الخميس: 12/06/2025 بتوقيت القدس الشريف

بين الغث والسمين - بقلم - ياسين نظمي الرازم -

نشر بتاريخ: 17/06/2007 ( آخر تحديث: 17/06/2007 الساعة: 17:14 )
بيت لحم - معا - كثيرة هي الاحداث والمواقف التي تمر على رياضتنا الفلسطينية يومياً خاصة وعلينا كشعب محتل عامة ، وقليلة هي الاحداث التي تنال اهتمام الاعلاميين الرياضيين ربما بسبب ظروف الحياة وربما لتسارع الاحداث اليومية ، الا ان هنالك بعض الاحداث والاخبار والمواقف الرياضية تفرض نفسها على الجميع فيحاول كل زميل من الزملاء ان يدلو بدلوه ويقول رأيه ووجهة نظره فعلى سبيل المثال لا نستطيع التغاضي او القفز عن الاقتتال الداخلي بين الاخوة في قطاع غزه والذي بدأ للاسف بالامتداد للضفة الغربية سيما وان لهذا الوضع الغريب وغير الطبيعي والدخيل على ديننا وعاداتنا وقيمنا واخلاقنا اثاراً سلبية ومدمرة على كافة مناحي الحياة وليس الرياضية فقط وندعوا الله العلي القدير ان يجنب شعبنا مخاطرها واثارها المتوقعة على المشروع الوطني الفلسطيني وقبل فوات الاوان ، ومن بين المواقف التي تشغل بال الرياضيين قضية المباراة التطبيعية مع الطرف الاخر ومشاركة عدد كبير من اللاعبين المحليين في منتخب فلسطيني اسرائيلي مشترك ضد فريق ريال مدريد الاسباني ، ومن بين القضايا الهامة ايضاً ظاهرة الشغب التي عادت لتطل برأسها القبيح وتعمل على تخريب البطولات وبعثرة جهود المنظمين والاندية والمدربين واللاعبين ولاشك ان هنالك مواضيع اخرى لا يتسع المجال لذكرها في هذه المقالة، الا ان الغريب بالامر بروز اسماء تصر على زج انفها في الاحداث والتركيز على مواضيع دون سواها عبر مقالات فارغة المضمون والمحتوى ولا تشكل اهمية للشارع الرياضي وذلك ناتج عن ضحالة في الفكر وسطحية في الرؤيا والسعي الحثيث للبحث عن مكان تحت الشمس بعد سنوات من العزلة والظلمة بسبب تلك الافكار الهدامة التي يحاولون تغليفها بأغلفة منمقة ومزركشة بالشعارات الوحدوية والوطنية عبر مقالات شبه اسبوعية ، وبسبب تلك الاهداف الشخصية التي يحملونها ويحلمون في تحقيقها عبر التنقل بين المؤسسات وبمختلف السبل والوسائل حتى لو كان ذلك على حساب المصلحة الوطنية والمباديء والشعارات ، ومثل هذه المقالات وتلك الاراء والمواقف فان عدم الرد عليها يكون ابلغ وقعاً على كاتبها من الرد ذاته ، مع العلم ان هنالك العديد من المقالات التي لايتم التعليق عليها رغم موضوعيتها واهميتها خاصة اذا ما اشبعها كاتبها بحثاً وتدقيقاً وبذل فيها الجهد الوافر من جمع المعلومات ، وبالتالي فان على الصحفي او الاعلامي وقبل محاولة التعليق او الرد على ما ينشر في الصحف المحلية التفريق بين الغث والسمين من الاراء والمواقف والمقالات، فيجد الاعلامي ان عليه ومن منطلق اغناء النقاش التعليق على رأي زميل له سيما اذا كان من الاعلاميين المعروف عنهم التبحر في عالم الاعلام والصحافة والمهنية والموضوعية والاراء البناءة والموقف الراسخة ، اما اذا كان كاتب المقال من هواة التطبيل والتزمير و المواقف المتأرجحة والرجراجة فانك لا تجد ما تكتبه او تعلق عليه او حتى انك لا تكمل قراءة المقال وكما يقولون تقرأ المكتوب من عنوانه ، وهنا لابد ان يكون لرابطة الصحفيين الرياضيين ومحرري الصفحات الرياضية رأي في هذا المجال فلا ضير في التقنين من جهة واستقطاب المميزين الى الهيئة العامة للرابطة .
