الاهتمام الرسمي بالقدس لا يعكس حجم النشاط فيها
نشر بتاريخ: 18/07/2007 ( آخر تحديث: 18/07/2007 الساعة: 15:37 )
بيت لحم - معا - ياسين الرازم - في احدى زياراتي للمخيمات الصيفية في مدينة القدس ذهلت وانا اتابع واراقب حجم العمل الذي تقوم فيه ادارة نادي جبل الزيتون واللجنة المشرفة على المخيم الصيفي الخامس للاطفال وخلال اجتماعي مع ادارة المخيم علمت ان عدد الاطفال في المخيم تجاوزالثلاث مائة طفلاً وطفلة وان عدد المرشدات والمتطوعات تجاوز الثلاثين وذلك على الرغم من المساعدات القليلة التي قدمتها رابطة الاندية لهذا المخيم الصيفي من خلال اتحاد الجمعيات الخيرية الا ان روح الاصرار والعزيمة وقبول التحدي للمغريات التي تقدمها مخيمات احدى المؤسسات التطويرية المجاورة والرغبة الاكيدة في تقديم الخدمة لاطفال الجبل كان السبب في هذا النجاح الباهر .
على الرغم من كثافة الانشطة والفعاليات والبطولات والدورات الرياضية التي تنفذها المؤسسات الاهلية والاندية المقدسية والاتحادات ولجانها المساندة في القدس الا ان سياسة ادارة الظهر من قبل اولي الامر تجاه القدس وانديتها ورياضييها ما زالت مستمرة ونخشى ان تتحول الى نهج استراتيجي في التعامل مع القدس ومؤسساتها واذا ما استمر الحال على ما هو عليه ربما تصبح القدس عبئاً ثقيلاً يجب التخلص منه وقد نصل الى المرحلة التي يتم الاعلان فيها رسمياً بعدم المسؤولية عن القدس بما فيها من تاريخ وحضارة وحجر وشجر وبشر وتركها تواجه مصيرها المجهول بمفردها .
اخر مظاهر هذا التطنيش والتهميش كان تشكيل المنتخب الفلسطسني للشباب بكرة القدم عندما خلت قائمة المنتخب من اسم أي لاعب مقدسي واذا كانت الحجة السابقة عدم حمل اللاعبين المقدسيين لجواز السفر الفلسطيني فلماذا تم القفز عن لاعبي اندية ضواحي القدس الزاخرة صفوفها باللاعبين الجيدين؟ واذا كنا نرفض اصلاً هذه الحجة وهذه السياسة في تغييب اللاعب المقدسي عن صفوف المنتخبات الفلسطينية بكرة القدم فاننا نحمل اتحاد كرة القدم المسؤولية الكاملة عن هذا التنازل الخطير عن القدس وانديتها ولاعبيها دون ان تحرك القيادة السياسية والرياضية ساكناً لمواجهة وتبعات هذا التنازل الخطير ونخشى ان يمتد في المستقبل الى الاتحادات الاخرى ، ومن بين مظاهر هذا التطنيش وادارة الظهر منتخب القدس لكرة الطاولة الذي باتت مشاركته في بطولة كأس العرب الحادية عشرة الشهر القادم في اليمن مهددة بالالغاء بعدما تلقت ادارة الاتحاد واللجنة المساندة بالقدس الردود السلبية من جميع المؤسسات الرسمية وكذلك من المؤسسات الاهلية التي تعنى بالرياضة والاتحادات المقدسية بحجج وذرائع غريبة وعجيبة ونلتمس العذر للشركات التي اعتذرت عن تقديم المساعدة هذه المرة فلقد قدمت الكثير في الماضي .
ان الفتات الذي يصل للقدس ومؤسساتها من هنا او هناك انما يعكس حجم الاهتمام الرسمي بالقدس ومؤسساتها وفي الوقت نفسه فهو لا يوازي حجم النشاط المقدسي بل انه لم لم يعد كافياً لصمودها امام مغريات الطرف الاخر، او حتى لذر الرماد بالعيون ونخشى ان يتحول الى مسألة استقطاب ليس الا، ودفع مقصود باتجاه التعاطي من مؤسسات الطرف الاخر والقبول بالامر الواقع والتعامل معه بايجابية قبل فوات الاوان .
على الرغم من ان الغالبية الساحقة من المؤسسات المقدسية وعلى اختلاف الوانها ونشاطاتها رفضت في الماضي وما زالت ترفض مجرد التفكير في الامر ونعتقد ان اولي الامر سيرتكبون خطئاً كبيراً وخطيراً ان هم دفعوا المؤسسات والاندية المقدسية للاختيار بين القبول بالفتات غير الدائم الذي يوزعونه بين الفترة والاخرى والذي لا يغني او يسمن من جوع ولا يضمن بقاء ابواب الاندية مفتوحة المهددة اصلاً بالاغلاق امام الاعضاء بالاغلاق بسبب الديون المتراكمة وعدم المقدرة على تنفيذالبرامج والانشطة المجتمعية وبين التوجه نحو قبول مغريات مؤسسات التطبيع والتعايش لان العديد من المؤسسات المقدسية ستبقى حريصة على التمسك بالمبادىء والاهداف والقيم الوطنية التي انطلقت من اجل تحقيقها وستواصل العمل ولو بالحد الادنى حتى يأذن الله بأمر كان مفعولاً .