الأحد: 12/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

"مدى": انتهاكات مروعة من بينها سبعة ضحايا من الصحفيين خلال اب الماضي

نشر بتاريخ: 10/09/2014 ( آخر تحديث: 10/09/2014 الساعة: 14:02 )
رام الله -معا- رصد المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الاعلامية "مدى" ووثق خلال شهر آب 2014 ما مجموعه 58 جريمة وحادثة اعتداء وانتهاك ضد الصحافيين والحريات الاعلامية في دولة فلسطين، ارتكبت قوات الاحتلال الاسرائيلي ما مجموعه 53 منها فيما ارتكبت جهات فلسطينية 5 انتهاكات فقط.

وواصلت قوات الاحتلال الاسرائيلي تصعيد اعتداءاتها الجسيمة ضد الصحافيين والحريات الاعلامية في دولة فلسطين المحتلة، وكان أخطرها وافظعها قتل سبعة صحافيين في قطاع غزة، ما يرفع إجمالي عدد الصحافيين والعاملين في الاعلام الذين قتلوا خلال العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة ما بين الثامن من تموز 2014 ومساء السادس والعشرين من آب 2014 (حين تم الاعلان عن وقف لاطلاق النار بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي) الى 16 بالإضافة لناشطة اعلامية.

وقال موسى الريماوي المدير العام للمركز ان كثافة ارتكاب قوات الاحتلال الاسرائيلي للجرائم والاعتداءات الجسدية الجسيمة ضد الصحافيين والحريات الاعلامية في أرض دولة فلسطين تواصلت خلال شهر آب، وبدت قريبة في اتساعها ووتيرة عنفها ودمويتها لما تم رصده وتوثيقه خلال شهر تموز الذي سبقه، حيث قتلت خلال شهر آب سبعة صحافيين آخرين، الامر الذي يعتبر جريمة وخرقا فاضحا لحقهم في الحياة والسلامة الجسدية.

واضاف الريماوي: "جرائم الاحتلال الاسرائيلي لم تقتصر على قتل المزيد من الصحافيين خلال شهر آب، بل شملت سلسلة من الانتهاكات الجسيمة الهادفة في جوهرها حجب الصورة وإخفاء الحقيقة حيث تم تدمير مقار 8 مؤسسات اعلامية في قطاع غزة (دمرت بالكامل) يعمل فيها عشرات الصحافيين والصحافيات كما تم تدمير منازل أربعة من الصحافيين بصورة تامة فضلا عن اصابة ثمانية صحافيين وارتكاب الاحتلال الاسرائيلي مجموعة اخرى من الانتهاكات ضد الحريات الاعلامية".

واوضح مدير عام مركز "مدى" ان اعتداءات جيش وسلطات الاحتلال الاسرائيلي ضد الحريات الإعلامية لم تقتصر على ما ارتكبه في قطاع غزة، بل تواصلت في الضفة الغربية، حيث ارتكب جيش وسلطات الاحتلال الاسرائيلي ما مجموعه 21 انتهاكا ضد الحريات الاعلامية في الضفة تراوحت بين الاستهداف والاصابات الجسدية برصاص الجنود والاعتقال والمنع من السفر والتهديد والتحقيق والاحتجاز والمنع من التغطية.

واشار الريماوي الى حادثة اعتقال جيش الاحتلال الاسرائيلي الناشط صهيب زاهدة ظهر يوم 28/8 من على حاجز عسكري اثناء توجهه من مدينة الخليل الى رام الله على خلفية نشاطه على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" وبحجة انه يكتب مواد "تحريضية ضد الاسرائيليين" موضحا انها الحالة الاولى التي تقدم فيها سلطات الاحتلال الاسرائيلي بشكل رسمي ومباشر وصريح على اعتقال فلسطيني على خلفية كتاباته على "فيسبوك" ما ينذر بتوجه جديد عند سلطات الاحتلال الاسرائيلي تجاه قمع الحريات الاعلامية وحرية التعبير فوق ارض دولة فلسطين لا سيما وان اكثر من مليون فلسطيني يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي التي تمثل نافذة يعبرون من خلالها عن آرائهم بدرجة عالية من الحرية وبعيدا عن القيود.

وقد توزعت الاعتداءات والانتهاكات الاسرائيلية ضد الحريات الاعلامية خلال شهر آب بين عشرة انواع من الانتهاكات وهي: القتل، تدمير مقرات مؤسسات اعلامية، تدمير منازل صحافيين، الاصابة بالرصاص او القصف، الاعتقال، المنع من السفر، التهديد، المنع من التغطية، والاحتجاز والتحقيق والاعتداء بالضرب.

