الوحيدي: سرقة الأعضاء من أجساد الشهداء جريمة إسرائيلية قديمة جديدة
نشر بتاريخ: 23/03/2014 ( آخر تحديث: 23/03/2014 الساعة: 03:43 )
غزة - معا - أكد نشأت الوحيدي مسؤول الإعلام في الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء والكشف عن مصير المفقودين في قطاع غزة أن جريمة سرقة الأعضاء من أجساد الشهداء الفلسطينيين والعرب هي جريمة حرب ضد الإنسانية وهي جريمة قديمة جديدة بحسب المعلومات المتوفرة وما يرد عبر وسائل الإعلام وفي تصريحات وتقارير الكتاب والصحفيين الدوليين والإسرائيليين أنفسهم وكما ورد في كتاب الأنثروبيولوجيت الإسرائيلية برفيسور مائيرة فايس والذي تداولته وسائل الإعلام.
ودعا إلى النبش في الذاكرة والعمل بشكل دائم لتوثيق كافة الإنتهاكات والجرائم الإسرائيلية التي ترتكب بحق الشهداء والأسرى الفلسطينيين منذ لحظة الإستشهاد أو الإعتقال الأولى على طريق فضح تلك الجرائم وملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين .
وأوضح نشأت الوحيدي ممثل حركة فتح في لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة أن قوات الإحتلال الإسرائيلي قامت في 8 / 2 / 1988 بمطاردة واعتقال المواطن الفلسطيني خضر إلياس فؤاد ترزي من الطائفة المسيحية إبان الإنتفاضة الأولى والمجيدة للشعب الفلسطيني وتم الإعتداء عليه بالضرب المبرح منذ اللحظة الأولى لاعتقاله بحي الزيتون بمدينة غزة .
وأشار إلى أن جنود الإحتلال الإسرائيلي قاموا خلال الطريق بصلب الأسير خضر ترزي على مقدمة الجيب العسكري وتحديدا عند بيارة ترزي بجوار سينما النصر في شارع عمر المختار بمدينة غزة حيث فكوا قيوده ثانية في نفس المكان واعتدوا عليه بالضرب المبرح ثم أعادوا تقييده من قدميه وصلبه ثانية على مقدمة الجيب العسكري بعد أن كان قد استغاث بالسيد المسيح عليه السلام .
وبحسب إفادة ذويه ورفاق القيد والسجن وفي لحظة إدخال الأسير ترزي لمعتقل أنصار 2 وهو جريح ومصاب فإن الأسرى صرخوا وبصوت واحد بأن الأسير بحاجة إلى إنقاذ وعلاج فوري وكان الأسير يطلب وهو مضرج بالدماء جرعة ماء إلا أن جنود الإحتلال الإسرائيلي رفضوا طلبه كما رفض في حينها طبيب المعتقل أن يقوم بعلاجه بحجة أنه في الرمق الأخير من حياته وتحت ضغط الأسرى وهتافاتهم وصرخاتهم تم تحويل الأسير إلى مستشفى سوروكا الإسرائيلي حيث رفض المستشفى استقباله ومن ثم تم تحويله لمستشفى " أشكلون – المجدل " حيث استشهد الأسير في اليوم الثاني من اعتقاله وهو في الطريق إلى المشفى في 9 / 2 / 1988 وتم تحويل جثمانه لمشرحة أبو كبير حيث أفاد التقرير الطبي في حينها أن سبب الوفاة هو الضرب المبرح وكسور في جمجمة الرأس وكسر في العامود الفقري وكسور وإصابات أخرى .
وذكر نشأت الوحيدي أن الأسير الشهيد خضر إلياس فؤاد ترزي من مواليد حي الزيتون في شرق مدينة غزة في 8 / 8 / 1968 وهو من سكان منطقة الرمال الجنوبي وبلدته الأصلية يافا وكان قد اعتقل على يد قوات الإحتلال الإسرائيلي في 8 / 2 / 1988 واستشهد في اليوم الثاني من اعتقاله في 9 / 2 / 1988 وهو أعزب وكان قد أنهى الثانوية العامة " قسم أدبي " وعمل في صياغة الذهب لفترة قصيرة وله 6 أشقاء وشقيقات وهم " فؤاد ، كمال ، رامي ، إيفلين وهي متزوجة ومقيمة في مدينة القدس ، وفاتن وهي متزوجة ومقيمة في مدينة القدس أيضا ورندة وهي متزوجة ومقيمة في مدينة غزة ووالدته هي المرحومة نوال جورج بشارة ترزي وكانت قد توفيت بعد استشهاد ابنها خضر بعامين نتيجة لإصابتها بمرض سرطان الكبد حزنا عليه في 14 / 1 / 1990 كما توفي والده السيد إلياس ترزي في 27 / 9 / 1997 .
