السبت: 27/07/2024 بتوقيت القدس الشريف

مجلس الإفتاء الأعلى يحذر من إقامة حي استيطاني جديد بالقدس

نشر بتاريخ: 23/01/2014 ( آخر تحديث: 23/01/2014 الساعة: 14:00 )
القدس- معا - حذر مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين من نية سلطات الاحتلال إقامة حي استيطاني جديد جنوبي المدينة المقدسة، الذي يضم (1700) وحدة استيطانية، وبين المجلس أن هذا القرار يأتي بالتزامن مع الاستهداف المتواصل للمسجد الأقصى المبارك، إضافة إلى نية السماح للمستوطنين والسياح الأجانب باقتحام المسجد الأقصى المبارك من باب القطانين إضافة إلى باب المغاربة.

واعتبر المجلس هذه الدعوة تصعيداً نوعياً وخطيراً، مبيناً أن الاستهداف الذي تتعرض له المدينة المقدسة يهدف إلى تهويدها بالكامل وتغيير معالمها العربية والإسلامية، وفرض حقائق جديدة على الأرض.

وعبر المجلس عن ثقته بأن الشعب الفلسطيني لن يقف مكتوف الأيدي أمام هذا السرطان الاستيطاني، الذي ينتشر في معظم الأراضي الفلسطينية، محذراً من تبعات هذه المشاريع التهويدية، التي تأتي امتداداً لغطرسة الاحتلال وعدوانه على الأراضي الفلسطينية بعامة، في إطار سياسة مبرمجة تهدف إلى فرض الأمر الواقع على الأرض من خلال إجراءات عدوانية مباشرة وغير مباشرة، تعبر عن تعنت الاحتلال الإسرائيلي وإصراره على الإجرام وتزييف الحقائق.

وثمن المجلس دور القيادة الفلسطينية وعلى رأسها سيادة الرئيس محمود عباس "أبو مازن" تجاه نصرة إخواننا في مخيم اليرموك، من خلال إدخال معونات غذائية ودوائية عاجلة لهم، وتوفير ممر آمن لخروج الحالات الإنسانية من المخيم، داعياً المسلحين جميعهم لمغادرة المخيم، وعدم الزج بأبناء المخيم في صراع لا ناقة لهم فيه ولا جمل.

كما رحب المجلس بنيل شهداء مقابر الأرقام كراماتهم بالدفن وفق تعاليم الشريعة الإسلامية، مثمناً مثابرة القيادة الفلسطينية من أجل استرداد جثامين الشهداء المحتجزين لدى الاحتلال الإسرائيلي في مقابر الأرقام، وبيّن المجلس أن سلطات الاحتلال تنتهك القانون الدولي الإنساني ومعايير حقوق الإنسان الذي يلزم أي دولة احتلال بتسليم الجثامين إلى ذويهم، واحترام كرامة المتوفين، ومراعاة طقوسهم الدينية خلال عمليات الدفن.

كما أدان المجلس العدوان الإسرائيلي على المحافظات الجنوبية، مما أدى إلى استشهاد اثنين من أبناء بيت حانون، والاعتداء على كرامة أموات المسلمين في مقبرة مأمن الله الإسلامية التاريخية التي تتعرض لعدوان همجي بتجريف القبور، بهدف تنفيذ مشاريع صهيونية تهويدية مكانها.

وثمن المجلس القرارات المنبثقة عن لجنة القدس في دورتها العشرين والاتحاد البرلماني العربي في مؤتمره العشرين المنعقد في دولة الكويت الشقيقة، بخصوص القدس، بما يخدم رفع معنويات المرابطين في المسجد وأكنافه، وناشد العالم أجمع بحكوماته ومنظماته ومؤسساته وهيئاته التي تعنى بالسلام والإنسان والمقدسات العمل على لجم جماح إسرائيل عما تخطط له من تهويد للمسجد الأقصى المبارك، وطمس هوية مدينة القدس وتشريد أبنائها.

وطالب المجلس منظمة اليونسكو بالتدخل الفوري والسريع لإنقاذ ما يجب إنقاذه من مدينة القدس العربية، والوقوف في وجه الآلة العسكرية الإسرائيلية التي تغير معالم المدينة المقدسة، واتخاذ القرارات العملية لدرء الأخطار المحدقة بالمسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس والقضية الفلسطينية.

جاء ذلك خلال جلسة المجلس الثالثة عشرة بعد المائة، برئاسة سماحة الشيخ محمد حسين، المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، رئيس مجلس الإفتاء الأعلى، وحضور أعضاء المجلس، تخللها مناقشة المسائل الفقهية المدرجة على جدول أعمالها، بمشاركة السيد ضياء عبد الفتاح، مندوب سلطة النقد الفلسطينية.