الأربعاء: 08/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

كاتب اسرائيلي: نجاح حماس خطر وجودي على الحركة الوطنية الفلسطينية وعلى ابو مازن تسوية اموره معها

نشر بتاريخ: 02/07/2007 ( آخر تحديث: 02/07/2007 الساعة: 21:54 )
بيت لحم - معا- قال الكاتب الاسرائيلي داني روبنشتاين في مقال نشرته صحيفة "هارتس" الاسرائيلية اليوم ان نجاح حركة حماس في حكم قطاع غزة يشكل خطرا وجوديا على مجمل الحركة الوطنية الفلسطينية يفوق باضعاف خطورة الوضع على اسرائيل التي تعرف كيف تدافع عن نفسها.

وجاء في المقال الذي تناول الحملات الاعلامية المتبادلة بين حركي حماس وفتح وتأثير الاحداث الاخيرة على شكل وطبيعة الحركة الوطنية الفلسطينية: " مهما بلغت خطورة حكم حماس في غزة بالنسبة لاسرائيل فانها لا ترقى الى مستوى الخطورة التي تشكلها على السلطة الفلسطينية".

وقال روبنشتاين: "ان حماس لا تعترف من الناحية المبدئية بحق اسرائيل في الوجود، وتهدد بخوض صراع عسكري وشن العمليات، إلا أن القدرة الاسرائيلية للدفاع عن النفس في مواجهة هذه التهديدات واضحة للعيان، ومن الناحية الاخرى تعتبر حماس تهديدا وجوديا بالنسبة للسلطة الفلسطينية وـ م.ت.ف، يصعب الوقوف في وجهه".

واضاف روبنشتاين " اذا انتصرت حماس قد يتغير جوهر الحركة الوطنية الفلسطينية كليا ويتضح ذلك جليا من خلال الاتهامات المتبادلة بين الناطقين بلسان حماس و الناطقين بلسان السلطة الفلسطينية (م.ت.ف، وفتح)، والتي تزداد حدة وتصاعدا في كل يوم".

واشار الى ان غالبية الامور التي يرددها الناطقون بلسان حماس ضد خصومهم من فتح معروفه " أنتم فاسدون، سرقتم اموال الشعب حتى تعيشوا حياة الترف والملذات، أنتم وُشاة وعملاء للشاباك الاسرائيلي والاستخبارات الامريكية، أنتم تعيشون حياة اباحية وتتصرفون على الطراز الغربي المترف، تشربون حتى الثمالة ولا تحرصون على قواعد وأصول الاحتشام وما الى ذلك، أنتم تُرسلون أبناءكم للدراسة والتمتع في الخارج في الوقت الذي يقاتل فيه أبناؤنا ويموتون أو يؤذون في السجون الاسرائيلية".

وعلى الجانب الاخر لا يتأخر الرد من قبل الناطقين بلسان فتح ولسان حالهم يتهم حماس بالقول " أنتم متعصبون متطرفون تخدمون الشيعة في ايران تنازلتم عن الفكرة الوطنية من اجل اقامة دولة الشريعه الاسلامية، أنتم لا تكترثون اذا أُقيمت دولتكم الاسلامية في افغانستان أو في فلسطين، أنتم لا تحافظون على القيم الديمقراطية وقد نفذتم انقلابا دمويا وسيطرتم على مقاليد الحكم في غزة من خلال القتل والارهاب، حاولتم قتل أبو مازن وقادتكم يُرسلون الفتيان لتنفيذ عمليات انتحارية، ولكنهم لا يُرسلون أبناءهم - هذا اتهام وجهه توفيق الطيراوي، رئيس المخابرات العامة في الضفة، لأحد قادة حماس بغزة، والمقصود هو عبد العزيز الرنتيسي على ما يبدو إذ قام بمنع ابنه من تنفيذ عملية انتحارية- ".

وادعى الكاتب بان قيادة حماس "تسودها خلافات، ومن الممكن التمييز بين المتطرفين والأقل تطرفا بينهم، وفي المقابل فان قيادة فتح لا تعدو كونها كومة مدمرة غير متناسقة حيث تجري مجموعة كبيرة من قيادة فتح في غزة حوارا وديا مع حماس وهناك من يتعاون معها بصورة علنية وهناك مظاهر تعاطف مع حماس يمكن لمسها في قيادة فتح في الضفة الغربية مثل هاني الحسن الذي اتهمه نبيل عمرو بالتدهور الى الحضيض في تعاونه مع حماس".

واشار الى "ان الارباك في قيادة فتح نابع من الشعور السائد بان الجمهور الفلسطيني يتعاطف مع حماس، وعلى هذه الخلفية بات نشطاء فتح في الضفة الغربية ينتظرون الجيش الاسرائيلي حتى يقوم بالمهمة القذرة نيابة عنهم، ونقصد تصفية واعتقال نشطاء حماس في قطاع غزة، ومن سيخسر في النهاية هي دولة اسرائيل التي تواصل الاغتيال في كافة انحاء القطاع، وتعاقب سكانه بتحديد كميات الماء والكهرباء والغذاء، لانها ستتهم مرة اخرى بارتكاب جرائم ضد الانسانية وقتل المدنيين".

واختم الكاتب الاسرائيلي مقاله بالقول " لا يوجد احد في اسرائيل او السلطة الفلسطينية وامريكا او الدول العربية التي ترى في نجاح حكم حماس تشجيعا للحركات الاسلامية داخلها يرغب في وجود حماس التي ينبع تأييديها العريض من الشارع الفلسطيني، لان كل فلسطيني يعلم بانه اذا لم تكن حماس في اللعبة، فلن تكون هناك لعبة".

وخلص روبنشتاين الى ضرورة تسوية الخلاف بين حماس والدول العربية وابو مازن من خلال الحوار والتفاهم، وليس من خلال الحصار والقصف والتصفيات والتجويع، لان ابو مازن لا يستطيع الالتزام باي اتفاق مع اسرائيل، دون تسوية اموره مع حماس.