الأحد: 16/06/2024 بتوقيت القدس الشريف

كاتب اسرائيلي:خطاب الرئيس الامريكي التطبيق العملي لخطة الانفصال التي اعلنها شارون

نشر بتاريخ: 19/07/2007 ( آخر تحديث: 19/07/2007 الساعة: 17:32 )
بيت لحم -معا- دعا الكاتب الاسرائيلي الوف بن الفلسطينيين الى فهم مقاصد الرئيس الامريكي جورج بوش حين اشار في خطابه الى مصر والاردن بصفتهما البوابة الطبيعه للتصدير الفلسطيني .

وقال "بن" في مقال نشرتها صحيفة "هارتس" الاسرائيلية بان خطاب بوش يحتوي سلسلة من الاقوال بالغة الاهمية والتأثير على مستقبل العلاقات الفلسطينية الاسرائيلية بعد ان وصف مصر والاردن بالبوابة الطبيعية للتصدير الفلسطيني داعيا الدولتين الى فتح حدودهما امام تجارة جيرانهما في الضفة الغربية وقطاع غزة الامر الذي قوبل بالارتياح والقبول في مكتب رئيس الوزراء ايهود اولمرت لدرجة انهم اعلنوا بان الفكرة الاولى كان ارئيل شارون الذي اشار اليها في خطاب الانفصال عن غزة عام 2003.

واضاف" بن "في قراءة سطحية لخطاب الرئيس الامريكي وحديثه عن الفرص الاقتصادية التي تنتظر الفلسطينيين يظهر لنا بانها جزء من خطة شمعون بيرس الاقليمية والقائمة على الحدود المفتوحة وحرية الحركة والنمو الاقتصادي لكنها اشد عمقا حيث اعفى بوش بكلامه هذا اسرائيل من بعض مسؤولياتها تجاه المناطق الفلسطينية.

وراى " بن " ان النموذج الاقتصادي الذي اعقب الانفصال عن غزة ترك الاقتصاد الغزاوي معتمدا ومتكئا على ميناء اشدود ومعبر كارني وسعى الى زيادة حركة الشاحنات من الحقول الفلسطينية في قطاع غزة الى رفوف الخضار الاسرائيلية واسواق الورود الاوروبيه حيث اضطر شارون على قبول اتفاق " الحركة والتواصل " الذي وعد برفع وتيرة الحركة عبر معبر كارني التجاري وتأمين قوافل بين الضفة وقطاع غزة .

وقال"لقد جرى خرق الاتفاق المذكور منذ اليوم الاول لتوقيعه حيث تحول اغلاق المعابر الى وسيلة للضغط الاقتصادي على الفلسطينيين وتحولت المعابر الى عقوبة تفرض على الفلسطينيين ردا على اطلاق الصواريخ اضافة الى عزل حماس وذلك رغم اصرار الادارة الامريكية على وجود الاتفاق حتى سيطرت حماس على القطاع" .

والان قبل بوش الموقف الاسرائيلي والقاضي بوجوب اهتمام العرب باخوتهم الفلسطينيين وعلى البضائع الفلسطينية ان تجد طريقها الى الاسواق الخارجية عبر معبر رفح وجسر اللنبي .

وارسل بوش بموقفه الجديد اشارة واضحة الى مبعوث الرباعية الجديد طوني بلير محذرا اياه من الاستسلام الى اوهام سلفه ولفينسون حول امكانية التعاون الاقتصادي على جانبي الخط الاخضر والان اسرائيل ليست ملزمة بمرور البضائع الفلسطينية بعد ان نجحت بهدوء في طرد العمال الفلسطينيين .

واضاف الوف بن " اذا وجد تواصل وتتابع بين سياسات الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة فانه توجد حاليا في مرحلة ابعاد الفلسطينيين عن الانظار حيث سعت جميع الحكومات الى هذا الهدف منذ قول رئيس الوزراء الاسبق يتسحاق رابين عام 1993 بضرورة اخراج غزة من تل ابيب ".

وكانت الوسائل المتبعه لتحقيق هذه الغاية متنوعه من الاغلاقات الشاملة الى توقيع اتفاقيات اوسلو واقامة السلطة الفلسطينية ، شق الطرق الالتفافية في الضفة الغربية ، قطع الطريق بين غزة والضفة الغربية وصولا الى احاطة قطاع غزة بالاسلاك الشائكة واقامة جدار الفصل في الضفة الغربية واقامة الحواجز العسكرية وتنفيذ الانفصال عن غزة واخيرا قانون الجنسية الاسرائيلية الجديد وقد زود " الارهابيون " الفلسطينيون دوما اسرائيل بالذريعه المناسبة لتنفيذ الخطوة القادمة ضدهم .

وكانت النتيجة المتراكمة من جميع الخطوات السابقة ان اصبح غالبية الاسرائيليين لا يشاهدون الفلسطينيين الا عبر شاشة التلفاز باستثناء المستوطنين الذين يعيشون وراء الخط الاخضر والجنود الذين يخدمون في المناطق والقلة القليلة التي تزور القدس الشرقية لم يبق اسرائيلي تقريبا يحتك بالشعب الجار وحتى الذي يسلك طريق 443 باتجاه تل ابيب بات يعتقد نفسه وهو يشاهد البيوت واشجار الزيتون على جانبي الطريق بانه في اليونان وليس في منطقة محتلة يعيش بها شعب فقير وحتى وسائل الاعلام الاسرائيلية تتجاهل هي الاخرى ما يحدث هناك .

والاهم من ذلك فان اسرائيل نجحت في اقامة اقتصاد متطور ومفتوح على الاسواق العالمية ومنفصلا عن دول الجوار بعيدا عن الصناعات التقليدية المعتمدة على العمالة الفلسطينية واصبح بمقدورها الاحتفال باقتصاد قوي على بعد عدة كيلومترات فقط من عالم ثالث فقير وخطير .

واختتم الوف بن مقاله بالقول " من ناحية الفلسطينيين كانت نتائج سياسة العزل كارثية من الناحية الاقتصادية حيث الفقر والبطالة والضائقة الصعبة والنقاش حول من بدأ او من المسؤول عن هذه لن يجدي نفعا حيث يرى بوش وفي نظرة مستقبلية الاقتصاد الاسرائيلي جزءا من الاقتصاد الغربي في حين يرى الاقتصاد الفلسطيني محصورا في العلاقات الاقتصادية العربية - العربية وعلى الدولتين ان تعيشان جنبا الى جنب بسلام وفقا لرؤية بوش في ايامه الاخيرة لكن من خلف جدران عالية وانطواء على الذات.