الأربعاء: 01/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

المواطن أشرف الشنطي يتمنى الحصول على الهوية لإنهاء معاناة طفليه المصابين بمرض خطير

نشر بتاريخ: 14/08/2007 ( آخر تحديث: 14/08/2007 الساعة: 14:40 )
غزة- معا "حالة طفليّ صعبة جداً حياتهم تبدو كالجحيم, تسمع أنين أحدهم ليلا وهو لا يستطيع النوم كأنه شخص في الثمانينيات من العمر, لا يستطيعان النوم من شدة الألم".

بهذه الكلمات عبر أشرف الشنطي والد لطفلين يعانيان من مرض "خطير وصعب" يطلق عليه مرض التليف الكيسي وهو مرض جيني وراثي.

محمد ذو العامين ومصطفى البالغ عاماً واحداً, شقيقان خرجا إلى الدنيا وهما يحملان ذلك المرض المؤلم, فهما لم يشعرا بلحظات السعادة والفرح التي يعيشها باقي الأطفال الآخرين.

والد الطفلين أوضح لنا أن طفليه بحاجة إلى رعاية خاصة جدا والى أطباء متخصصين لعلاج ومتابعة مرضهم, وهو ما لا يتوفر في قطاع غزة, موضحا أن الطفلين لا تتم رعايتهما مطلقا الان لعدم توفر الأطباء المتخصصين, وان الطبيبة الوحيدة التي كانت تتابع حالتهما سافرت خارج غزة, مؤكدا أن مركز هداسا عمل تقارير بعد اتصاله بمستشفى النصر بغزة, أكد المركز بعدها انه لا يوجد أطباء متخصصين في غزة لمرض التليف الكيسي.

وقال الشنطي خلال حديثه لـ "معا": "التنسيق الأمني مشكلة تواجهنا, لا احد يقبل التعامل معنا نهائيا", مبينا أنه لا يحمل هو أو زوجته الهوية الفلسطينية التي تمكنهم من الخروج من قطاع غزة.

الشنطي بين أنه خلال الشهر الماضي خرجت زوجته عبر معبر بيت حانون بعد حصولها على التصريح ومعها الطفلين لمتابعة علاجهما في مركز هداسا الطبي داخل القدس الغربية, قائلا" عندما قدمت زوجتي شهادات الأطفال للجيش الإسرائيلي رفضوا التعامل مع الشهادات فهم لا يعترفوا بوجود الطفلين أصلا وقالوا لها هم غير مخلوقين لدينا لعدم وجود أسماء لهم".

وأكد الشنطي أن الطفلين تمكنا من الدخول والعلاج إلى القدس ست مرات قبل ذلك بعد معاناة وتدخل من الصليب الأحمر وجمعية أطباء حقوق الإنسان, موضحا أن الطفلين بحاجة إلى المتابعة بالذهاب كل ثلاثة شهور للمركز ولكن في ظل الأوضاع التي يعيشها وعدم السماح له بالخروج إلا بعد معاناة ووقت طويل يذهب كل 7 شهور مرة واحدة.

وبين الشنطي أن الصليب الأحمر وجمعية أطباء حقوق الإنسان يبذلون كافة جهودهم لمساعدة الطفلين للخروج وتلقي العلاج, مبينا أن جمعية أطباء حقوق الإنسان رفعت قضية من أجل السماح للطفلين بالخروج وشكرهم الشنطي لتعاونهم معه من اجل إنقاذ حياة طفلين صغيرين.

وأضاف الشنطي قائلا" أوجه رسالتي للرئيس أبو مازن لحل مشكلتي وأتمنى أن أحصل على الهوية لحل مشكلة أطفالي لأنهم يتعذبون كثيرا بسبب عدم وجود الهوية ". موضحا انه قام برفع طلب للنيابة العامة الإسرائيلية للسماح لأطفاله بالدخول للعلاج ولكن دون جدوى.

وعبر الشنطي عن قلقله لتراجع حالة طفليه لعدم وجود العلاج لهما, مبينا أنهما لم يأخذا العلاج منذ حوالي شهرين لعدم تمكنه من الحصول عليه من مستودعات الجزيرة بالقدس, مشيرا الى ان كل طفل فيهما يتناول 40 حبة دواء في اليوم ما يبلغ 1200حبة شهريا, مؤكدا أن وزارة الصحة توفر لهم فقط من 400 الى 500 حبة كل شهرين, بالإضافة إلى أدوية أخرى يقوم بشرائها من مستودعات الجزيرة في القدس فهي غير متوفرة في غزة.

وأضاف الشنطي أنه عمل مركز علاج للطفلين داخل المنزل لأنهم يحتاجون لمتابعة ولا يوجد أطباء يتابعون حالتهم فهو يتابعها بنفسه.

الشنطي أكد أن اكتشاف مرض طفله محمد تم متأخراً, وأن مصطفى حالته أصعب من محمد فهو يعاني من تليف بالكبد ومن مرض بالرئة والجهاز الهضمي بالإضافة لمرضه, موضحا انه تم اكتشاف مرض مصطفى بإصرار منه وعمل الفحوصات المستمرة دون اقتناعه بما ابلغه به الأطباء في البداية بعدم وجود المرض.

كما أوضح الشنطي انه لا يوجد سوى مركزين فقط بالشرق الأوسط لعلاج هذا المرض وان مركز هداسا توصل إلى علاج يوقف إفراز البلغم الذي يسبب وجود جراثيم على الرئة وانه يوجد في قطاع غزة 79 حالة تعاني منه دون وجود علاج أو رعاية لهم.

يذكر أن الشنطي لديه أربع أطفال, طفلتان سليمتان من المرض وطفلان يعانيان منه, بالإضافة إلى خامس توفي بنفس المرض بعد ولادته بـ 72 يوما بعد إجراء عملية جراحية له لعدم تمكن الأطباء من اكتشاف مرضه.