ومن الهام الاشارة الى ان الجرائم والانتهاكات الاسرائيلية التي تم رصدها ضد الحريات الاعلامية خلال شهر آب 2014 ، كانت في مجملها شديدة الخطورة وان العديد من هذه الاعتداءات كانت مركبة من حيث شمولية حادثة الاعتداء الواحدة تعرض أكثر من صحفي او مؤسسة اعلامية للاعتداء او الانتهاك، او تعرض الصحفي في الحادثة الواحدة لسلسلة من الانتهاكات في وقت واحد، مثل احتجازه واخضاعه للاستجواب، والاعتداء عليه بالضرب، وهو أمر أصبح سمة سائدة في الكثير من الاعتداءات التي ترتكبها قوات الاحتلال الاسرائيلي ضد الصحافيين والمؤسسات الاعلامية.

ويتضح مما سبق ان العدد الاجمالي للصحفيين الشهداء الذين قضوا جراء العدوان الذي شنه جيش الاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة في الثامن من تموز واستمر 51 يوما تخللها اكثر من هدنة (17 صحافيا وعاملا في الاعلام) وهو عدد يساوي عدد الجرحى من الصحافيين الذين تم رصد وتوثيق اصابتهم خلال شهري تموز واب في قطاع غزة وعددهم 17جريحا.

وانعكست درجة العنف البالغة التي لجأ الجيش الاسرائيلي لاستخدامها في عدد مقار المؤسسات الاعلامية ومنازل الصحافيين التي استهدفت ودمرت خلال هذين الشهرين حيث دمر واستهدف خلال شهر تموز مقار 8 مؤسسات اعلامية و 16 منزلا من منازل الصحافيين في القطاع فيما تم خلال شهر آب تدمير واستهداف مقار 12 مؤسسة اعلامية اخرى ومنازل 4 من الصحافيين بشكل كامل بالإضافة الى بيتين بشكل جزئي.

وتظهر نظرة فاحصة لطبيعة وتفاصيل هذه الجرائم لجوء جيش الاحتلال لاستخدام اقصى درجات العنف ضد المدنيين ومن بينهم الصحافيين، حيث لوحظ ان عدد الصحفيين من ضحايا العدوان على قطاع غزة يماثل عدد الجرحى وهذا أمر غير اعتيادي وغير مسبوق في مختلف الحروب والعمليات الحربية الواسعة ان تتساوى حصيلة القتلى اكبر بعدد الجرحى!

لقد اصيب بنيران قوات الاحتلال في الضفة ونتيجة عمليات القصف التي تعرضت لها انحاء قطاع غزة : المصور الفوتوغرافي في وكالة "رويترز" موسى عيسى القواسمي الذي اصيب برصاصة نارية (حي) في ركبته اطلقها عليه احد الجنود اثناء تغطيته تظاهرة في مدينة الخليل وذلك بتاريخ 1/8/2014، والمصور في وكالة "الاناضول" التركية في غزة متين يوكسال كايا الذي اصيب بحروق وجروح طفيفة جراء قصف مدفعي اسرائيلي استهدف مجموعة من الصحافيين بينما كانوا يغطون الاحداث في خانيونس يوم 1/8/2014، والمصور الصحفي في وكالتي "وفا" للانباء و "اسوشيتد برس" حاتم محمود موسى الذي اصيب بجروح بالغة جراء انفجار قذيفة من مخلفات القصف الاسرائيلي على غزة اثناء مشاركته في اعداد تقرير حول القذائف التي اطلقت على القطاع ولم تنفجر وذلك يوم 13/8/2014 وقد اضطر الاطباء لبتر رجله اليمنى من اسفل الركبة يوم 28/8/2014. واصابة مقدم البرامج في راديو "الرابعة" في مدينة الخليل راضي احمد كرامة بعيار مطاطي اسفل ركبته اطلقها نحوه احد الجنود من مسافة قصيرة اثناء تغطيته عملية تدمير الجيش الاسرائيلي لمنزل عائلة القواسمي يوم 18/8/2014، وإصابة المصور في وكالة "وفا" احمد تيم مزهر بعيار مطاطي ادى لكسر اصبعه (البنصر)، واصابة مصور راديو بلدنا محيسن عمارين بعيار مطاطي اسفل بطنه اطلقها نحوهما جنود اسرائيليون بينما كانا (مزهر وعمارين) بالقرب من فندق "ماهر القنواتي" لتغطية مواجهات مع جنود الاحتلال في بيت وذلك يوم 22/8/2014، واصابة المصور الصحفي في فضائية الاقصى بغزة احمد محمد نصر بجروح وكدمات شديدة اثناء تغطيته عملية قصف البرج الايطالي حيث اعاد الجيش قصف البرج مرة ثانية بعد وقت قصير من استهدافه بصاروخ F16، وذلك يوم 26/8/2014، والصحفي الحر علي حسن جاد الله الذي اصيب اثناء تغطيته استهداف وتدمير البرج الايطالي بغزة يوم 26/8/2014، اضافة لاستهداف الصحفي في تلفزيون فلسطين علي دار علي بقنبلة صوت القاها احد جنود الاحتلال الاسرائيلي بصورة متعمدة بينما كان يتحدث امام الكاميرا في قرية سلواد بمحافظة رام الله وذلك يوم 22/8/2014 دون ان يسفر ذلك عن اصابته، كما اعتدت قوات الاحتلال الاسرائيلي على مجموعة من الصحافيين اثناء تغطيتهم احداثا في مدينة الخليل واستهدفتهم بقنابل الصوت بشكل متعمد وذلك يوم 15/8/2014.

