سلاح الجو الإسرائيلي سيدمر ألاف الأهداف يوميا وسيقصر زمن الحرب القادمة
نشر بتاريخ: 09/05/2014 ( آخر تحديث: 09/05/2014 الساعة: 10:06 )
بيت لحم- معا - مهاجمة ألاف الأهداف يوميا وأكثر من عشر غارات في دقيقة تشنها طائرة واحدة على أهداف مختلفة في مناطق مختلفة وعمليات اقلاع متتالية تمام كما يحدث في سباق السيارات "فورملا 1 " هكذا يعتقد قادة سلاح الجو الإسرائيلي بقدرتهم على تقصير أمد الحرب القادمة عبر توجيه ضربة ذات قوة ناريه هائلة .
"في البداية سنشهد أياما صعبة وقاسية ستتساقط الصواريخ على منطقة "غوش دان" بشكل أساسي وستحمي منظومات الدفاع الجوي المواقع الإستراتيجية والقواعد العسكرية وستنهار مبان داخل المدن الكبرى وسيسقط مصابون لكن هذه الحالة لن تستمر طويلا حيث سيقوم سلاح الجو بالرد وبعد عدة أيام سيؤدي إلى تراجع وتيرة القصف الصاروخي على إسرائيل، وبعد ذلك سيأتي وقف إطلاق النار ومن ثم سنشهد عمليات إطلاق نار متفرقة وبعدها يسود الهدوء النسبي لعدة سنوات بسبب قوة الردع التي خلقت ونتجت عن الرد الإسرائيلي" هذا هو اخطر سيناريو يستعد الجيش الإسرائيلي لمواجهته وهذا هو الهدف الاستراتيجي للمستوى السياسي الساعي إلى كسب الحرب القادمة بأسرع واقصر وقت ممكن سواء جاءت الصواريخ من سوريا او لبنان او غزة وصولا إلى إيران حيث ستواجه هذه القوى قوة نارية كبيرة جدا تدفعها إلى طلب وقف إطلاق النار وفقا لتعبير المحلل العسكري لصحيفة "يديعوت احرونوت " روني بن يشاي الذي نشر تحليلا وتقريرا مطولا تناول فيه التغيرات البنيوية التي طرأت على سلاح الجو الإسرائيلي ونظرته لطريقة التعامل مع الحرب القادمة .
"يؤمن قائد سلاح الجو الجنرال، امير ايشل وجميع صحاب البزات الزرقاء "الطيارون بان تحقيق السيناريو السابق بات ممكنا ويعتقدون بان الاستخبارات الجيدة التي يمتلكونها وأنواع الذخائر والطائرات المتوفرة حاليا لديهم تسمح لهم بالاعتقاد والإيمان بان سلاح الجو يمكنه تحقيق السيناريو السابق لوحده، ودون حاجة لاشرك قوات أخرى ودون حاجة لأي عمليات ومناورات برية داخل ارض العدو مع تمهيد الميدان بما يسمح بالقيام بهذا النوع من العمليات في حال تقرر ذلك" قال بن يشاي . |278807|
وأضاف "اذا صدق الجنرال "ايشل" ورجاله في سلاح الجو فان الحديث يدور عن تقليص كبير في عدد المصابين وتوفير هائل بالموارد المادية بما يعادل مليار شيكل مقابل كل يوم من أيام الحرب لان ما يقترحه قائد سلاح الجو عمليا هو ثورة في عقيدة القتال الإسرائيلية ستؤثر بشكل دراماتيكي على طبيعة التسلح والتدريبات الخاصة بالقوات البرية وكذلك على سلم أولويات الميزانية ".
"الادعاء بقدرة سلاح الجو القيام بالمهمة لوحده سبق لي ان سمعته من فم رئيس الأركان الأسبق "دان حلوتس" حين كان قائدا لسلاح الجو وهذا ما ثبت بطلانه خلال حرب لبنان الثانية ولا زال هذا الادعاء يثير اليوم أيضا الكثير من الشكوك .
