الأحد: 28/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الرئيس لحود يستقبل عباس زكي ممثلا عن السلطة الفلسطينية ووفدا من الفصائل

نشر بتاريخ: 30/06/2007 ( آخر تحديث: 30/06/2007 الساعة: 03:01 )
رام الله- معا- أبلغ رئيس الجمهورية العماد اميل لحود ممثل السلطة الفلسطينية في لبنان عباس زكي خلال استقباله له في قصر بعبدا مع وفد من ممثلي الفصائل الفلسطينية، ان تسليم مسلحي "فتح الاسلام" الذين اعتدوا على الجيش اللبناني، هو المدخل الوحيد لأي حل ينهي الوضع الشاذ الراهن في مخيم نهر البارد.

ودعا لحود الفصائل الفلسطينية في بيان تلقت" معا" نسخة عنه، الى تحمل مسؤولياتها في ضبط الوضع داخل المخيمات الفلسطينية التي لا وجود امنيا للدولة فيها، وانهاء الظواهر المسلحة التي تسيء الى الشعب الفلسطيني بقدر ما تسيء الى الامن والاستقرار العام في لبنان.

وجدد الرئيس لحود التأكيد على أن الجيش اللبناني هو في موقع الدفاع عن النفس في وجه الاعتداءات التي تعرض لها العسكريون اللبنانيون، وبالتالي فإن الاجراءات التي تتخذها القيادة العسكرية تندرج في إطار إنهاء الوضع الشاذ في مخيم نهر البارد، تمهيدا لإعادة سكانه إليه، منوها بالتضامن الواسع الذي أظهره اللبنانيون مع جيشهم الوطني، وبالتعاون الذي أبدته القيادات الفلسطينية لمعالجة تداعيات المواجهات المسلحة بين الجيش ومسلحي "فتح الاسلام".

وأشار الرئيس لحود الى ان لبنان الذي قدم الكثير دفاعا عن ثوابت القضية الفلسطينية، وأهمها حق العودة، حريص على ألا يستعمل اللاجئون الفلسطينيون غطاء لمخططات خارجية هدفها النيل من وحدته وتماسك شعبه والتفافه حول مؤسساته الوطنية، وفي مقدمها الجيش، مشيرا الى حرصه على المحافظة على العلاقات الاخوية بين الشعبين اللبناني والفلسطيني ومنع جماعات "متطرفة" من الاساءة اليه.

وشدد رئيس الجمهورية في هذا السياق على ضرورة دراسة كل الاقتراحات المطروحة وصولا الى حلول تساعد على تسليم المعتدين على الجيش الى القضاء تمهيدا لمحاكمة عادلة لهم، وتعيد الاستقرار الى المخيمات الفلسطينية التي تحول بعضها الى بؤر امنية يحتمي فيها "متطرفون وخارجون عن القانون وفارون من العدالة".

واشار الرئيس لحود لزكي والوفد المرافق الى انه، ومنذ اليوم الاول للاعتداء على الجيش في نهر البارد، حرص على ابلاغ جميع المعنيين ان لا مساومة على دم الشهداء العسكريين، وان الرد على استهداف الجيش سيكون رادعا الى ان يتم تسليم المعتدين، وما يقوم به الجيش اليوم يندرج في هذا الاطار.

وكان زكي نقل الى الرئيس لحود رسالة شفهية من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عرض فيها تفاصيل التطورات السياسية والعسكرية التي حصلت مؤخراً في الاراضي الفلسطينية، والاجراءات التي اتخذها الرئيس الفلسطيني لمعالجة الوضع الذي نشأ عنها، وتناولت الرسالة التطورات الاخيرة في لبنان.

وخلال اللقاء نقل زكي الى الرئيس لحود حصيلة اللقاءات التي عقدها لمعالجة الوضع في مخيم نهر البارد، عارضا لسلسلة اقتراحات في هذا الصدد.

