هذه الفئة الفاعلة والمنتجة من أبناء الوطن, وتضاف إلى سلسلة من الإجراءات التي اتخذتها الجامعة لتحقيق التواصل المنشود مع جميع فئات المجتمع ومن بينها فئة الصم الكبيرة بعطائها وانتمائها وولائها وحرصها على المشاركة في عملية بناء الوطن.

وشدد عوكل على ضرورة التواصل مع جميع فئات المجتمع خصوصاً ذوي الاحتياجات الخاصة والتي تزيد نسبتهم يوماً بعد يوم نتيجة لجرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق أبناء شعبنا, مبدياً سعادته الكبيرة بوجوده في مثل هذه الاحتفالات التي تعطي الإنسان أملاً وطمأنينة بأن لازال هناك من يبني في هذا الوطن ويحمل هم تعزيز صمود أبناءه رغم كل ما يحدث من أفعال مدمرة لقضيتنا في الشارع الفلسطيني إضافة إلى الاحتلال الإسرائيلي.

وجدد عوكل تأكيد مجلس الأمناء لدور دائرة التعليم المستمر التي تحمل جزءً كبيراً من هذه المسؤولية, مشدداً على ضرورة دعمها وتطويرها والعمل على تحويلها من دائرة لعمادة وتوفير كافة مستلزماتها حتى تنهض بالجامعة والمجتمع وتدفع باتجاه التطوير والارتقاء.

من جانبه, قدم الأستاذ كباجة للحضور نبذة عن برنامج الإعاقة السمعية وآلية تفعيل وتنمية شخصيات هذه الفئة من شرائح المجتمع , مبيناً أن هناك توجهاً فعلياً للجمعية لدمج فئة الصم مع بقية فئات المجتمع لكي يتعايش المعاق مع مجتمعه بصورة صحيحة يشعر من خلالها بذاته وقيمته الاجتماعية.

وتحدث كباجة إلى المشاركين بالدورة قائلاً " إنهم من أفضل المشاركين ومن أكثر الدورات نجاحاً وذلك بسبب حرص طلبة جامعة الأزهر على الالتزام بالهدوء والحضور, لافتاً إلى أن هذا النجاح يشجعنا لعقد دورة متقدمة لنفس المشاركين باللغة الإشارة".

كما حث الطلبة على الثقة والاعتماد على النفس والعمل على الجد والاجتهاد لتحقيق المشاركة مع بقية أفراد المجتمع الذين هم من نسيجه في تنمية بلادنا والرقي بها، مبيناً أن الجمعية في أتم الاستعداد لتسخير كافة إمكاناتها من اجل خدمة هذه الفئة متمنين لهم المزيد من التوفيق والنجاح.

وأشار أن الهدف من إقامة هذه الدورة هو تزويد من له صلة بالصم بالثقافة اللازمة للتعرف على خصائصهم وتفعيل دور الصم بمشروع يخدم أفراد المجتمع والتعريف بأساليب التواصل مع الأصم وخدمته في كل إدارة من الدوائر الحكومية إضافة إلى نشر ثقافة التواصل مع ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة عموماً وذوي العوق السمعي على وجه الخصوص.

وفي نهاية كلمته أكد كباجة شكره العميق لإدارة جامعة الأزهر وعلى وجه الخصوص دائرة التعليم المستمر التي وفرت كل سبل النجاح لهذه الدورة وحققت تواصلاً فعلياً مع مؤسسات المجتمع.

ثم ألقت عبير الشنغوبي كلمة بالغة الإشارة شكرت من خلالها كل من حضر وشارك وساهم في إنجاح هذه الفعالية التي تخدم شريحة غالية من أبناء هذا المجتمع, وقالت "إن من حق هذه الفئة علينا أن نقوم بخدمتها ورعايتها وان نجعلها تندمج مع كافة شرائح المجتمع وتعيش حياة طبيعية تحقق ذاتها من خلال العمل الجماعي, يذكر أن الشنغوبي هي إحدى المعاقات سمعياً وقامت بدور المنسقة والمشرفة على الدورة.

كما قامت الطالبة فايزة الوحيدي بإلقاء كلمة نيابة عن الخريجين أكدت خلالها استفادة الطلبة من هذه الدورة, مضيفة أن انضمامها للدورة كان نابعاً من رغبتها الشديدة لمعرفة كل ما يتعلق بالصم كي تستطيع مساعدتهم وذلك بالتخاطب والتواصل معهم وحل مشاكلهم وكسر حاجز اللغة بينهم وبينها.

وأضافت بأنها تتمنى أن تكون مدة الدورة أطول واشمل كما أنها ترجوا أن تتكرر مثل هذه الدورات وتكثف واختتمت الوحيدي كلمتها مناشدة كافة أفراد المجتمع بمد يد العون والمساعدة ليس بالمال وإنما بالشعور الإنساني والإرادة أو حتى بتعلم لغتهم لنشعرهم بأننا معهم في كل خطوة ومعهم دائماً, موجهةً الدعوة إلى الجميع من أجل التكاتف والبذل من اجل إدماج وتفعيل هذه الفئة في المجتمع.

وفي ختام الحفل وزع د. عطا درويش والأستاذ طلال عوكل والأستاذ نعيم كباجة الشهادات على الخريجين والمشاركين بالدورة.