الأحد: 18/05/2025 بتوقيت القدس الشريف

غزة في اول يوم جمعة بعد العدوان

نشر بتاريخ: 29/08/2014 ( آخر تحديث: 29/08/2014 الساعة: 16:26 )
غزة - تقرير معا - يسجل قطاع غزة اول يوم جمعة بعد عدوان استمر 51 يوما، ليحاول المواطنون اعادة الحياة الى طبيعتها ايام الجمع وما يحمله هذا اليوم من تميّز ونشاط وحركة.

طقوس الغزيين ربما لا تختلف كثيرا عن بقية الشعوب ايام الجمع، منها الذهاب إلى الأسواق في ساعة مبكرة والاستعداد لأداء صلاة الجمعة ومن ثم التوجه لتناول طعام الغداء وبالغالب مع الاهل والاقارب، لكنها اختلفت خلال الحرب حيث لم يكن هناك وقت ولا مكان ولا مساحة للصلاة آمنة ولا اجتماع للعائلات ولا تسوّق ولا حركة الا بتهديد. وما زال المواطنون يحاولون العودة ببطئ لمن يتمكن منها.. فهناك الاف العائلات لن تعود لطبيعتها.. فبيوتهم دمرت وفقدوا عائلاتهم.

يقول الصحفي محمد فروانة:" اليوم عادت حياتنا من جديد، بعد أن كدنا ننسى الأيام والتواريخ، وحتى طقوس يوم الجمعة التي غابت عن كل بيت في غزة، إذ سنتمكن من الذهاب لما تبقى من مساجد في غزة، وستجتمع العائلة على مائدة الغداء، في محاولة للاستمرار في الحياة والعودة لها من جديد.

واضاف الصحفي لمراسل معا الذي حاول رصد حال المواطنين في قطاع غزة في اول يوم جمعة بعد العدوان:" لكن ما يؤلمني حقيقة، أنه لا عودة لمن دُمر بيته الذي كان يحتضنه وأبنائه وزوجته، إذ سيبقى في مراكز الإيواء على أمل العودة له، والجرح كبير لمن فقد عائلته أو شقيقه أو أباه أو زوجته وأطفاله".

وتابع:" ورغم كل ما حدث، إلا أن الصبر والصمود ستبقى أيقونة الغزيين الذين ستبقى هاماتهم مرفوعة سيرسمون صورة غزة الجميلة كما كانت".

أما الناشط صابر الزعانين قال لـ معا :" بعد غياب اكثر من 7 ايام جمع يحاول المصلون الوصول الى المساجد التي بقيت بعد العدوان.. واول جمعة من 52 يوما دون انفجارات وضحايا".

وقال المواطن عزيز الكحلوت لمراسل معا :" هنالك أوجه اتفاق واختلاف بين الجمعة الحالية والجمعة الماضية فالحالية ليس فيها قصف ولا دمار ولن أتردد ولو للحظة أن اذهب إلى المسجد ففي هذه الجمعة لا يوجد خبر عن شهيد هنا أو مصاب هناك"، مشيرا إلى أن الجمعة الماضية كانت غارات وطائرات وقصف وشهداء وجرحى حتى أن المسجد الذي نود الصلاة فيه مهدد بالقصف كل شيء كان مباح للاحتلال.

ويسرد قائلا:" لكن العامل المشترك بين الجمعتين ان سماء غزة لا زالت تعج بطائرات الاستطلاع وحالة الترقب النفسي لا زالت تسيطر على أذهاننا فلا زال هوس المذياع يلقي ظلاله على آذاننا لسماع خبر جديد".

أما الصحفي احمد طومان قال :" رغم انتهاء الحرب وإعلان تهدئه إلا أن تبعيات الحرب لا زالت متلازمة نفسيا، أي انه لا زلنا نشعر وكأن الحرب لا زالت قائمة التوتر والقلق ما زال موجود وتخف حدته تدريجيا".

ويتابع الصحفي الذي واكب العدوان :" على سبيل المثال لوهلة عندما خرجت من البيت اليوم وامس ينتابني إحساس بأنني ربما أصاب في قصف قريب فأكون مستعدا لسماع انفجار أو استهداف قوي وبعدها أتذكر ان هناك هدنة لأعود أتعامل مع الحياة بشكل طبيعي".

من ناحيتها قالت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية إن نحو 70 مسجداً دُمرت بشكل كامل خلال العدوان على غزة، ونحو 200 مسجد تضررت بأضرار جزئية متفاوتة.

وأعلن د.حسن الصيفي وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية أن إجمالي الخسائر الخاصة بوزارة الأوقاف حتى الآن بلغت نحو 35 مليون دولار في حصر أولي غير نهائي، معرباً عن أمله أن تتمكن الوزارة من إعادة بناء وإعمار جميع المساجد المدمرة كلياً وجزئياً، بجهود المؤسسات الخيرية والإنسانية المحلية والدولية، والخيريين من أبناء الأمة الإسلامية.

وأكد الصيفي أن هناك مساع جدية تقوم بها الوزارة وبتواصل مستمر في المرحلة الحالية مع المؤسسات الرسمية والخيرية لإقامة مساجد بديلة مؤقتة.