الخميس: 16/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

الشباب ...بناة المستقبل دراسة شاملة في اجندة مركز معا للعام الجديد

نشر بتاريخ: 18/01/2014 ( آخر تحديث: 18/01/2014 الساعة: 12:53 )
رام الله- معا- تقديراً لدورهم في صنع مستقبل مجتمعاتهم، وللخبرة الطويلة في التعامل مع فئة الشباب -من ثلاثة محاور: بناء القدرات، رفع الوعي الشبابي، التأييد على المستوى المحلي والوطني-خصص مركز العمل التنموي " معا"، في أجندته الخامسة لعام 2014 موضوع الشباب كمفصل رئيسي في المجتمع الفلسطيني متناولاً التحديات والفرص التي تواجههم في الأراضي الفلسطينية المحتلة، محاولاً رسم لوحة انسانية عن حياة الشباب الفلسطيني المقيم على حدود الـ67، وطارحاً قضاياه للنقاش، داعياً الشباب الى النهوض قدماً والتحرك للمطالبة بحقوقهم جنبا الى جنب مع بقية افراد شعبهم. وقد سلطت الأجندة الصادرة باللغة الانجليزية الضوء على محاور مختلفة: القادة الفلسطينيين الشباب في الشتات، الشباب والعمل التطوعي، معاناة الشباب جراء الاعتقال الإداري والحبس، وواقع الحياة في القدس المحتلة.

جاء في الصفحة الأولى للأجندة المزدانة بالصور لشباب فلسطينيين فاعلين في مواقف مختلفة: "الشباب هم طلائع مجتمعاتهم في جميع أنحاء العالم، يكسرون حدود التقاليد الاجتماعية، يتحدون الاستغلال الاقتصادي، وكما تجلى مؤخراً في الوطن العربي، فهم يديرون دفة الثورات العربية التي أسقطت القيادات الدكتاتورية، كما أن دور النساء والفتيات على وجه الخصوص، ينمو ويزدهر كجزء من قيادات التغيير والتغلب على الاضطهاد السياسي والقيود المتوارثة والتي تقمع حرياتهن العامة والخاصة".

افتتحت الاجندة شهر عامها الجديد بالحديث عن الرعاية الصحية وسهولة الوصول لمراكز العلاج، فالاحتلال الإسرائيلي المستمر يواصل خلق معيقات ممنهجة أمام تأمين الحماية الصحية من خلال الحواجز العسكرية ونظام التصاريح والجدار الفاصل. عوائق تؤثر جميعها على الفرد الفلسطيني، وبوجه الخصوص على الشباب ممن بحاجة وخاصةً في قضايا معينة الى اهتمام نفسي وجسدي. ومن بين ما جاء في الاجندة ما كشفته دراسة علمية بأن الامراض المزمنة آخذة بالازدياد بين فئة الشباب وخاصة أمراض القلب، السكري، ضغط الدم العالي، ووفق تصريح لمدير قسم الصحة في وكالة الغوث الانوروا د. أمية خماش "فإن الأمراض الخطيرة التي تستلزم اهتماما كبيرا تنتشر بين فئة الشباب نظرا للخمول الجسدي، استهلاك النيكوتين والبدانة والتي تزيد لديهم مقارنة مع غيرهم بنسبة 30%".

إن المشاكل الصحية وعسر الوصول الى المراكز الطبية وخاصة للشباب، كشفت عدداً من التداعيات النفسية والجسدية بالغة الأهمية، تتفاقم باعتداءات الجيش والمستوطنين المتكررة، مع عدم القدرة على احتواء وتمكين فئة الشباب نظراً للظروف السياسية والاجتماعية والمادية الصعبة، ما يغذي انتشار ظاهرة التدخين والإدمان على المخدرات، وشيوع حالة من الاكتئاب والجزع من المستقبل، ومن الناحية الصحية تؤثر الحمية الشديدة نتيجة البيئة الفقيرة المحبطة إلى انتشار الأمراض المزمنة.

مشاق الحياة في القدس

شباب وشابات القدس كانوا موضوع شهر شباط، وكما جاء في جزء من المقال: "أن تعيش في القدس. إذن فأنت مقيمٌ مؤقت ولست مواطناً كامل الحقوق، ولكي تضمن بقاءك، عليك العيش في توجس مستمر من امكانية فشلك في تأمين الاثباتات الكافية كشرط لبقائك فيها وفق قوانين المحتل الجائرة"، وما يزيد الصورة قتامة، أن بطاقة الهوية للآباء ليست بالضرورة تورث لأبنائهم في القدس، لأن الأمر يخضع لشروط الاحتلال، ويكفي دلالةً، وجود 10 آلاف طفل ما زالوا غير مسجلين كمقدسيين".

