الثلاثاء: 30/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

لتوقف الصحف ظاهرة البراءة من التنظيمات فهي تهدر كرامة الانسان- ناشط في حماس يعلن براءته من تنظيمه عقب ما حدث في غزة

نشر بتاريخ: 03/07/2007 ( آخر تحديث: 03/07/2007 الساعة: 12:52 )
بيت لحم - كتب ناصر اللحام - في 20 حزيران اي بعد 6 أيام من هجوم حماس على اجهزة امن السلطة في القطاع، وفي خطوة " غريبة " أعلن احد مرشحي حماس للمجالس البلدية براءته من كتلة الاصلاح والتغيير على خلفية ما فعلته حماس بقطاع غزة.

وورد في صحيفة الحياة الجديدة النص الحرفي التالي: انا الاستاذ فلان حامل هوية رقم ......... من سكان قرية الطيبة قضاء جنين- عضو مجلس قروي- عن كتلة الاصلاح والتغيير حماس- اعلن عن قراري غير مكره عن انهاء علاقتي من الحركة الاسلامية- حماس في فلسطين لما حصل في غزة من جرائم وانتهاكات ومخالفات.

وانني اعلن عن كامل تأييدي لقرارات الرئيس ابو مازن رئيس دولة فلسطين وانني اناشد كل اصحاب الضمائر الحية ان يعلنوا موقفهم الشرعي دون اي خوف او وجل والله على عباده رقيب.

وفي تكرار اخر أكد فلان حامل هوية رقم .......... من قرية عانين في محافظة جنين شمال الضفة الغربية، في إعلان مدفوع الثمن نشره يوم أمس، على الصفحة الأولى من صحيفة ......... أنه كان أحد أعضاء وممثلي الكتلة الإسلامية، أثناء دراسته في الجامعة العربية الأمريكية، وأنه من منطلق الإيمان بالله وتعاليمه يعلن براءته وقطعه لعلاقته بحركة "حماس"، واستنكر انتهاك المحرمات التي نفذتها المليشيات العسكرية المسلحة التابعة لـ"حماس" في قطاع غزة.

وفي الحقيقة لم تشهد فلسطين حالات براءة من التظيمات التي ينتمي اليها السكان ، ولو كان هناك من يريد ان " يندم " او يترك تنظيمه فانه ببساطة كان يترك تنظيمه ويجلس في بيته او يذهب الى عمله ، استنادا الى مبدأ ان الانتماء الى اي تنظيم فلسطيني هو انضواء حر وغير اجباري ولا احد في الدنيا يستطيع ان يجبر مواطنا على الانتماء الى تنظيم لا يريده .

وقد سمع الفلسطينيون في السبعينيات والثمانينيات عن حالات براءة كانت تنشر في بعض الصحف العربية لان النظام الحاكم كان لا يقبل تعهد شفوي عن توقف نشاطات العضو في تنظيمه الا اذا نشرت البراءة في الصحف، وهو امر كان يسبب الاحراج للكثير من القيادات والتنظيمات لدرجة ان التنظيمات العربية اليسارية بالذات و"الديموقراطية جدا" كانت تهدد الاعضاء اذا ينشرون اية براءة في الصحف، وهناك مناضلون معروفون امضوا سنوات طويلة وكثيرة في السجون العربية لانهم رفضوا نشر براءة في الصحف ضد تنظيماتهم.

وقد كتب الشاعر العربي مظفر النواب قصائد تظهر صاحب البراءة وكأنه مجرم وان على الناس رفض البراءة.

ولكنني الاحظ حديثا سماح الصحف الفلسطينية بانتشار هذه الظاهرة في مجتمعنا، وهو امر يجب اعادة النظر فيه، كما يجب الوقوف وقفة حاسمة وقاطعة من منشورات البراءة كلها لانها مهينة.

مواطن غاضب دخل الى مكاتبنا عام 1996 وطلب ان ننشر له على شاشة التلفزيون براءة من اخيه الذي تشاجر معه، رفضنا فقال "سادفع لكم الف دينار مثلما ادفع للصحف" قلنا له "ولو تدفع عشرة الاف دينار لن ننشر البراءة ولن نمنع ما حلله الله" فغضب منا وخرج من مكاتبنا يزبد ويرعد، كما غضب مدير الدائرة التجارية الذي فتحت شهيته على مبلغ الف دينار، والغريب انني التقيته بعد 3 سنوات وسألته عن شقيقه فقال: لقد تدخل اهل الخير وتصالحنا والحمد لله".

وانا اعرف ان تيارا هنا او هناك قد يستفيد من براءة هنا او براءة هناك، ولكن المجتمع كله سيندم لاحقا، ويمكن لفتحاوي او جبهاوي او غضباوي ان ينشر براءة من حركته في صحيفة في غزة فهل ستنشر ؟ وهل نفتح هذا الباب على انفسنا وعلى مجتمعنا.

المطلوب من وزير الاعلام في حكومة الطوارئ ان يتدخل ويطلب مساعدة رؤساء تحرير الصحف لوقف هذه المهزلة وان كانت الدوائر التجارية ستعتب علينا قليلاً.