ومن المعروف بان هذا الادعاء لا يروق لكافة ضباط الجيش الكبار، وهناك ضباط أركان كبار وكثيرين ممن يعرفون جيدا قدرات سلاح الجو ويحترمونها لا يتفقون مع هذا الادعاء ويعتقدون بالحاجة لعملية برية تسكت مصادر إطلاق الصواريخ وكذلك يشككون بالادعاء بإمكانية تقصير زمن العملية " قال بن "يشاي" .
ويرد قادة سلاح الجو على هذه الشكوك والمخاوف بادعاء يبدو مقنعا بشكل كبير "إذا تعرضنا لهجوم مفاجئ سنحتاج إلى وقت لتجميع وبناء القوة البرية وتجاوز مهاجمة مخازن الطوارئ وعقد المواصلات وفي المقابل هناك فرصة للقيام بالمهمة والرد على الهجوم عبر نيران جوية فيما يستعد سلاح الجو لتقديم المساعدة الحقيقية للقوات البرية في حال قررت الهجوم . |278805|
وقال "امير ايشل" : لا نراهن ولا نقامر ونحن على علم بان إسرائيل والإسرائيليين ينظرون ألينا كوثيقة تامين لذلك فان سقف التوقعان مرتفع جدا لكن يجب عدم الانفعال والتهور ونحن نعلم بأننا لسنا لوحدنا وأننا نقوم ببناء قوة اندماجية ويجب ان استذكر بان سلاح الجو منع خلال عملية "عامود السحاب" تنفيذ عملية برية لانتفاء الحاجة إليها وخلق حالة ردع تعمل بشكل أو بأخر حتى اليوم ".
"إن تعبير التطور والقفزة التي حققها سلاح الجو في مجال تقديم المساعدة للقوات البرية سمعتها قبل أسبوعين حين انضممت للقوة العسكرية التي نفذت عملية اعتقال وتمشيط في منطقة الخليل التي تم ادماجها ضمن تدريب على احتلال قرية لبنانية وذلك في سياق الاستعداد للحرب، واشار الى قائد لواء المظليين اثناء تقدم القوات الى شرفة اختفى خلفها ضابط يهمس في جهاز اتصال وضعه على اذنه وقال لي هل ترى ذلك الجندي انه العقيد "ت " قائد سرب جوي من طائرات F-16 ووجود مثل هذا الضابط ضمن تدريب بري لا يعتبر امرا روتينيا في الجيش" قال بن يشاي.
ونقل عن العقيد "ت " قوله " لقد خرجت للعملية في الخليل بإرادتي وقراري "تطوعا " وذلك حتى اعرف عن قرب كيف يتحرك الجنود المشاة أوقات الحرب وكيف يمكنه وطياريه أن يقدموا لهم المساعدة عن قرب بل من مسافة قريبة جدا . |278806|
إن منظر المروحية القتالية وهي تقدم المساعدة عبر نيران الرشاشات والصواريخ للقوات البرية امرأ مألوفا وطبيعيا أمام قيام طائرة حربية بقصف منزل بقذيفة تزن طن وأكثر وتعيق بالتالي تقدم القوات البرية فهذه حكاية أخرى. لكن تقدم المساعدة للقوات البرية ليست المهمة الوحيدة لسلاح الجو بل اخذ يستعد خلال السنتين الماضيتين للحصول على موافقة رئيس الأركان ووزير الجيش ورئيس الحكومة والسماح لهم "بتقصير" أمد الحرب التي قد تنشب في كل لحظة الأمر الذي يلقي بمسؤوليات فورية وكبيرة على عاتق هذا السلاح ويمكن القول بان محاولة تحييد ألاف الصواريخ المنطلقة من لبنان وغزة عملية عبثية كما أن الصواريخ بعيدة المدى والدقيقة ذات الرؤوس الحربية المدمرة مخفية جيدا داخل منازل المدنيين او داخل أنفاق إطلاق تحت أرضية ويتم تشغيلها عن بعد حيث يتنقل مشغلو هذه القواعد بينها ويقومون بإعادة تسليحها ويقامون قوات الجيش التي تتقدم نحو هذه القواعد من خلال أنفاق قتالية خاصة أعدوها مسبقا وتكمن الصعوبة الأساسية في تحديد مواقع هذه القواعد، كما أن ضربها وقصفها قد يوقع إعدادا كبيرة من الإصابات في أوساط المدنيين وبالتالي إثارة العالم ضد إسرائيل كما إن اصطياد قواعد إطلاق الصواريخ المتحركة أمر أكثر صعوبة وتعقيدا وإذا حالف الحظ إحدى الطائرات ورصدت شاحنة إطلاق صواريخ قبل اختفائها او فيما يحاول سائقها الاختباء أسفل منزل تقوم بتدميرها عبر إطلاق ذخائر ذكية .
