الأربعاء: 15/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

مفتاح: تحولات في الوعي والتأثير وبناء التحالفات وتقدّم ملحوظ

نشر بتاريخ: 16/04/2014 ( آخر تحديث: 16/04/2014 الساعة: 14:57 )
رام الله - معا - لا شيْ يقف عائقاً أمام إصرارهن على التغيير والتأثير في مجتمعهن نحو واقع جديد ينعكس إيجاباً على المجتمع بشقّيه الرجل والمرأة.
هذا ما تعتقده وتؤمن به المنسقات الميدانيات في المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية "مفتاح" في مختلف محافظات الوطن، عبر مجموعة البرامج والمشاريع التي تنفذها "مفتاح" حتى في أكثر المناطق فقراً وتهميشاً.

هذه الحقائق كشفت عنها مداخلات لمنسقات "مفتاح" اللواتي استعرضن ما أنجزته المؤسسة وما حققنه من نجاحات وتحديات خلال تنفيذ
أنشطة برنامج دعم الانتخابات.

في مداخلتها عبر الفيديو كونفرنس، أسهبت شادية الغول منسقة "مفتاح" في قطاع غزة، في الحديث عن نشاط "مفتاح" في قطاع غزة على صعيد التوعية والتثقيف بالحقوق والواجبات من خلال سلسلة اللقاءات الجماهيرية التي نظمت هناك، وعالجت قضايا في مناطق مهمشة في القطاع تعاني من افتقارها للخدمات العامة، والبنية التحتية، وما يسببه ذلك من حوادث ووقوع ضحايا، وحق المواطن في التظاهر السلمي للمطالبة بحقوقه في هذه الخدمات، علماً بأن بعض المناطق المستهدفة تفتقر للمدارس، كما هو الحال في "موراغ" ومن سوء شبكات الطرق التي أوقعت وتوقع كل يوم ضحايا، ما أدى إلى عزوف الأهالي عن إرسال أبنائهم لمدارسهم خشية على حياتهم.

وفي اللقاءين الجماهيريين اللذين نظمتهما "مفتاح" واستهدفا نساء ورجالاً تكشف المستوى المتدني من الوعي بحقوق النساء، بما في ذلك عدم وعي النساء أنفسهن حيال المجالس المحلية ودورهن فيها، بل الخلط بين عمل وطبيعة المجالس المحلية، والمجلس التشريعي.

في هذا الشأن أوصت الغول بضرورة الفصل الزماني بين الانتخابات المحلية من جهة، والتشريعية والرئاسية من جهة أخرى، حتى يكون بمقدور النساء التمييز في الانتخابات بين كل نوع، ومن المعطيات التي أوردتها شادية أن 6 أشخاص من أصل 18 لا يملكون بطاقة انتخابية، ولا يدركون مهام المجالس، ولا معنى الكوتا النسائية.

الأوضاع الاقتصادية الصعبة جداً وفي "موراغ" تحديداً كانت حاضرة أيضاً، حيث السكان هناك يعانون من أوضاع مزدوجة، فالحصار دفع الأهالي إلى ترك أراضيهم التي كان يزرعونها ما زاد من المعاناة.

بينما ترى الغول أن "مفتاح" تركت تأثيراً توعوياً على النساء وعلى المجتمع الغزيّ عموماً بما يتعلق في التمييز بين ما معنى الانتخابات ودور وطبيعة عمل المجالس والهيئات المنتخبة، وأهمية المشاركة في الانتخابات البلدية والقروية، في حين أصبحت للنساء الرغبة والاهتمام بمعرفة المزيد عن هذه المجالس والمشاركة فيها، ومطالبة النساء المستهدفات من قبل "مفتاح" باستهداف الرجال أيضا، وإقناعهم بالتغيير والتأثير.

تقول شادية" نتيجة لذلك، نظمت مفتاح لقاءً ضم فتيات وشباباً كان من نتائجه اقتناع الشباب بأهمية الانتخابات والتغيير السلمي، وتشكيل لجنة من المشاركين تؤمن بأهمية سلوك التغيير السلمي، ومتابعة تقصير المجالس المحلية في تقديم خدماتها للمواطنين، والأخذ بسبل ووسائل الاحتجاج السلمي للحصول على هذه الخدمات"

وأكدت الغول على التكامل التام في الأهداف والبرامج التي تنفذها "مفتاح" ما مكّن المؤسسة من الوصول إلى مناطق جديدة في قطاع غزة.

بدورها استعرضت وفاء غزاونة منسقة "مفتاح" في محافظة القدس، النشاطات والفعاليات التي نفذتها في المحافظة خلال شهر آذار المنصرم، عبر يوم تدريبي ولقاءين حواريين في حزما وجبع، مشيرة إلى بعض الإشكاليات التي كانت تواجه المشاركات في هذه الفعاليات والنشاطات، ومن أبرزها صعوبة الانتقال والحركة بسبب ازدحام السير على قلنديا.