وصرح زكي بعد اللقاء، الى الصحافيين، عندما سئل: ما هي اجواء اللقاء مع الرئيس، وهل من جديد على صعيد ما يجري في نهر البارد؟ أجاب: "كان هناك تفاهم جدي على كل القضايا المطروحة، ومنها ما حدث من انقلاب دموي في غزة، واتفقنا على المخارج العملية لهذا الحدث الذي يجب تداركه بسرعة، لان بقاء غزة مفصولة عن الضفة يهدد قيام الدولة الفلسطينية ويضيع فرصة، ويكسب اسرائيل المزيد من الوقت للتهرب من أي استحقاق، ونحن نسعى بكل جهد كي لا يتحقق أي حلم لاسرائيل لتجزئة الجغرافيا او الشعب الفلسطيني سواء تحت الاحتلال او في الخارج".

اما بالنسبة الى نهر البارد، فقال: "لقد تم درس واقع المخيم، وأبدى الرئيس لحود في هذا الاطار حرصه كما كان دائما على المدنيين، وعلى ضرورة تنسيق كل الجهود بهدف اجتثاث هذه الظاهرة"، قائلا: " لقد حقق الجيش انتصارات رغم الجراح، ونحن نواصل عملية التنسيق والتشاور لاستئصال هذه الظاهرة".

واضاف "نحن نتصرف كضيوف ونناقش أي موضوع يطرح بايجابية كما نتعاون مع الجيش على قاعدة ما يفترضه التعاون، وليس على قاعدة دولة ضمن الدولة، وان هذه الظاهرة تمتلك شظايا يمكن ان تهدد لبنان كله، وقد تعاطى الجيش معها بكفاءة عالية جداً كطبيب جراح يريد ان يستأصل مكان الوجع دون التعرض للاجزاء الاخرى السليمة، وهنا يكمن السر في اطالة مدة هذا العمل".

واشار الى ان هناك جهدا امنيا فلسطينيا داخل المخيم الى جانب الجيش، ونحن نتلقى كل طلب ونناقشه، وموقفنا ايجابي بازاءه ولدينا الجهوزية".

وفي هذا السياق سئل: تتحدثون عن الجهوزية رغم اننا لم نلاحظ حتى الساعة مفاعيل أي تنسيق على الارض رغم الحديث عن تنسيق مشترك بين الدولة اللبنانية والفصائل الفلسطينية منذ بداية احداث المخيم؟ فقال: "نحن لسنا بصدد ان ننسق بكلام عبر وسائل الاعلام، اننا راضون عن بعضنا البعض وكل منا يقدر دور الاخر في هذه المصيبة التي حلت بالمخيم وبالجيش وبلبنان بأسره، ومن هنا، اغتنم الفرصة لاؤكد على ان أي فلسطيني يوجه بندقيته نحو الجيش اللبناني يكون عميلا لاسرائيل، اقول ذلك بالفم الملآن، فليس من مبرر ان يحدث أي احتقان او اية ردود افعال فلسطينية ضد الجيش اللبناني، لانه جيش وطني ويشكل سياجاً للبلد ويمثل وحدته، وانطلاقا من ذلك، اقول لمن يتوقع ان ينجو من العقاب اذا ما ضرب الجيش فأننا لن نتغاضى عن محاسبة أي فلسطيني، او غير فلسطيني، لانه بذلك يعتدي على لبنان وعلى الفلسطينيين فيه".

وسئل ايضا بخصوص كلامه عن ضرورة استمرار الحسم، اوحيت وكأنك اعطيت اشارة عن عدم وجود مبادرات سياسية حاليا؟ اجاب زكي: "المبادرات السياسية ليست عندنا.، فهناك عدد منها لكنها لا تنطلق من قوى رسمية، وعلينا ان نتصرف من خلال التشاور الدائم، ونحن وقادة الفصائل الفلسطينية لن نترك فرصة الا وسنتعامل معها بايجابية، واذا كان هناك من فرصة فليعلنوا حل هذه الظاهرة ويتخلوا عن اسلحتهم ويشيروا الى القتلة وليس الى المقاتلين فتنتهي الامور بسرعة، ونحن لا نريد اقتتالاً ولا دماءً ولا ان يتكبد الجيش الخسائر ولا ان يبقى شعبنا في هذا الوضع المأساوي ".

واشار زكي الى ان الجيش استطاع، رغم الجرح، ان يحقق نصراً، مؤكدا على انه ستكون النتائج قريبا لصالح البلد".