السياسات الاسرائيلية في الفصل والتنمية غير المتساوية بين الاسرائيليين والفلسطينيين في القدس بشقيها، جعل الحياة لا تطاق في الأحياء الفلسطينية، وحيث أن الشباب هم الفئة المحرومة في المجتمع الفلسطيني عموماً، يتم إنكار حقوقهم من قبل الاحتلال في القدس، حيث هجوم المستوطنين المتكرر، والاعتقال الاعتباطي، وهدم البيوت والاستفزاز اليومي وانتهاك حرمة الأماكن المقدسة، أمور أضحى المرور من خلالها طقسا لعبور واقع الحياة الفلسطينية الحقيقي المسبب للاختناق في منطقة مضغوطة يضيق الاحتلال عليها الخناق. وتتمركز قضية الشباب في المدينة المحتلة بالتعليم وحرية الوصول للتسهيلات التعليمية. والخطورة تكمن في تسرب الطلبة من مدارسهم في سن مبكرة، لاعتقادهم بانعدام الجدوى في الشهادة الفلسطينية التي لن توفر لهم العمل الجيد في السوق الاسرائيلي المدرّ للدخل. واقع تعليمي بحاجة الى تحرك حقيقي من قبل الجهات الرسمية الفلسطينية لإيجاد بدائل حقيقية بعيدا عن اغراءات سوق العمل الاسرائيلي.

الأغوار والبقاء على الهامش

موضوع شهر اذار تمحور حول "الشباب في الأغوار الفلسطينية" حيث تشكل تلك المنطقة الحيوية ما نسبته 95% من مساحتها الكلية مناطق جـ أو محميات طبيعية ما يعيق أي تنمية فلسطينية مستقبلية، وتعاني مناطق جـ من الاغلاقات والقيود على الحركة، انتشار الجيوب الجغرافية المحاطة بالمستوطنات والقواعد العسكرية، حتى ان البنك الدولي اطلق على الغور "منطقة فصل إسرائيلية شرقية".

تقطيع الاوصال بين القرى في الاغوار والتجمعات اثر على عدة جوانب في حياة الفلسطينيين وأهمها الاقتصاد. كما ان عملية العزل صعبت عمل الفلسطينيين في الضفة الغربية او اريحا التي تبعد 90 كم وذلك لقلة المواصلات العامة والوظائف، فيضطر عدد كبير من الاهالي وشباب الاغوار الى العمل بالمستوطنات بجزء بسيط من الاجور وبلا تأمينات صحية. إن البقاء على الهامش في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لسكان الاغوار يجعلهم مستثنيين من التنمية الوطنية، هذا الاستبعاد يؤثر على الصحة النفسية والأمل الاقتصادي وتعزيز الامكانيات القيادية في جيل شباب الاغوار.

أما مضمون مقال شهر نيسان فكان عن تحديات النوع الاجتماعي في الاقتصاد والتعليم. وقد اقتبس المقال في مقدمته اعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة لمناهضة التمييز العنصري ضد النساء: "إن التنمية المتكاملة في البلدان، ومصلحة الدول وسبب نهضتها واستقرارها، يتطلب المشاركة القصوى للنساء بمساواة تامة مع الرجل في الحقول المختلفة" .

بالرغم مما تعانيه المرأة مثلها مثل الرجل من تبعيات الاحتلال القاسية، تعاني ايضا من المحددات الاجتماعية التي تعيق انخراطها في معترك التنمية الاقتصادية، ومع ذلك فالمرأة الفلسطينية تلعب دورا هاما في تأمين الدخل الاضافي لأسرتها. ويصبح الأمر ملحاً وضرورياً حين تصبح المعيل الوحيد لأسرتها بعد موت او اسر المعيل الاساسي للأسرة. ووفق دراسة أخيرة فإن هناك 74% من النساء في الضفة و 80% في غزة، ينخرطن في انشطة غير رسمية مدرة للدخل، حيث عبرن بأنها الوسيلة الوحيدة لتأمين الدخل لأسرهن، وبالرغم من تأثير النوع الاجتماعي على ارتفاع نسبة البطالة والفقر وانعدام العدالة الاجتماعية في الأراضي الفلسطينية، إلا أن الإناث اصبحن يلعبن دورا هاما في النهوض بأسرهن ومجتمعاتهن.

