الثلاثاء: 14/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

خلايا نسائية مسلحة تخرج إلى شوارع غزة وتكشف حقيقة نضال المرأة الفلسطينية

نشر بتاريخ: 04/09/2005 ( آخر تحديث: 04/09/2005 الساعة: 19:59 )
غزة- معا- بدأت الفصائل الفلسطينية المقاومة بالكشف عن خلاياها النسوية المسلحة من خلال استعراض لها ضمن المهرجانات المحتفلة بالانسحاب الإسرائيلي في شوارع قطاع غزة.

ويلاحظ المواطن في غزة تقدم صفوف النساء المسلحات والملثمات يحملن البنادق على زنودهن في بعض الأحيان ويؤدين حركات استعراضية عسكرية بالأغلب ما يقال أنه التحية العسكرية والحركات الكشفية اللواتي تدربن عليها، فيما لا يقدمن أبداً على القفز عن النيران او اداء حركات صعبة يؤديها الرجال المسلحون.

ومن بين الفصائل التي ظهرت فيها النساء المسلحات كتائب عز الدين القسام- الجناح العسكري لحركة حماس- حيث بدت النساء والفتيات الملثمات بزي عسكري باللونين الأسود والأخضر القاتم في ذكرى الإسراء والمعراج ويغطين وجوههن ورؤوسهن بقماش أسود كتبت عليه كلمة "سراج الأقصى" بالإضافة إلى كتائب عز الدين القسام.

القساميات في حماس خرجن لأول مرة ضمن استعراض عسكري للقساميين في شوارع مدينة غزة وبالتحديد في مهرجانها الاحتفالي لإحياء ذكرى الإسراء والمعراج، فيما لم يتساءل المواطن الفلسطيني عن مدى حرمة ذلك لعل السبب يعود إلى مدى إدراكه لحجم التضحيات التي كابدتها المرأة الفلسطينية على مدار سنوات الاحتلال في كافة الأراضي الفلسطينية وخاصة في قطاع غزة .

ومن ضمن الفصائل التي كشفت عن وجود الخلايا النسوية المسلحة فيها والمشاركة في المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الإسرائيلي وهو ما كان مجهولاً او بالأحرى مخبأ إلى حين ارتأت هذه الفصائل الكشف عنه وعن الأدوار التي قام بها، حيث أعلن مؤخراً من خلال العروض العسكرية عن خلايا عسكرية مسلحة ضمن سرايا القدس- الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي التي قدمت منفذتين، وأخرى تابعة لكتائب شهداء الأقصى- الجناح العسكري لحركة فتح- التي قدمت أربع منفذات ورابع تابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

أما فتيات شهداء الأقصى فيرتدين ذات الزي لرجال الكتائب حيث البزة العسكرية بلون العاصفة وتحيط رؤوسهن ووجوههن لثامات بالكوفية الفلسطينية التي كانت دوماً دليلاً على معركة النضال الفلسطينية.

تقول إحدى الفتيات المسلحات خلال استعراض لكتائب شهداء الأقصى أن فرحة كبيرة بالانسحاب الإسرائيلي تنتاب كافة النساء في قطاع غزة ومن بينهن الفتيات المنتميات للفصائل المختلفة وخاصة من شاركن في النضال المسلح، منوهة إلى دور المرأة الفلسطينية الملحوظ في معركة النضال والتحرير خاصة العملية التي نفذتها الاستشهادية نضال المغربي والعمليات الأخرى التي شاركت فيها النساء على مدار الأعوام الماضية.

اما عن اشتراكها في الكتائب وهي إطار مسلح للمقاومة الفلسطينية فتقول:" كلنا فداء لهذا الوطن فقد شاركت الفتاة الفلسطينية بمعركة الحجر فما المانع ان تشارك بالبندقية؟" متابعة :" واجبنا الوطني أن نقاتل وهو ما يدفعنا للنضال من خلال العمليات فدائما كانت المرأة الفلسطينية الشاهدة على جرائم القتل الشرسة للأطفال والنساء والشيوخ، وذاقت الأمرين على يد قوات الاحتلال ومستوطنيه طوال الأعوام الماضية فيما تلقت دائماً إما بالدموع او الزغاريد أبناءها الشهداء فلماذا ينكرون عليها المشاركة في النضال والجهاد بدمائها حتى تحرير كامل الأرض وخاصة القدس كما حررت غزة".

أما زيملتها في التسلح وكانت هي الأخرى ملتفة بالكوفية فقالت :" حركة فتح دفعت دائماً النفيس والغالي في سبيل هذا الوطن، ونحن كفتيات جئنا لنؤكد على مشاركتنا المستمرة جنباً إلى جنب مع رجال المقاومة لنسترد حقوقنا وأرضنا التي سلبت ونتمنى ان نصل يوماً إلى القدس الشرقية والغربية لنحرر هذه المدينة المقدسة من قبضة الاحتلال".

وتابعت :" كفتيات ونساء فلسطينيات شاهدنا أمهاتنا يدفعن كل ما يملكن لتحرير الأرض ورأيناهن يحملن البنادق ويستقبلن كل يوم الشهداء والفدائيين ويدفعن أبناءهن للمشاركة في المقاومة ولا يدخرن أي شيء في سبيل التحرير فلماذا نخاف ولا نشارك نحن بحياتنا لنحرر هذه الأرض؟".

أما عن تشكيل هذه المجموعات والخلايا المسلحة فلا يعلم احد متى شكلت وأين وما هي التدريبات التي يتلقينها وأين تعقد تدريباتهن ومن يقوم على تدريبهن.

ففي كتائب شهداء الأقصى قالت لنا إحدى المسلحات انه تم تشكيل مجموعتهن في فترة زمنية قصيرة جدا لا تتجاوز يومين، أما في الفصائل الأخرى فليس من السهل أن تعرف متى تم تشكيل هذه المجموعات.

ففي الإطار السياسي النسوي لحركة حماس نفت قياديات في الحركة في مؤتمر عقدنه هذا الأسبوع أي معرفة لديهن عن أي خلية مسلحة للنساء في حماس، معترفات بحق الشعب الفلسطيني بأجمله بالمقاومة حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني.

ومهما اختلفت التأويلات والتحليلات فإن وجود هذه الخلايا المسلحة التابعة للكتائب أصبح شيئاً مقبولاً في المجتمع الفلسطيني الذي لا يتساءل عن مدى مشاركة المرأة في المقاومة لمعرفته بدورها الحقيقي ومدى الجراح التي تحملتها وعانت منها وخاصة في انتفاضة الأقصى.