الأحد: 28/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

بعد تجريف آلاف الدونمات الزراعية واغلاق المعابر.. محاصيل غزة الزراعية للسوق المحلي والخسارة تضطرد وتتعاظم

نشر بتاريخ: 08/07/2007 ( آخر تحديث: 08/07/2007 الساعة: 13:45 )
غزة- معا- يواجه المزارع الفلسطيني خاصة في قطاع غزة العديد من المشاكل التي تجعله يتأخر في زراعة أرضه عكس باقي المزارعين في باقي إنحاء العالم، أهم هذه الاشكالات هو التهديد الاسرائيلي المباشر واليومي لحياة المزارعين ومزروعاتهم، والاجتياح الذي قد يكون مفاجئاً أو ممهد له وما يترتب على هذا الاجتياح من تجريف لآلاف الدونمات الزراعية لاسيما على طول الشريط الحدودي لقطاع غزة.

ولا يقف الخطر عند هذا الحد، بل أن هناك عدداً من العقبات التي تقف أمام نمو القطاع الزراعي الفلسطيني، منها إغلاق المعابر المحيطة بالقطاع وبالتالي منع المزارعين من استيراد أو تصدير منتجاتهم، ومنع إدخال المواد الخام والاسمدة إلى القطاع والوقوف حجر عثرة أمام تعاقدات المزارعين الفلسطينيين مع الشركات الاستثمارية التي ترنو لاستيراد عدد من المحاصيل الزراعية الغزية منها على سبيل المثال الورود والتوت الأرضي والخضروات الغزية والحمضيات التي بات إنتاجها عزيزاً وتصديرها إلى الخارج يواجه من العقبات ما يجعل من فسادها امام زارعها كارثة متجددة مع كل إغلاق لمعابر قطاع غزة.

وحينها يلجأ المزارع لعرض منتجاته للسوق المحلي, آملاً تغطية تكاليف حرث أرضه وبذر البذور والتحضير لموسم الحصاد, وفي هذا التقرير تحاول "معا" تسليط الضوء بالتحديد على مزارعي التوت الارضي والمعاناة التي يواجهها هذا المزارع.

طريقة زراعة التوت

يقول منصور البودي أحد مزارعي التوت الأرضي أن الزراعة تبدأ بتجهيز الأرض لزراعة التوت في منتصف شهر ابريل حيث ياتي المزارع بأمهات المشاتل ويتم زراعتها في المشتل, وفي شهر أغسطس يتم تجهيز الأرض وتهيئتها للزراعة ويتم زراعة الشتلات في الأرض من 5 إلى 20ستمبر، وفي شهر أكتوبر يتم تجهيز النايلون لتغطية الشتل استعداداً لفصل الشتاء, وفي شهر نوفمبر يتم قطف المحصول ومن تم يتم تصديره حتى منتصف شهر فبراير.

مراحل إنتاج التوت الارضي

بعد الانتهاء من مرحلة الزراعة والاعتناء بالشتل ينتقل المزارع إلى مرحلة أخرى وهي مرحلة قطف المحاصيل حيث يقوم المزارع بقطف حبات التوت ووضعها في علب كرتون أو بلاستيك وذلك تحت مراقبة من الجمعيات المختصة.

وبعد الموافقة علية يتم تصديره إلى معبر كارنى للفحص واعدة ترتيب العلب الكرتونية والبلاستيكية حسب متطلبات الطائرات التي تقوم بنقل المنتج إلى السوق الأوربية.

وعن هذا الموسم الزراعي يقول البودي أنه مختلف تماما عن غيره من المواسم الأخرى, حيث ينتظر المزارع صدق التعهدات والوعود الدولية بفتح المعبر لا سيما تعهدات بعض المنظمات المعنية بالمزروعات الفلسطينية مثلما فعلت المنظمة الهولندية في العام الماضي، مشيراً إلى أن المزارع غير قادر على زراعة أرضه عازياً السبب في ذلك إلى إغلاق المعبر وذلك لان زراعة التوت الارضى مكلفة جدا وإغلاق المعابر يؤدى إلى خسارة كبيرة تقع على كاهل المزارع لا غيره، مما يضطر المزارع لوضع منتجاته الزراعية في الثلاجات الخاصة لفترة طويلة على أمل أن يفتح المعبر.
وفي محاولة من المزارعين لتخفيض الخسائر يحاول المزارع عرض منتجه للسوق المحلي التي يؤكد أنها لا تغطى المصاريف والتكاليف الباهظة التي يدفعها المزارع، وفى كلتا الحالتين يكون الخاسر الوحيد هو المزارع.

حلول ومساعدات.. لا تروي عطشاً

ولكن ماذا عن المساعدات التي يحتاجها هذا المزارع؟ يقول جهاد الكفارنة مسئول في الجمعية التعاونية للمزارعين إن الجمعية تقدم للمزارعين مستلزمات الإنتاج من الأسمدة والنايلون والأدوية بالإضافة إلى مواد التعبئة, وبعد الانتهاء من الموسم يتم استردادها من المزارعين, وفى حال نقص اى من المواد الكيماوية من الجمعية يضطر المزارع لاستبدلها بمواد كيماوية شبيهة بها من السوق لسد الحاجة, مشيراً إلى ان السلطة لا توفر أي تسهيلات للمزارعين، منتقداً ما قال عنه اهمال وزارة الزراعة.

وبين حانا ومانا يضيع شقاء العام ويفسد المحصول الزراعي وقد يبتاعه المستهلك المحلي بأقل الأسعار مما يعرض المزارع لخسائر فادحة لا يتحملها سواه على أمل أن يكون العام المقبل اقل خسارة وأكثر رخاء.

ويشكل القطاع الزراعي في غزة نسبة كبيرة من صادراتها, حيث يتم تصدير مئة شاحنة يوميا في موسم الزراعة إلى إسرائيل والدول العربية المختلفة بعائد مليون دولار .

وأوضح الخبير الاقتصادي عمر شعبان خلال حديثه لـ"معا" أن المزارع الفلسطيني يتعرض لازمة كبيرة نتيجة إغلاق المعابر خصوصا في مواسم التصدير دون أن تكون هناك مساعدة ولا تعويض للمزارع أو ضغط على إسرائيل لفتح المعابر, فإسرائيل تسمح لمنتجاتها الدخول لقطاع غزة ولا تسمح لمنتوجات القطاع بالخروج.

ويعد تصدير الورود والتوت الأرضي من صادرات غزة الأساسية والتي تأتي بعائد كبيرة وعملة صعبة, وتصدر هذه المنتوجات إلى الأسواق الخارجية سواء إسرائيل أو الأسواق الأوروبية التي تعتمد بشكل كبير على الورود الفلسطينية.

يذكر انه تم هذا العام تصدير 60مليون وردة بعائد20 مليون دولار والذي يشكل دخل أساسي لأكثر من400 مزارع.