وسجل سلاح الجو الاسرائيلي في حرب لبنان الثانية نجاحات في موجهة منظومة صواريخ تقل بستة أضعاف عن المنظومة الحالية التي يمتلكها حزب الله وأثبتت حرب لبنان الثانية مدى صعوبة هذه المهمة وحاليا يتوجب أيضا على الطيارين حماية أنفسهم من النيران التي قد تستهدف قواعدهم او الصواريخ المضادة للطائرات روسية الصنع التي قد تكون قد وجدت ريقها إلى حزب الله أو مواجهة صواريخ الكتف التي وصلت إلى أيدي المقاتلين في غزة . |278808|
وحتى يتم تجاوز هذه العقبات والارتقاء درجة في مستوى الاستعداد وفقا لحجم المهمة مر سلاح الجو خلال العامين الماضيين بعملية تغيير وصفت بالعملية الأهم بصفتها جهدا كبيرا لزياد القدرة على شن الهجمات بمئات المرات والأضعاف بما في ذلك زيادة عدد التحليقات لكن بالأساس زيادة عدد الأهداف التي يتم مهاجمتها وتعظيم حجم الأضرار والدمار الذي يلحق بها حسب تعبير المحلل العسكري " بن يشاي".
مثل البرد
اصدر الجنرال " امير ياشل " في أب 2012 أي بعد ثلاثة أشهر فقط من توليه قيادة سلاح الجو تعليماته بالاستعداد لتنفيذ ألاف الطلعات الهجومية يوميا بهدف زيادة ما يسميه "القوة القاتلة لسلاح الجو " علما بان سلاح الجو نفذ خلال حرب لبنان الثانية مئات الغارات يوميا وليس ألاف كما انه دمر عدد اقل من المئات من الأهداف الواردة في بنك الأهداف لكن اليوم تم توسيع "بنك الأهداف" بشكل جوهري وينتظر ان ينهي سلاح الجو استعداداته لزيادة عدد الطلعات قريبا جدا .
|278809|
ومع ذلك فان كل هذا التطور لا يعد كافيا لتقليص عدد الصواريخ التي ستطلق على إسرائيل بل يجب على سلاح الجو مهاجمة مئات الأهداف في وقت قصير وبشكل متزامن ولتحقيق هذه الغاية طورت الصناعات العسكرية الإسرائيلية ذخائر موجهة دقيقة يمكن للطيار إطلاقها "بالجملة " وتوجيهها لاهداف مختلفة باتجاهات مختلفة تماما مثل حبات البرد التي تهطل على منطقة واسعة دون التنازل عن دقة الإصابة وعدد الأهداف وتنوعها .
فعلى سبيل المثال يمكن لطائرة F-16 واحدة قصف عشرة أهداف مختلفة في أماكن مختلفة فيما تمتلك طائرة " F-15باز" قدرات أعلى وإمكانيات اكبر سواء من حيث الكمية ووزن القذيفة التي يمكنها تدمير تحصينات تحت أرضية ويمكن لهذا النوع من الطائرات أن تصل إلى مسافات بعيدة جدا مع حمولة ثقيلة جدا دون ان تتزود بالوقود جوا وفقا لأقوال قائد قاعدة "تل نوف الجوية" العقيد "تومر بار" دون ان نغفل الحديث عن طائرة F-15i التي تطلق عليها إسرائيل اسم " الرعد " التي تم تهيئتها لمهمات القصف بعيد المدى في إشارة إلى إيران التي لم يذكرها قائد القاعدة الجوية بالاسم .
|278810| |278813|