اما شهر ايار فكان عن برنامج الشراكة من اجل التنمية "برنامج بناء قدرات الشباب" ففي الوقت الذي ازدادت فيه المشاريع ذات المنحى الشبابي لاستيعاب فئة الشباب . فإن هناك حاجة ملحة الى برامج مجتمعية تعيد تعزيز روح العمل التطوعي لخلق وعي مجتمعي سياسي واجتماعي لتحديد الاحتياجات الوطنية والموارد الهامة تماشيا مع تلبية حقوقهم وكرامتهم. أحد نماذج برنامج مركز معا "فادوك" يتمثل في المخيم الصيفي، والذي سنوياً لضمان التمكين الاقتصادي والاجتماعي للشباب الفلسطيني تحت الثلاثين، يشمل عدة برامج قاعدية يرتأي من خلالها، تعزيزهم وتمكينهم في القيادة ومفاهيم التنمية المستدامة المبنية على الحرية، المشاركة، العدالة والمساواة واحترام حقوق الإنسان الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وغيرها ..، ووفق منسق البرنامج رامي مسعد فإن فادوك توفر المساحة للشباب ليتصرفوا وفق ما يجدونه مناسبا استنادا إلى حسهم المسؤول والدافعية لديهم، فيشعرون ان المشروع يمثلهم منهم واليهم. فيما يوفر المخيم الصيفي فرصة نادرة للشباب الفلسطيني من مختلف المناطق في الضفة الغربية للالتقاء وتبادل الأفكار والآراء والخبرات، من خلال نشاطات ثقافية، المعرفة والتعليم الشعبي والتدريب العملي.

