الأحد: 08/06/2025 بتوقيت القدس الشريف

ملاعب كرة القدم ... أهي مكاناً للعب ام بطحاء للفوضى ؟ بقلم - فتحي فنشة

نشر بتاريخ: 10/06/2007 ( آخر تحديث: 10/06/2007 الساعة: 21:54 )
بيت لحم - معا - في سهل يحده غرباً جدار الفصل وبين ارض مخضرة ومزينة بعناقيد العنب وكروم اللوزيات وبيوت قديمة خلابة يتربع ستاد الخضر الدولي الذي شيد اخيراً بجهود حثيثة من قبل بلدية الخضر وناديه الرياضي ، وقد جاء بناء واقامة هذا الستاد برؤية محلية وبدعم خارجي .
كاتب هذه السطور كان واحداً من المئات لا بل الآلاف الذين رحلوا من كل حدب وصوب لمشاهدة عرس افتتاح الستاد الرياضي الكبير ،وقد رسمت على وجوه عشاق ومحبي الرياضة الذين اموا المكان علامات الرضى والسرور بعدما شاهدوا خضراوية المكان وافتتاح صرح من الصروح الفلسطينية باعتبار ذلك وثوب لمرحلة جديدة من البناء المؤسساتي .
ان ما شاهدناه اثناء الافتتاح دل على مدى الوعي الجماهيري والروح الرياضية العالية التي يتمتع بها الجمهور بعدما التأمت المباراة التي جمعت بعيد الانتهاء من مراسم الافتتاح فريقي الخضر واخاء الناصرة وكانت المحصلة في نهاية المبارة تعادل الفريقين ولم يشهد مدرج الستاد أي نوع من الفوضى بل كان الجميع وخاصة جمهور الخضر على درجة من المسؤولية والوعي .
ولكن ما شوهد بعد افتتاح الدورة الربيعية التي اقيمت مؤخراً على ستاد الخضر عكس ما شوهد يوم الافتتاح فعلى مدى عقد المباريات على ارض الملعب لوحظ رزمة من الخروقات والسلبيات مثل الاعتداء على الحكام او اعتداء لاعب على اخر او القاء العبوات المليئة بالماء والمشروبات الغازية ، فخسارة فريق امام اخر لا تعني نهاية الكون لكن اللقاء الذي يجمع فريقين يكون في سلم ابجدياته التعارف والتوادد بين الفريقين انفسهم وجمهورهما على حد سواء ، فالرابح والخاسر في اي مباراه يكرم ولكن بدرجة متفاوتة فالكأس تكريم لمجهود الفريق الذي يستحق الفوز ليس الا.
ما اود التذكير به لان الذكرى تنفع المؤمنين ، تقبل الهزيمة اوالخسارة في أي مباراة بكل رحابة صدر وبروح رياضية عالية فالمدرجات الرياضية تعج بعشرات المئات من الناس فجل من يشاهد احداث اي مباراه تكون اعصابه متوترة في حالة من الغليان وفي حال ولوج هدف في مرمى الاخر تبدأ في الافق ارهاصات سلبية التي يرفضها العقلاء ولذا على عشاق الكرة حساب الامور من ناحية اخرى ، لربما يكون بين ظهرانيهم متربصين اصحاب نية مبيتة تهدف لخلق بلبلة قد تكون المحصلة هي تشابك الايدي بين الجمهورين احيانا او اللجوء الى وسائل اخرى احيانا اخرى فنحن من تحمل منذ عقود خلت شظف العيش وصروف الدهر وخسرنا الغالي والنفيس فلنتحمل خسارة مبارة كرة قدم ، ففي أي لقاء كروي يحدث تكون النتيجة لهذا الفريق او ذاك ولعبة كرة القدم كما الدهر يوم لك ويوم عليك فليتحمل عشاق الكرة ومحبيها المسؤولية عن تصرفاتهم وان يكونوا على مستوى من الوعي حفاظاً على وضعنا الحضاري بين الأمم .