حتى تقول رأيك بصراحة عليك اولاً ان تتحلىبقدر كبير من الشجاعة والامانة الصحفية والشفافية والموضوعية وقبل كل شيء الحيادية في طرح الاراء وتحليل المشكلة ومن ثم التوصيات بالحلول ، ومما لا شك فيه ان عليك توقع ردات الفعل وتحمل سماع عدد من الاتصالات الهاتفية من قبل الذين يشعرون انك استهدفتهم في مقالتك او رأيك، وربما ردود ومقالات متشنجة ورغم ذلك فان عليك ان تقول رأيك بصراحة حتى لو ازعج ذلك البعض ودفعهم الى اتخاذ مواقف عدائية او متشنجة ، وفي هذه الصدد لا بد لنا من التعليق على المباراة التطبيعية الانفة الذكر وعلى الرغم من ان هذه القضية لم تحدث حتى الان ردة الفعل المتوقعة وربما لانه قد سبقها مباريات شبيهة على الاراضي الايطالية والاسبانية وغيرها من الدول دون ان يحرك اتحاد كرة القدم ساكناً وحسب رايى الشخصي فان على الاتحاد الافصاح وبوضوح عن رأيه فاذا كان مع المباراة فوحده يتحمل المسؤولية، اما اذا ضد اقامة هذه المباراة فعلية اتخاذ الاجراءات والاعلان سلفاً عن العقوبات بحق المخالفين اما ان يبقى موقفه ( لعم ) فهذا مرفوض جملة وتفصيلا لانه بذلك يشرع للمباراة ، وهنالك مسؤولية اخرى تقع على عاتق الاندية التي يلعب اليها اللاعبون والتي يتوجب عليها هي الاخرى ان تتخذ العقوبات الرادعة بحق اللاعبين المخالفين اللهم الا اذا كانت تؤيد المباريات التطبيعية .؟!!!!
قضية شغب الملاعب والاعتداء على الحكام باتت ظاهرة خطيرة ومقلقة وتحتاج الى خطوات واجراءات رادعة وقاسية والضرب بيد من حديد على يد كل من تسول له نفسه العبث بمقدرات الرياضة المحلية من مثيري الشغب و كذلك الذين يقفون خلف المعتدين على الحكام من اداريين ولاعبين ومدربين ، وبحق كل من يصر على فهم الرياضة انها فوز وكسب فقط وبكل الوسائل المتاحة وغير المشروعة، وهنا تبرز اهمية وجود اللوائح الفنية والمواد القانونية الرادعة من العقوبات والجزاءات بحق الكبير قبل الصغير والجهة التنفيذية للعقوبة من اتحادات رياضية فالجميع يجب ان يكون تحت القانون اما من لا يجد في نفسه المقدرة على احترام القوانين والقيم الاصيلة لهذا الشعب والامتثال لها فان مكانه خارج الميادين الرياضية والاندية ، ولا يجوز ان يكون له مكان بين الرياضيين ، و مثلما ان على الاعلاميين التفريق بين الافكار والاراء والمواقف فاذا كانت موضوعية ومهنية دعمناها ووقفنا الى جانب اصحابها اما اذا كانت غير موضوعية وغير مهنية وتثير الفتنة والضغينة بين الرياضيين وجب علينا لفظها ونبذ اصحابها ، وكذلك فان على الاندية واداراتها بذل قصارى الجهد في عدم السماح للغوغائيين ومثيري الشغب من مرافقة فرقهم وابعادهم بكافة السبل والوسائل عن الميادين الرياضية .