أطفال أسرى
وخص شهر حزيران مقاله عن الاعتقال الإداري والسجن، ومع أن الاتفاقية العامة لحقوق الطفل تواصل باستمرار مناداتها بالإطار القانوني الذي يحمي الشباب في سياق الحبس او الاعتقال الإداري دون شروط أو مبررات، لكن في ظل الاحتلال فالأمر مُنتهك الى درجة كبيرة، ففي عام 2013 أعلنت مؤسسة الدفاع عن الطفل بأنه ومنذ عام 2002 حتى 2012، خضع 7 آلاف طفل منهم بعمر 12 عاماً للامتثال في المحاكم العسكرية وطبعا الحجز والتحقيق في الاعتقال الإداري، فيما أصدرت مؤسسة الضمير في تقرير لها أن 700 طفل فلسطيني تحت سن الـ18 عاماً في الضفة الغربية امتثلوا للمحاكمة في المحاكم العسكرية بعد اعتقالهم اداريا وحبسهم واستجوابهم. فيما تشير مؤسسة حماية الطفل أن ما بين 200 - 300 طفل يتم اعتقالهم كل شهر عدا عن خضوعهم للتحقيق وتكرار اعتقالهم. وبشكل مستمر يتم اعتقال الشباب والأطفال من الطرقات من قبل جيش الاحتلال بتهمة رمي الحجارة، ويتم حبسهم من شهرين الى 6 شهور بسبب هذه التهمة، التي تصل حتى عام بحجة إلقاء قذيفة مولوتوف.
التعليم وسوق العمل كان موضوع شهر تموز، ووفق الإحصائيات في الأراضي الفلسطينية، فإن هناك انتشاراً في نسبة المتعلمين في المدارس الحكومية، ففي عام 2012، وصلت نسبة الملتحقين في التعليم الحكومي إلى 84% من الشباب من عمر 15-17% و 48% من عمر 18 الى 22، وأيضا تشير النسب إلى أن 12% من الإناث و 9% من الذكور يحملون الشهادة الجامعية، ومع ذلك فإن سنوات التعليم لا تترجم واقعيا في الحصول على وظيفة لأن مستويات البطالة بلغت حدا مرتفعا بما نسبته 52% من الخريجين الجامعيين لعام 2013، فيما وصلت النسبة الى 46% من الشباب الذين انهوا 13 عاماً من تعليمهم المدرسي.
وحين نتحدث عن البطالة، فهناك أسباب عديدة لارتفاع نسبتها، ومع ان بعض القضايا تتقاطع مع سياق التنميةـ إلا انها بالأراضي الفلسطينية المحتلة، لها أسباب متجذرة تتعلق بالاحتلال، ما يؤثر على التعليم وسوق العمل المحلي. في غزة على سبيل المثال وجراء الحصار، اضطر الشباب الفلسطيني الى العمل في الانفاق او ما يسمى خط الحياة لتهريب مختلف انواع البضائع والأدوية وحتى السيارات إلى داخل القطاع. في عام 2010، ونقلا عن الإحصائيات الفلسطينية فقد عمل 25 الف شاب في مهنة الانفاق لتأمين دخل جيد ينتشلهم من الفقر، ويؤمن عملاً للمتسربين من مدارسهم.
العمالة في المستوطنات أمر مقلق
اما شهر اب فكان عن عمال المستوطنات حيث يتركز مجال عملهم بالزراعة من عمليات تنظيف، عتالة ، نقل بضائع، في اوقات دوام تتراوح بين السادسة صباحا حتى الثانية ظهراً. وأجور ما بين الـ 50-90 شيقل يومياً، من غير ضمانات صحية او معاشات نهاية الخدمة أو ضمان اجتماعي بدل عطل، او ايام مرضية، وبالرغم من ان القانون الاسرائيلي يشترط ان لا يقل راتب العامل الفلسطيني في المستوطنات يومياً عن 200 شيقل، فلا يوجد آلية تطبيق لضمان نيل العمال الفلسطينيين هناك لحقوقهم.
ان ازدياد عدد الفلسطينيين في المستوطنات الزراعية أمر مقلق، ويدعو للتحرك بشأنه بأسرع وقت، على سبيل المثال فإن تقليل عدد العمال يتطلب ايجاد بدائل لهم في الأغوار، او في المناطق القريبة كـ نابلس وأريحا، ولكن بعد المسافة والحواجز العسكرية تعيق الشباب في معظم القرى من الوصول الى تلك المناطق، إضافة إلى أن الاستثمار في التدريب المهني والتحضير الجامعي هام جدا لضمان انخراط الشباب في سوق العمل في الاراضي الفلسطينية.
فيما جاء مقال شهر ايلول عن القاعدة الشبابية وحركات المقاومة، الشباب يقودون الحركات الشعبية في الاراضي الفلسطينية في السنوات الأخيرة لإنهاء الاحتلال، على الرغم من ان هذه الحركات واجهت عدة صعاب تعيق نموهم واستقرارهم، إلا أن الحراك الشبابي يبقى جزءا هاما في صراع التحرير الشعبي، وهو عنصر فاعل قادر على إنهاء الانقسام الاقليمي والسياسي بين الضفة وغزة.
من بين هذه الحركات الشبابية الفاعلة: شباب ضد الاستيطان "ياس" حركة شبابية تناهض تصاعد وتيرة الاستيطان بتركيز كبير على منطقة الخليل. كما تقاوم مخططات وعملية بناء جدار الفصل العنصري وتحشد القوى الشبابية ضده في المخيمات، القرى والمدن حملة "اوقفوا الجدار" . وتتخذ جمعية التنسيق والنضال الشعبي -التي تأسست من اعضاء بارزين في اللجان الشعبية من مختلف الأطياف السياسية- نهج المقاومة من الانتفاضة الاولى. ومن امثلة النضال ضد الاستيطان والاحتلال: حملة "باب الشمس" والتي تمركزت في مناطق E1بين القدس المحتلة ومستوطنة معالي ادوميم... وغيرهم من الحركات الشبابية الفاعلة.
