طائرات اختفت ولم تظهر مطلقا في عصر التكنولوجيا والأقمار الصناعية

بيت لحم- معا - من الصعب أن نصدق بأنه وفي عصر تكنولوجيا " GPS " والهواتف الذكية "سمارت فون" يمكن لطائرة ركاب مدنية ضخمة أن تختفي بكل بساطة، دون ان تترك خلفها أي اثر يدل على مكانها أو يفسر ما حدث لها، لكن وفي الحقيقة شهدت ضفتا المحيط الأطلسي حوادث من هذا النوع.

في عصر يعتقد فيه البشر أن اية معلومة في العالم تقع على بعد ومسافة "كليك" بسيط على حاسوبهم، لكن الطائرات الضخمة تختفي بكل بساطة فوق المحيط كما اختفت الطائرة الماليزية MH370 "مليزيا اير ويز" منذ أربعة أيام، لكنها ورغم المأساة ليست الأولى التي سجلت اختفاء قصريا وغامضا دون ان تسفر عمليات البحث عن شيء يذكر.

مر عامان كاملان حتى عثر طواقم البحث على هيكل طائرة "اير فرانس" التي تحطمت عام 2009 فوق المحيط الأطلسي في منطقة تقع بين ماليزيا وفيتنام وهي نفس المنطقة تقريبا التي اختفت فيها الطائرة الماليزية ،كما مر أسبوع كامل حتى عثرت فرق البحث على بقايا طائرة ماليزية سقطت عام 2007، فيما بقي الجزء الأساسي من جسم هذه الطائرة غارقا في قعر المحيط حتى يومنا هذا.
|269740|
"العالم مكان كبير جدا" قال "مايكل سمرت" بروفيسور هندسة الطيران والفضاء في جامعة "كفينلند" الاسترالية، وأضاف "إذا تحطمت الطائرة في منتصف المحيط ولم توجد بالقرب من مسارات الإبحار أو شيء يشبه ذلك، من يعرف حينها كم من الوقت نحتاج لإيجادها ومعرفة مكانها؟"

وأكد خبراء آخرون أن الطائرة سيتم إيجادها في نهاية المطاف حيث لم يسجل منذ بداية عصر الطيران 1958 سوى عدد قليل من حوادث اختفاء طائرات دون أن يعثر عليها مطلقا.

"أنا متأكد بشكل كامل بأننا سنجد هذه الطائرة ونعثر عليها "، قال الكابتن طيار "جون م . كوكس" الذي عمل طيارا مدنيا لأكثر من 25 عاما ضمن شركات الطيران الأمريكية.

وأضاف "وتيرة الاتصالات العصرية التي تتضمن تكنولوجيا GPS الموجودة داخل سياراتنا وتخبرنا كل لحظة بمكان وجودنا إضافة إلى عصر الهواتف الذكية رفع من سقف التوقعات بدرجة غير واعية، وهذه ليست المرة الأولى التي نضطر فيها الانتظار عدة ايام حتى نعثر على حطام طائرة".

تم العثور تقريبا على جميع الطائرات التي اختفت في عصر التكنولوجيا الحديثة والعصرية، وفي حالات الاختفاء المطلق التي لم يتم العثور فيها على أي شيء يتعلق بالطائرة كان أفراد الطاقم وحدهم ضحايا الحادثة دون أن يتورط فيها أي مسافر مدني.
|269742|
تحطمت في أيلول 1990 طائرة ركاب من طراز بوينغ 727 تابعة لشركة " Faucett Airlines" من دولة "البيرو" وسقطت وسط المحيط الأطلسي بعد أن نفد وقودها وهي في طريقها إلى "ميامي" الأمريكية ولم يتم العثور عليها حتى الآن.

والأكثر غرابة كان اختفاء طائرة بوينغ 727 استخدمت في القارة الإفريقية لنقل الجواهر والألماس وكان أصحاب الطائرة في ضائقة مالية كبيرة، وفي احد الأيام وقبل غروب الشمس بلحظات أقلعت الطائرة دون إذن وكان جهاز الاتصال الخاص بها مغلقا، وتشير التقديرات إلى تحطمها في مياه المحيط الأطلسي وسادت نظرية واحدة لم يتم إثباتها مطلقا تقول إن الطائرة تعرضت للسرقة حتى يتمكن أصحابها من الحصول على أموال التأمين.

اكتشفت سفينة تابعة للبحرية الاندونيسية بقايا طائرة تابعة لشركة Adam Air تحطمت عام 2007 وعلى متنها 102 راكب وذلك بعد أسبوع من تحطمها، حيث رصدت البحرية الاندونيسية قطعة معدنية غاصت في قعر المحيط، ومر أسبوعان آخران حتى تمكنت سفينة حربية أمريكية من رصد إشارات من الصندوق الأسود وسبعة أشهر اخرى حتى نجحت البحرية بانتشال الصندوقين الأسودين من قاع المحيط فيما بقي الجزء الاساسي من جسم الطائرة في قاع المحيط حتى يومنا هذا.