الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

تقرير حقوقي يظهر ازدياد الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية

نشر بتاريخ: 04/09/2005 ( آخر تحديث: 04/09/2005 الساعة: 11:33 )
نابلس- معا- أصدر المركز القانوني للدفاع عن الأرض في نابلس تقريره لشهر آب 2005 والذي أظهر ازدياد اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين على المواطنين و على الأراضي والبيوت وتلويث البيئة وهدم منازل وتجريف أراض وقلع أشجار, والمخططات الاستيطانية والجدار الفاصل.

و رصد التقرير الذي حرره الدكتور سامر بريك التوسع الاستيطاني داخل البلدة القديمة للقدس الشرقية و محيطها و بالبدء في بناء الجدار ( معاليه أدوميم ) و القرار الإسرائيلي الذي صدر في 20/2/2005 و صادق عليه المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية ميني مزوز في 25/8/2005, وهو يشرع إقامة مقطع معاليه أدوميم, والتوسع ووضع اليد على 1800 دونم من الأراضي العربية في بلدات أبو ديس وعناتا والعيزرية والطور وأن القرار يعمل على تنفيذ بناء 3500 وحدة استعمارية و 10 فنادق و منطقة صناعية و نقل مركز الشرطة الإسرائيلية إلى منطقة تقع بين القدس المحتلة و معاليه أدوميم, مما سيحكم السيطرة على المدينة المقدسة و محيطها الفلسطيني .

و أشار التقرير إلى أن مخاطر تنفيذ هذا القرار تكمن كذلك في ضم القدس الشرقية على إسرائيل و تقسيم الضفة الغربية إلى قسمين و قطع التواصل الجغرافي بينهما.

و رصد التقرير مصادرة الأراضي و هدم البيوت و إخلاء العائلات فقد هدمت قوات الاحتلال منزلا و منشأة زراعية لأحد المواطنين من بلدة الفندقومية شرق قلقيليه بحجة عدم الترخيص كما أبلغت سلطات الاحتلال أهالي دير الحطب و عزموط قرارا يقضي بمصادرة ما مساحته ألف دونم من أراضيهم المزروعة بالزيتون و اللوزيات, و قبل بداية كانون الأول المقبل إسرائيل تنوي إخلاء نحو 15 عائلة يهودية تقيم بشكل غير شرعي في الخليل و باشرت الآليات الإسرائيلية بأعمال تجريف مساحات واسعة من أراضي قرية فرعون جنوب طولكرم الواقعة غرب القرية داخل الجدار الفاصل و أن أعمال التجريف تشمل تسوية أراض و اقتلاع أشجار حمضيات و زيتون مثمرة و أراضي تقام عليها بيوت بلاستيكية , كما تواصل سلطات الاحتلال أعمال بناء الجدار الفاصل بين المناطق المحتلة عام 1948 و 1967و أراضي المواطنين في بلدتي بيت حانون و جباليا , بينما تتفاقم معاناة المزارعين و أصحاب الأرضي الزراعية في هذه المنطقة .

كما رصد التقرير ما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي و المستوطنين بتسميم الأراضي الزراعية في مستوطنات غزة , مشيرة إلى قيام بعض المستوطنين بحقن و تسميم الأراضي الزراعية كي لا تتم الاستفادة منها خصوصا , و أن هناك 400 دفيئة زراعية في مناطق المستوطنات كانت تدر أرباحا طائلة على المستوطنين , و أوضح التقرير بأن مقاولا إسرائيليا يقوم تحت حراسة جيش الاحتلال بدفن كميات من النفايات الصلبة في قرية شوفه قرب مدينة طولكرم و روى شهود عيان بالقرب من قلقيليه أن بعض الشاحنات تقوم بنقل النفايات الصلبة بعد خلطها بالتراب , كما رصد التقرير مراحل الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة و أربع مستوطنات شمال الضفة الغربية و المعطيات الأساسية عن الانسحاب الإسرائيلي و الذي بدأ في 17 آب 2005 و إجلاء سكان مستوطنات قطاع غزة في عملية تشكل الجزء الأساسي من خطة الانسحاب التي تنص أيضا , إخلاء أربع مستوطنات معزولة في شمال الضفة الغربية , و يشار على أن مجموع سكان مستوطنات قطاع غزة الذين تم إخلاؤهم منها قرابة تسعة آلاف مستوطن و تحتل هذه المستوطنات حوالي ثلث مساحة القطاع البالغة 362 كيلومتر مربعا , أما تجمع غوش قطيف الاستيطاني فيضم 15 مستوطنة عاصمتها نافيه دكاليم و أن غالبية المستوطنين في شمال الضفة الغربية و قطاع غزة قدموا دعاوي تعويضات لإدارة الفصل الإسرائيلي قبل أن يبدأ رسميا وكما رصد التقرير مدى الخطر الذي يشكله المستوطنون بكل غطرستهم و عربدتهم و تطرفهم .

و حذر لؤي عبده مدير المركز القانوني للدفاع عن الأرض أن يؤخذ على محمل الجد التصريحات الإسرائيلية و الخاصة بشارون بتكثيف و توسيع الاستيطان في الضفة الغربية إذ أن المخطط الإسرائيلي الاستيطاني يسير جنبا إلى جنب مع استكمال جدار الفصل العنصري و الذي سيقيم مئتي ألف مستوطن إلى جانب 170 ألف مستوطن في القدس لتهويدها و ستشهد المرحلة المقبلة تحرك استيطاني توسعي في منطقة الأغوار مدعوما من حكومة إسرائيل ومع اشتداد النزاع الداخلي على رئاسة حزب الليكود سيتسابق اليمين الإسرائيلي على تحقيق المزيد من توسيع المستوطنات و مصادرة المزيد من الأراضي و فرض الأمر الواقع في الضفة تمشيا مع المخطط الإسرائيلي القاضي بمنع إقامة دولة فلسطينية مستقلة و عاصمتها القدس الشريف.