الأربعاء: 15/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

والدة لثلاثة من ذوي الإحتياجات الخاصة تناشد أهل الخير توفير قسط إبنها

نشر بتاريخ: 20/08/2014 ( آخر تحديث: 20/08/2014 الساعة: 13:00 )
سلفيت- معا - لم تترك بابا الا وطرقته.. ترفض الإستسلام لواقعهم الاقتصادي الصعب..وتعمل المستحيل لتحقيق حلم أبناءها الاثنين وهما من ذوي الاحتياجات الخاصة في إكمال تعليمهما الجامعي .. وفي كل عام تعيش الأمرين مرتين مع إقتراب الفصل الدراسي لعجز العائلة عن توفير الاقساط الجامعية ..فتكبدت الديون لتغلق أبواب من يقدم لها الي حين تسديد ما اقترضته .ولم يعد "لام علي" من إحدى قرى محافظة سلفيت بابا سوى مناشدة اهل الخير لمساعدة أحد أبناءها في تسديد قسطه للفصل الدراسي الجديد علها تجد إستجابة.

"لم يعد بإستطاعتي سوى مناشدة أهل الخير علهم يساعدونني في توفير قسط أحد أبنائي بعد ان ضاقت بي كل السبل"بهذه الكلمات بدأت المواطنة "ام علي" حديثها بنبرة صوتها المنخفضة، وهي تذرف دموعها لتواصل حديثها وهي تشكو حالها وحال أسرتها قائلة": لدي ثمانية ابناء ،ثلاثة منهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، التوأم واعمارهما 21 عام ،أحداهما يعاني من اعاقة بصرية "ضرير" والأخر إعاقة كاملة ولا يستطيع التحرك ، اما الثالث فهو يعاني من اعاقة "سمعية"، وعمره 19 عام ، صمتت لثواني لتعود لمواصلة حديثها بلهفة قائلة": الحمل ثقيل علي، زوجي يعاني من عدة امراض ،سكري وضغط وقلب، وحاليا ليس بمقدوره العمل، فكان يعمل مؤذن وحاليا متقاعد وراتبه لا يتجاوز ال1000 شيقل، وهذا لا يكفي لسد احتياجات أسرتنا من مياه وكهرباء واحتياجات أخرى من مأكل..الخ ، علاوة على ذلك أن ابني الذي يعاني من اعاقة كاملة ولا يستطيع التحرك له مصاريف خاصة فهو يحتاج شهريا ما بين 250-350 شيقل بامبرز"، وبهذا لم يتبقى من راتب التقاعد سوى القليل الذي لا يسد حاجات الاسرة الاساسية،لدي أثنين من الابناء متزوجان وهما مسؤولان عن أسرتهما وعملها متقطع وليس ثابت، وتضيف قائلة ": لصعوبة وضعنا ولوجود ثلاث حالات خاصة بأسرتي توجهت لمكتب الشؤون الاجتماعية من أجل مساعدتنا ولكن دون جدوى بحجة أن زوجي متقاعد يتلقى راتب ، مع انني ابلغتهم بقيمة الراتب، ولكن دون جدوى".

ووسط مشاعر الحزن والخوف على مستقبل أبنائها تواصل حديثها ":ظروف الحياة الصعبة لم تساعدنا على تأمين الأقساط الجامعية للعام الثاني من التحاقهما للدراسة، شفت الأمرين ومعاناتي لا توصف عند اقتراب الفصل الدراسي، بصعوبة وفرت لهما الأقساط السابقة ،طرقت جميع أبواب من أعرفهم لكي أجمع المبلغ المطلوب ولغاية الأن دين علينا ولا نعرف كيف سنرجع تلك المبالغ لأصحابها، صمتت ليخيم السكون، وأخذت نظراتها تتجه نحو الأرض في حزن, لدقائق ثم وضعت يدها على خدها وبتنهيدة خرجت من أعماقها شعرنا بلهيبها المحرق أضافت": الحمد لله على عطاء الله، بالرغم من إعاقتهما وهناك الكثير من الناس من لامني على إكمال تعليمها وانه لا يفيدهما بشيء الا انني لم أهتم بما يقال، وهذا جعلني إصراري أكثر على اكمال تعليمها،وان أحقق حلمهما، عل الله يعوضهما بحياة كريمة عندما يكون معهم شهادة جامعية وخصوصا ان المؤسسات أصبحت توظف من ذوي الاحتياجات الخاصة، فنحن لسنا دائمين لهما والشهادة هي الضمان الوحيد لهما في المستقبل، وتواصل بإبتسامة بسيطة إرتسمت على وجهها ،كرمنا الله بنجاح سامي والذي يعاني من إعاقة سمعية بمعدل 92 بالفرع العلمي ولكن بسبب ظروفنا الاقتصادية الصعبة لم يلتحق بالدراسة ليلتحق بجامعة بيرزيت فيما بعد تخصص هندسة مدنية، ودبرت أقساطه بصعوبة.

وبنبرة صوتها الحزين تواصل حديثها":وبعد عام من التحاق "سامي" دراسته الجامعية أصبح حملنا ثقيل جدا بعد نجاح أخيه "عصام" الذي يعاني من إعاقة بصرية، بمعدل 78 في الفرع الادبي، ليكون طموحه بإكمال تعليمه في جامعة النجاح تخصص شريعة إسلامية، و هو بحاجة الى جهاز "برايل سيلز" لتسجيل المحاضرات ولا نستطيع توفيره لان سعره مرتفع.

ومن ناحيتي كأم أعمل المستحيل ولا أريد أن اكسر بخاطره، وعملت المستحيل ليلتحق بجامعة النجاح لينهي فصلين دراسيين، ومع بداية العام الدراسي الجديد لغاية الآن لم أستطيع توفير قسطه الجامعي والذي يبلغ 500 دينار ،فتوجهت لأكثر من مؤسسة وطرقت جميع الأبواب من أجل إكمال مسيرته التعليمية ولكن دون فائدة، وانا محتارة ما بين وضع أبنائي كونهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، وما بين تحقيق أحلامهم في إكمال تعليمهم ، لذلك يبقى أملي بالله سبحانه وتعالى اولا وبأهل الخير ثانيا في مساعدة إبني الضرير "عصام" في توفير قسطه البالغ 500 دينار قبل انتهاء فترة التسجيل".