الإثنين: 14/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

كاتب اسرائيلي: دون حركة حماس لا توجد لعبة سياسية

نشر بتاريخ: 06/08/2007 ( آخر تحديث: 06/08/2007 الساعة: 17:59 )
بيت لحم- معا- قال الكاتب الصحفي داني روبنشتاين في مقال نشرته صحيفة "هآرتس" ان النشاط السياسي المكثف والمتجدد الذي تمر به الحكومة الاسرائيلية والسلطة الفلسطينية بتشجيع امريكي, واللقاءات المتعاقبة والمداولات الجارية حول اعلان اتفاق مبادئ والتخطيط لقمة السلام القادمة وتحقيق بعض التقدم على الارض مثل اتفاق المطلوبين الذي يعجز الطرفان عن اتمامه واستكماله وعودة لجان التنسيق المشترك والدعم الملموس الذي تتلقاه حكومة سلام فياض واستعادة الاجهزة الامنية في الضفة الغربية لقدراتها وما نشرته وسائل الاعلام الفلسطينية حول موافقة اسرائيل على اقامة مدينة فلسطينية جديدة المشروع الذي وصفته بالوطني من الدرجة الاولى شكل الخلفية للجدل الهامشي كما يبدو للوهلة الاولى الذي شهدته الساحة الفلسطينية بعد نشر نبأ موافقة اسرائيل على عودة بضع عشرات من اللاجئين الفلسطينيين الفارين من العراق الى الضفة الغربية.

وأضاف الكاتب المشكلة، كما يوضح بعض الصحفيين الفلسطينيين هي انه مع الحصول على حق المواطنة في الضفة يتوجب على هؤلاء القادمين التنازل عن بطاقات اللاجئين التي يمتلكونها. هذا التنازل هو أشبه بخطوة خيانية من وجهة النظر القومية الفلسطينية لانه يعني تنازلهم عن حق العودة. ليس هناك خلال الستين عاما الأخيرة أية دعوات أو مقالات سياسية فلسطينية لا ترفض بصورة قطعية عملية "التوطين"، أي اعادة توطين اللاجئين خارج المكان الذي خرجوا منه في فلسطين.

ويقول روبنشتاين وهنا انبرى الناطقون بلسان حماس لمهاجمة امكانية تنازل اللاجئين القادمين من العراق عن بطاقة الامم المتحدة والتنازل عن صفة الجوء وانضم اليهم كثيرون من حركة فتح ومن التيارات الفلسطينية الاخرى منددين بالخطوة المذكورة.

وأضاف رغم رمزية المسألة من حيث الجوهر, اوضح الناطقون بلسان حماس خلال الايام الاخيرة وعلى رأسهم المستشار السياسي لاسماعيل هنية، احمد يوسف، بأنهم سيُفشلون كل تحرك فلسطيني يتعارض مع موقفهم.

وتابع روبنشتاين القول "فمثلا الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي اعلن ابو مازن نيته تنظيمها وتقديم موعد عقدها عارضتها حماس ولا يبدو انها ستسمح باجراء مثل هذه الانتخابات على الاقل في غزة واذا وجهت دعوة لمقاطعتها فلن يكون من الممكن اجراؤها في الضفة ايضا اضافة الى امتلاك حماس قوة تدميرية في مواضيع اخرى".

واضاف الكاتب روبنشتاين "هناك اجماع شبه كامل في السياسة الفلسطينية بصدد شروط كل تسوية مهما كانت هي دولة في حدود حزيران 1967مع شرقي القدس كعاصمة لفلسطين وحل معين لمشكلة اللاجئين وان لم يكن هناك اعتراف رسمي بهذه التسوية لكن حماس ايضا مستعدة للموافقة على وقف اطلاق نار دائم وعملية تعاون. حكومة حماس في غزة تبذل كل جهودها الآن للبرهنة على انها قادرة على ادارة القطاع بصورة سليمة على أساس القانون والنظام وفي الاسبوع الماضي دعوا الصحفيين الاجانب لمشاهدة ما يجري في غزة، فعاد اغلبيتهم بانطباع ايجابي".

واختتم مقالته بالقول "لكن ما من شك بأن قدرة حماس على عرقلة سياسة أبو مازن أكبر من قدرتها على الحكم والسيطرة. طالما كان لدى قيادة حماس أمل بالصمود في غزة والتأثير على المستقبل في الضفة ايضا سيكون هناك هدوء نسبي. ولكن عندما يفقدون الأمل ويتضح أن أبو مازن أبعد من أن يحقق الحد الأدنى الذي يطلبه الفلسطينيون فسيُستأنف "الارهاب" والعنف وبكلمات اخرى، قريبا جدا قد يتبين بأن كل التحركات السياسية الحالية ما هي إلا ذر للرماد في العيون. في نهاية المطاف سيتبين ما يقوله الكثيرون في الجمهور الفلسطيني" اذا لم تكن حماس في اللعبة فليست هناك لعبة".