الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

القاضي أحمد الناطور انتهاك الحرمات وانتهاك حرمة الموتى والمساجد أمر غير حضاري ومحرم في كافة الأديان

نشر بتاريخ: 31/08/2005 ( آخر تحديث: 31/08/2005 الساعة: 18:15 )
معا - أوضح سماحة القاضي أحمد الناطور رئيس محكمة الاستئناف الشرعية اسرائيل أن انتهاك المقابر والتي تعتبر قيمة انسانية بخلاف أية قيمة انسانية ليست محرّمة في الاسلام فحسب, وانما في كافة الأديان مؤكداً أن ما حدث ويحدث من انتهاكات للمقابر أمر غير انساني وقال "ان العالم الانساني ينبغي أن يتحمل مسؤوليته تجاه أهل فلسطين ومشاعرهم الأحياء والأموات في قبورهم وفي مقدساتهم, يضاف الى ذلك أن مسألة انتهاك الحرمات وانتهاك حرمة الموتى والمساجد أمر غير حضاري".

وأضاف الناطور " اننا نحمل المجتمع الاسرائيلي ككل وبشكل خاص العقلانيين أي رجال الجامعات مسؤولية هذه الانتهاكات متسائلا "هؤلاء الذين يتحلون دائماً ويتبجحون بأفكارهم النيرة" أين هم من شرائح المجتمع الاسرائيلي؟
وأين هم تجاه هذه الممارسات غير الانسانية التي تتعارض وكل القيّم البشرية؟

واستطرد الناطور " انني لا اجد الكلمات لاصف مشاعري في هذا الموقف حيث ان قبور المسلمين تهان وتنتهك على هذه الشاكلة كما ان هناك مساجد عديدة مغلقة ومساجد كثيرة قلبت الى متاحف ومخازن كما قلب بعضها الى خمارات ومساكن لبعض العائلات والافراد مضيفا ان هذا امر لا يمكن الحياة معه ولا يمكن ان يطاق ".

وافاد بان ما حدث في مقبرة الجماسين شمال يافا وما جرى فيها من حفريات على يد بلدية تل ابيب ليس المرة الاولى التي يتم بها انتهاك للحرمات ويبدو انها لن تكون المرة الاخيرة واضاف ان هناك سلسلة من الانتهاكات على مستوى الافراد وبعض المؤسسات الرسمية وقبلها كنا في كفار سابا وطريق رقم(6) الذي ياتي من الجنوب الى الشمال في موقع تل التوت حيث تم ايقاف حفر الشارع وتحويل مساره الى مكان اخر .

وذكر الناطور بفتوى صدرت منذ عشرين عام تقضي بأن قدسية المقابر دائمة وقائمة الى ان تقوم الساعة وان المساجد بما فيها حجارتها وفناؤها وارضها مقدسة وقال بانه تم استنفاذ كافة الوسائل والطرق التي يمكن للمواطن ان يفعلها حيث طالبنا من المحاكم والمسؤولين من ادنى المستويات الى اعلاها ولمزيد اسفنا لا تزال هذه
الاعتداءات تتكرر كل اسبوع .

وأشار رئيس محكمة الاستئناف الى أهمية استذكار بأن البنية التحتية للخدمات الاسلامية قد هدمت بعد واقع 1948 داخل الخط الأخضر وبالتالي مصادرة الأوقاف الاسلامية بحيث لم يعد للمسلمين دعم اقتصادي لتقوم باعادة بناء البنية وادارة شؤون الاوقاف والمسلمين بما فيها حماية المقدسات.

وأكد أن هناك مؤسسات محلية كمؤسسة الأقصى وجمعية الأقصى وبالتعاون مع المحاكم الشرعية والقضاة الشرعيين بحماية هذه المقدسات مضيفا أنه لا بد من التنويه في هذه العجالة بأن المقدسات الاسلامية في الداخل هي ليست للمسلمين في الداخل فقط وانما للمسلمين في العالم الاسلامي.

وقال ان هناك نوع من الاحباط لابناء الأمة ونوع من الخروج او الاستقالة من العمل أو من صناعة التاريخ واصفا اياه بالمرض الذي حل علينا في أنحاء الأرض الاسلامية في كل مكان.

وعبر الناطور عن أسفه ازاء سكوت القبور الذي يختاره العلم الاسلامي تجاه هذه المعضلة وأضاف أنه تم أمس اصدار نداء الى السفراء العرب والمسلمين المتواجدون في تل أبيب
للقيام بواجبهم وأنه يجري حاليا العمل على اقامة مؤتمر على مستوى أكاديمي لائق تعليمي هادف حيث نجري الاتصالات اللازمة لذلك.

وشدد على أن الحضور الاسلامي في الأماكن المقدسة هو الكفيل الوحيد لحمايتها وأن تلك المقدسات وديعة في أعناقنا الى يوم الدين.