وطرحت خلال هذه اللقاءات بعض القضايا المتعلقة بالمناطق المستهدفة بالمشروع، منها واقع الخدمات والبنى التحتية خاصة للمناطق المجاورة لجدار الفصل العنصري مثل: رافات، وقطنة.

ومن بين القضايا التي نوقشت أيضاً الصعوبات التي تواجه المستهدفات المشاركات في التدريب خصوصاً المعلمات بسبب دوامهن المدرسي، بالإضافة إلى ما يعانينه من تهميش حتى في المجالس العضوات فيها، وعدم الإقرار بأدوارهن، ومحاولة بعض المجالس المحلية التأثير على عمل ودور الجمعيات الفاعلة في بعض القرى والبلدات.

في حين برز دور "مفتاح" مع المشاركات في التدريب من خلال توافق المشاركات على شبكة تواصل بينهن، إضافة إلى تسليط الضوء على معاناة خربة "خراب اللحم" من أراضي بلدة قطنة، وهي من المناطق المهمشة في حدود محافظة القدس.

كما تطرقت غزاونة إلى تجربة نسائية في قرية جبع، حيث توجد جمعية نسائية شيدت حديثاً إلا أنها بحاجة لعملية تفعيل شاملة، إضافة إلى تجربة نسائية أخرى في بلدة العيزرية، حيث تنشط إحدى النساء اللواتي تلقين تدريبا في "مفتاح" في مجال تنشيط السياحة في البلدة،في تجربة فريدة من نوعها.

في حين، تطرقت عبير الكيلاني، منسقة "مفتاح" في نابلس، إلى عدد من الموضوعات المتعلقة بمشكلات الشباب، ومنها مفهوم المواطنة، وحالة الشعور بالاحباط، وانعدام الثقة، وغياب الهوية والانتماء، مشيرة إلى اللبس الواضح لدى كثيرين حيال مفهوم المواطنة تحديداً.

وأشارت الكيلاني إلى أن الخطوة القادمة يجب أن تركز على الوصول إلى ميثاق النوع الاجتماعي، والانتباه أكثر إلى وحدات النوع الاجتماعي التي تعاني الاهمال والتهميش.

وأكدت الكيلاني، أن ما يميز عمل منسقات "مفتاح" في مختلف المحافظات، هو الانتماء والتواصل مع العضوات المستهدفات، فالتواصل يخلق حالة من الثقة، وهذا ما يميز "مفتاح" عن غيرها من المؤسسات.

من بين ما طرح في لقاء المنسقات، موضوع احتياجات العضوات، وكيف يمكن تحديد هذه الاحتياجات، وهنا طرحت نجوى ياغي موضوع الدليل التدريب، المتضمن تلك الاحتياجات،ومنها النوع الاجتماعي، مهارات الاتصال والإقناع والحوار، مهارات التفاوض وحل الصراعات، تحديد احتياجات المناطق، الخطابة، والتدريب الإعلامي، التشبيك وبناء التحالفات.

وفي استعراضها الموجز لفعاليات "مفتاح" في محافظة جنين خلال شهر آذار المنصرم، تطرقت فرحة أبو الهيجا، منسقة "مفتاح" هناك، إلى الطاولة المستديرة التي عقدت في جنين لتحديد مشكلات بعض المناطق ومنها مرج ابن عامر ، حيث يشكل البناء هناك والحصول على تراخيص له والغرامات المفروضة غير الرادعة على المواطنين مشكلة كبيرة، بالنظر إلى طبيعة استعمالات الأراضي في تلك المنطقة، إضافة إلى قضية أخرى تتعلق بالتشغيل والتوظيف لسكان تلك المنطقة.

وفي توصياتها بهذا الشأن أوصت أبو الهيجا بمزيد من برامج التوعية في منطقة مرج ابن عامر، وإيلاء هذه المنطقة أهمية خاصة في التغطية الإعلامية.

أما التأثير الذي تركته "مفتاح" من خلال لقاءاتها التوعوية، فيتمثل في نجاحها في تسليط الضوء على مجموعة مشاكل تعانيها المنطقة، ما سيؤدي إلى تفعيل المشاركة والحراك الشبابي حيالها.

في حين نجحت "مفتاح" في تحفيز المشاركات من النساء والفتيات على بناء التحالفات والتأثير على المجتمع وصنّاع القرار.

في حين أن الانجاز المهم الذي نفذته "مفتاح" في أريحا والأغوار خلال شهر آذار الماضي، طرح مشكلة المواصلات ما بين الجفتلك والتجمعات الأخرى مثل عين الديوك وعين السلطان، بحضور مندوبين عن دائرة المواصلات، والمؤسسات المعنية، وتلقت خلال اللقاء وعوداً بحلول جزئية للمشكلة من خلال منح ترخيص مزاولة لحافلة تعمل على خط الجفتلك والمناطق النائية.