ونفذ جنود الاحتلال الاسرائيلي ومستوطنيه مجموعة أخرى من الاعتداءات الجسدية التي استهدفت الصحافيين، وتمحورت حول المنع من التغطية وشملت اعتداءات بالضرب وعمليات احتجاز، حيث اعتدى جنود الاحتلال على المصور في وكالة "رويترز" عبد الرحيم قوصيني، و مصور وكالة الانباء الاوروبية ومراسل راديو 24FM علاء بدارنة ، ومصور وكالة الانباء الفرنسية جعفر اشتية بالضرب اثناء تغطيتهم تظاهرة في نابلس وذلك يوم 8/8/2014، كما اعتدى جنود الاحتلال الاسرائيلي على المصور في وكالة "اسوشيتد برس" اياد حمد، وقيدوا يديه واحتجزوه لمدة اربع ساعات قبل ان ينقلوه لمركز تحقيق "كريات اربع" بمدينة الخليل ويحاولون تلفيق تهمة له، وذلك يوم 15/8/2014، واعتداء مجموعة من المستوطنين على منزل عائلة المصور الصحفي ماهر ابو حية وهو متطوع في مركز حقوق الانسان- بتسيلم، وذلك يوم 16/8/2014 الامر الذي اعقبه وبعد اعتداء المستوطنين قيام جنود الاحتلال الاسرائيلي باحتجاز ابو حية في "بيت رمانة" ومحاولة تلفيق تهمة له لاعتقاله بناء على ادعاءات المستوطنين الذين هاجموا منزله لانه قام بتصوريهم.

تدمير مقرات مؤسسات اعلامية ومنازل لصحافيين

واستهدفت قوات الاحتلال وقصفت ودمرت مقرات لمؤسسات اعلامية ومنازل لصحافيين، شملت تدمير مقر اذاعة "صوت الشعب" التي يعمل فيها ما مجموعه 21 موظفا، وتدمير مقر اذاعة "صوت نساء غزة" التي يعمل فيها ما مجموعه 15 صحافيا/ة ومتطوع، وتدمير مكتب سعود للصحافة وهو مكتب يقدم خدمات اعلامية لعدد من المؤسسات الصحافية ويعمل فيه ثلاثة موظفين، وتدمير مقر " شركة توب فويس للدعاية والاعلان" ومقر شركة "سجايا للانتاج الاعلامي"ومقر شركة مؤسسة "اهالينا للاعلام والانتاج التلفزيوني" ومقر شركة" لاما للانتاج السينمائي" ومقر شركة "ستار كوم للخدمات الاعلامية" وقد استهدفت المؤسسات الثماني سالفة الذكر ودمرت بالكامل يوم 26/8/2014 حين استهدف الجيش الاسرائيلي "برج الباشا" الذي يضم مقرات هذه المؤسسات ودمره بالكامل. علما ان البرج الذي يقع في شارع الثلاثيني بغزة عبارة عن برج سكني يضم العديد من المكاتب ويتألف من 15 طابقا.

كما لحقت اضرار مادية بمكتب وكالة الاناضول التركية جراء قصف جيش الاحتلال الاسرائيلي "برج مشتهى" الذي يقع فيه مقر الوكالة وذلك يوم 3/8/2014، وتم تدمير منزلي الصحافيين مريم عوض الله سلامة يوم 4/82014، والصحافي زكريا التلمس يوم 23/8/2014 حيث دمرا بالكامل، كما لحقت اضرار بمنزل الصحافية حنين ابراهيم محمد عثمان وذلك يوم 1/8/2014 نتيجة قصف منزل مجاور له، كما تضرر منزل المنتج في قناة "الجزيرة" القطرية خالد توفيق لبد يوم 23/8/2014 جراء تدمير بناية الظافر 4 المجاورة للبناية التي يقع فيها منزله ، كما تم تدمير سيارة وتضرر اثنتين لوكالة الانباء الصينية، جراء استهداف وقصف جيش الاحتلال الاسرائيلي مكتبا لاحدى شركات التأمين في "برج مشتهى" بغزة حيث يوجد مقر وكالة الانباء الصينية وذلك يوم 3/8/2014.