وبشكل اساسي فإن قاعدة الشباب ضد الاحتلال اذكت التحرر الوطني الحديث في التعبير عن المطالب، الحقوق والعدالة الاجتماعية، إلا انها ما زالت تفتقر للوحدة وتعاني من انقسام جدي، لكنها بلا شك تعد ثقلاً للتحرك والركود لتأسيس القيادة، وقد تصبح في يوم ما القيادة الجديدة.
مبادرات ومشاريع صغيرة
الابتكار ورعاية المشاريع، كانا موضوعي شهر تشرين أول، حيث يعتبر هذان الامران بمثابة التحدي الذي يواجه منطقة الشرق الاوسط جمعاء وطبعا الاراضي الفلسطينية. ففي الوقت الذي تعيق فيه الثورات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية نمو الاستثمارات، تفشل بنية الحكومات الضعيفة في حماية المشاريع الصغيرة. بالإضافة الى أن نظام التعليم. لا يولد التفكير الإبداعي الفردي، روح المغامرة وإيجاد الحلول للمشكلات العويصة.
ولكن لحصاد جيل من اصحاب المشاريع صاحبة الأفكار الخلاقة، فعلى فلسطين مواجهة كل التحديات المذكورة بالإضافة الى واقع معقد مع الاحتلال، والذي يقطع تواصل المجتمع الفلسطيني مع السوق المحلي الاقليمي والعالمي. وبالرغم من تلك الصعوبات، إلا ان نماذجَ حول رعاية المشاريع الفلسطينية تكشف عن فرص ملحوظة في الابتكارات الفلسطينية وقوة المشاريع الصغيرة كوقود للتقدم الاجتماعي والاقتصادي.
ومن الأمثلة على أصحاب المبادرات الصغيرة، أية مليطاط 22 عاما من بيت فوريك، نابلس، مؤسسة جمعية التضامن مع مربي المواشي، مشروع صغير أسسته في عام 2012 لإنتاج غنم اسباني مميز، تؤمن من خلاله للمستهلك حليب عضوي صحي. فيما هديل الصفدي من غزة عملت على تأسيس مشروع صغير وهو اول شركة متخصصة برسوم الكرتون والأفلام القصيرة التي تناقش قضايا اجتماعية يتم توزيعها على وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.
الشباب في غزة كانوا موضوع مقال شهر تشرين الثاني، وبعنوان فرعي المأساة وإعلان حالة الطوارئ، وكما هو معروف فشباب غزة يواجهون نسبة كبيرة من البطالة، حصار وحشي على القطاع، نقص حاد في الوصول الى تعليم كاف وعزل عرقي عنصري. ونقلا عن احصائيات الأمم المتحدة فإن 65% من سكان غزة البالغ عددهم مليون و 700 الف هم من فئة الشباب تحت سن الـ25. وتتجاوز البطالة من سن 15 الى 24 53%، ما يجعلها تعد من اعلى نسب البطالة في العالم، وضعف البطالة في الضفة الغربية.
فرصة عمل مستحيلة
معظم الشباب في غزة ممن لا يجدون عملا محليا، يغرقون بالبطالة المحلية وتكون فرصهم للعمل في الخارج محدودة جدا مع كون القطاع هو اكبر سجن هوائي في العالم، عكس أوسلو والذي اعتبر الضفة وغزة وحدة واحدة، فإن السفر بين المنطقتين ممنوع. كما أن معبر رفح المنفذ الوحيد لغزة الى العالم، يغلق لأسابيع. ما يجعل الوضع صعبا ليس فقط بين الضفة وغزة بل ايضا بين الشباب الذين يبحثون عن فرصة عمل افضل. كما ان العزل الاجتماعي تعمق بسبب الفصل السياسي والخلاف بين الحزبين فتح وحماس ما يساهم في الاستقطاب الاجتماعي وتقسيم الاسر. ما يؤثر على تماسك شباب غزة كوحدة واحدة، ما يجعلنا نعتقد ان شباب غزة قد فقدوا الامل مطلقا.
وبالرغم من كل المعطيات فما تزال الحياة والحيوية والمرونة تنبض في الشباب الذين ينشدون المقاومة بإعلاء صوت معاناتهم في غزة طلبا بالمساعدات الطارئة.
" سنعمل ليل نهار لتغيير الظروف البائسة التي نعيش فيها وسوف نبني الأحلام رغم الجدران". جمعية شباب غزة.
فيما خَصص الشهر الاخير مقاله للحديث عن شبكات التواصل الاجتماعي" حيث أن 40% من الشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية يتعامل مع شبكات التواصل الاجتماعي، ما يعد النسبة الأعلى في الشرق الأوسط، ومحلياً يعتبر الفلسطينيون وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة هامة لنقل رسائلهم عن الاحتلال الى مختلف ارجاء العالم. ان الدفعة القوية لوسائل التواصل الاجتماعي تأتي من الجهود الفلسطينية لكسر الاحتكار الاسرائيلي للإعلام والمعلومات لأكثر من ستة عقود. ولكن مع مساعدة وسائط الفيسبوك المتعددة من تحميل الصور الثابتة والأفلام القصيرة، أصبح الشباب الفلسطيني، قادراً على التعبير عن واقعه تحت الاحتلال وعرض واستعراض تصرفات إسرائيل القمعية، وبلا شك فإن وسائل التواصل الاجتماعي قد دفعت قدما بالصوت الفلسطيني محليا وعالمياً.