وكان شقيق الشهيد قد شدد على أن الإحتلال الإسرائيلي قام بسرقة أعضاء شقيقه الأسير الشهيد مؤكدا أن معهد الدراسات العليا والذي أشرف عليه الشهيد الكبير فيصل الحسيني كان قد قام بتصوير جثمان الشهيد ترزي بعد التشريح حيث وجد في جسده خط غائر من أسفل الذقن إلى أسفل البطن وأيضا في يديه وقدميه جرحا غائرا إلى جانب القطن الذي غطى عيني الشهيد الداميتين وهناك تقارير طبية تفيد بذلك ومبينا أن محكمة عسكرية إسرائيلية كانت في حينها وبضغوط حقوقية وقانونية فلسطينية قد عقدت لمحاكمة الجنود الإسرائيليين الذي اعتدوا على الأسير ترزي ومارسوا التعذيب الجسدي والنفسي بحقه حيث كانت النتيجة برائتهم من جريمة قتل الأسير بدم بارد .
وقال نشأت الوحيدي أن الكاتب الصحفي السويدي كارل دونالد بوستروم وهو من مواليد مايو 1954 كان قد فجر في شهر 8 / 2009 قضية قيام الإحتلال الإسرائيلي بسرقة أعضاء من أجساد الشهداء الفلسطينيين حيث كان قد تسلل خلسة إلى مكان دفن الشهيد بلال غانم والذي قضى نحبه في 15 / 3 / 1992 من مواليد العام 1973 ومن سكان قرية إماتين في غرب مدينة نابلس بالضفة ومعه الكاميرا الشخصية حيث التقط مجموعة من الصور التي يندى لها جبين الإنسانية وتفيد بسرقة أعضاء من جسد الشهيد غانم .
وبحسب تصريحات بوستروم في حينها والتي جاء في أحدها عام 1992 أن هناك جرائم وحقائق خطيرة ترتكبها إسرائيل بحق الشهداء الفلسطينيين حيث قال أنه حصل على معلومات ومن مصادر تحفظ عليها وتفيد باختفاء 133 فلسطينيا في ظروف غامضة وأنه تمكن من الحصول على كشف بأسماء 92 منهم ومن بين هذا العدد ما مجموعه 52 من جثامين الشهداء تعرضت للتشريح وأن معظم الجثامين التي تم تسليمها لذويها هي مخاطة وكان تسليمها في السابق يتم تحت جنح الليل وتحت فوهات البنادق .
وقال نشأت الوحيدي ممثل حركة فتح في لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية ومسؤول الإعلام في الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء والكشف عن مصير المفقودين في قطاع غزة أنه كان قد أثار شكوكا في 1 / 2 / 2010 حول قيام الإحتلال وكليات الطب الإسرائيلية وتجار البازار الإسرائيليين بسرقة أعضاء المرضى الفلسطينيين الذين فارقوا الحياة في المشافي الإسرائيلية ومشددا على أن الإحتلال الإسرائيلي الذي يشرق أعضاء من أجساد الشهداء فلن يتورع عن سرقة أعضاء المرضى الذين فارقوا الحياة في المستشفيات الإسرائيلية .
هذا وكانت أزمة دبلوماسية عميقة قد نشبت بين إسرائيل والسويد في أعقاب نشر صحيفة سويدية تقرير الصحفي دونالد بوستروم والذي ربط فيه بين اعترافات أدلى بها حاخامات إسرائيليين حول تورطهم في التجارة بأعضاء فلسطينيين وبالإضافة إلى تبييض الأموال وبين شهادات لعائلات فلسطينية حول سرقة أعضاء أبنائها تحت حجة تشريح جثثهم وكان أول تصريح للصحفي السويدي بوستروم حول سرقة أعضاء من أجساد الشهداء الفلسطينيين في العام 1984 وبحسب ما ورد في وسائل الإعلام فقد كان التقى بالرئيس الشهيد ياسر عرفات في تونس في العام 1985 .