منع من السفر
منعت سلطات الاحتلال الاسرائيلي الصحافيين عصام الريماوي المصور في جريدة "الحياة الجديدة" ومراسل وكالة "وفا" الصحفي بلال غيث من السفر واعادتهما من على معبر الكرامة بينما كانا متجهين الى المانيا ضمن جولة اعلامية لوفد من الصحافيين الذين فازوا بجائزة "الصحفي صديق الحكم المحلي" وذلك يوم 10/8/2014.

التهديد

تعرض صاحب ورئيس مجلس إدارة شركة "ترانس ميديا للانتاج الفني" عامر الجعبري وهو من الخليل واحدى مديرات الشركة (وهي من داخل الخط الاخضر فضلت عدم الكشف عن اسمها) يوم 29/82014 للتهديد بالمساس بهما من قبل احد العملاء المرتبطين بمخابرات الاحتلال الاسرائيلي (عبد الحميد الرجوب)، وذلك على خلفية المشاركة في انتاج فيلم حول عملاء اسرائيل لصالح قناة الجزيرة الفضائية التي بثته يوم 29/8/2014 بزعم ان الفيلم قدم العميل المذكور (الرجوب) "بأبشع صورة".

اعتقال وتجديد اعتقال

في حادثة غير مسبوقة اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ظهر يوم 28/8 الناشط على مواقع التواصل الاجتماعي صهيب زاهدة من على حاجز عسكري اثناء توجهه من مدينة الخليل الى رام الله وذلك على خلفية ما يكتبه على صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بحجة انه يكتب مواد "تحريضية ضد الاسرائيليين" وتحديدا بسبب تعليق كان كتبه بخصوص قائد لواء جولاني في جيش الاحتلال الاسرائيلي خلال العدوان الحربي الواسع الذي شنته اسرائيل على قطاع غزة في الثامن من تموز الماضي.

ويعتبر اعتقال زاهدة حالة الاعتقال الاولى التي تنفذها سلطات الاحتلال الاسرائيلي بصورة رسمية وصريحة ومباشرة ضد فلسطيني على خلفية ما يكتبه على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، رغم ان العديد من الصحافيين والمواطنين الفلسطينين الذين تعرضوا للاعتقال او الاحتجاز كان يتم استجوابهم من قبل المحققين الاسرائيليين بخصوص هذا الجانب (كتاباتهم على فيسبوك) في بعض الاحيان.

وجددت سلطات الاحتلال الاسرائيلي يوم 6/8/2014 الاعتقال الاداري لمراسل "قدس برس" في محافظة نابلس محمد انور منى (32عاما) لمدة ستة اشهر أخرى، الذي اعتقلته قوات الاحتلال في 7/8/2013.

استدعاء واستجواب

استدعت المخابرات الاسرائيلية يوم 19/8/2014 ثلاثة صحافيين وهم: مراسل شبكة "راية اف ام" سامر نزال، والمصور في شبكة "راية اف ام" شادي حاتم، والمصور في وكالة "الاناضول" التركية، معاذ مشعل، وتم استجوابهم من قبل الشرطة الاسرائيلية بتهمة انهم شاركوا في عملية تخريب خطوط كهرباء وقعت في قرية عين عريك غرب مدينة رام الله واجبروا على توقيع تعهد بدفع غرامة في حال لم يحضروا لجلسة محاكمة.

الانتهاكات الفلسطينية

ارتكبت جهات فلسطينية اربع انتهاكات ضد الحريات الاعلامية فيما تم توثيق انتهاك يُرجح ان جهات فلسطينية هي المسؤولة عنه أيضا علما ان هذه الانتهاكات الخمسة سجلت جميعها في الضفة الغربية.

وكان أبرز هذه الانتهاكات اقدام مسلحين ملثمين على إطلاق أربع رصاصات نحو أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية الدكتور عبد الستار قاسم، وهو كاتب وشخصية سياسية، معروف بمعارضته وانتقاده لسياسات السلطة الفلسطينية، اثناء مغادرته منزله برفقة زوجته وذلك يوم 5/8/2014.