الأحد: 29/06/2025 بتوقيت القدس الشريف

الأكبر من نوعه في فلسطين.. مشروع لتطوير سوق بيت لحم

نشر بتاريخ: 15/11/2014 ( آخر تحديث: 15/11/2014 الساعة: 16:13 )
بيت لحم – خاص معا - تحاول بلدية بيت لحم منذ مدة ليست بالقصيرة أن تستقدم الدعم لتطوير وتحديث سوق بيت لحم القديم وما حوله، وفعلاً استطاعت أن تحصل على دعم لمشروع كامل في السوق يصل قرابة الـمليوني دولار، ولكن لماذا لم يبدأ المشروع الى الآن؟ مع أن رئيسة البلدية فيرا بابون أكدت مراراً على أن المشروع الذي سينفذ في السوق، هو الأكبر من نوعه على مستوى الوطن ضمن المشاريع التنموية بعد أن وافقت الـUSAID من خلال"الأنيرا" على رفع ميزانية المشروع.

وقبل أن نسأل بابون عن تفاصيل المشروع، تجولت " معا " برفقتها ومحافظ بيت لحم اللواء جبريل البكري في سوق بيت لحم، وأطلعنا من خلاله على بعض التحضيرات التي تعدها البلدية لصالح البدء بالعمل على تطوير السوق، مثل تجهيز ساحة مع مظلة لأصحاب البسطات، ليكون تجمعاً موحداً لهم خلال أشهر العمل، كذلك ما طرحته البلدية من اعفاء شامل لمدة عام، من الترخيص والنفايات، وهو ما سيكلف البلدية أكثر من 350 الف شيقل.

واكد اللواء البكري أثناء الجولة أنه دعم المشروع بشكل كامل وسيدعمه ويوفر له كل ما يلزم من أجل أن ينفذ، لما له من أهمية ستجعل من السوق منطقة سياحية، يكون المستفيد الأول منها هم التجار، مضيفا بأن السوق بالنسبة لبيت لحم هو عصب الحياة فيها، وهو يعكس تاريخ بيت لحم التراثي الممتد منذ سنوات طويلة، وبالتالي علينا ان نحافظ عليه أولاً لتجّاره، وثانياً للمواطنين الذين اعتادوا الشراء منه. |303582|

ونوّه المحافظ الى امكانية ان يتأثر التجار خلال مدة التطوير قليلاً، لكنه أكد أيضاً بأن الفائدة ستعود عليهم على المستوى البعيد بشكل أكبر عندما يصبح السوق مزاراً للسائحين.

هذا السوق الذي يتميز ببسطاته ومحاله التجارية الصغيرة المتراصة ببعضها، والذي لم يخنه زواره بالإستغناء عن مشترياته أبداً، عند زيارتك له هذه الأيام ربما ستصل لمرحلة من الحزن على هذا الإرث التاريخي، فبين مكب لنفايات السوق على جانب طريق ضيّق هناك لن تمر من جانبه دون أن تغلق أنفك، ناهيك عن الضيق الكبير للبسطات المتراصة في داخله. |303583|

بدورها قالت بابون لـ معا أن سوق بيت لحم يعاني من ضعف كبير في البنية التحتية، وضعف في الخدمات التي تسهل على التاجر والمستهلك، مثل وجود مظلات متينة تحمي التجار والمتسوقين من حر الصيف و أمطار الشتاء، بالإضافة الى غياب أنظمة ملائمة لصرف مياه الأمطار في فصل الشتاء وسوء حال الوحدات الصحية العامة، و أكثر مشاكله تكمن في تجمع أكوام النفايات وعدم انتظام حركة السير عند مداخله.

واضافت ان أن المشروع سيطور البنية التحتية بشكل كبير، بإضافة عبّارات المياه، والمظلات والإضاءة، التي تعبر عن أصالة بيت لحم وتاريخها، و ترميم للمحال التجارية و تزويدها بالخدمات العامة، وانشاء الحمامات في مناطق البسطات.

اربع مراحل لتطوير السوق

واكدت رئيسة البلدية ان هناك اربعة مراحل لتطوير واخلاء السوق وانه يجري الان العمل في المرحلة التي ستستمر لمدة خمسة شهور، والتي تتضمن اخلاء السوق "التحتاني" والذي يضم سوق "الرابش" واللبن والخضار، مؤكدة انه لن يتم اخلاء السوق بالكامل وانما على مراحل.

واضافت بابون انه جرى توزيع مغلفات على التجار تضمن لكل واحد فيهم حقه في مكان بسطته، مؤكدة ان الاخلاء سيبدأ الاسبوع المقبل، شاكرة التجار على حسن تعاونهم مع البلدية .

بيت لحم واليونسكو

قالت بابون بأن أهمية تنفيذ المشروع تكمن لقرب السوق من منطقة اليونسكو، أي التي أعلنتها منظمة التراث العالمي، كإرث حضاري، ولتستطيع بيت لحم استقطاب السائحين لهذه المنطقة، لا بد من تحديث وتطوير الأسواق، لتستطيع استقبال أعداد كبيرة منهم، و لتوفير الخدمات التي تعكس حضارية بيت لحم. |303586

المشروع الأكبر من نوعه في فلسطين

وقالت رئيسة البلدية فيرا بابون، أن مشروع تحديث سوق بيت لحم هو الأكبر من نوعه في فلسطين، ضمن المشاريع التنموية والممولة حالياً، لما سيلحقه من مشاريع أخرى في حارات وشوارع بيت لحم، مثل "حوش أبو جارور" الذي سيصبح مدرسة للأيقونات، شارع العمل و غيره من الأماكن التي سيتم العمل على تطويرها .

واضافت بابون أن قيمة المشروع وصلت الى 2 مليون دولار، بعد أن الـUSAID من خلال"الأنيرا" على رفع ميزانية المشروع لبناء طابق خاص في إحدى بنايات السوق للمزارعات، مزود بالحمامات وكافة التجهيزات، و سيكون على مستوى الشارع، أي من السهل على الناس الوصول اليه. |303585|

تقنية جديدة لإزالة النفايات

ووصفت بابون تراكم النفايات في السوق بالآفة البيئية، التي لا يتحمل المرء أن يقف في منطقتها لدقائق، بسبب الروائح الكريهة، وسيارات النفايات التي تعمل طوال اليوم على ضغط النفايات و أخذها، ولهذا استطاعت البلدية كما تقول أن توفر الة جديدة لأول مرة ستدخل فلسطين، "لضغط النفايات على المكان" و وفرت أيضاً شاحنات لنقل " النفايات المضغوطة" و بالتالي لن يكون هناك أية روائح ولا أي مناظر غير طبيعية و غير مريحة للتجار و الزبائن.

ضرورة الإخلاء

وتُرجع بابون سبب التأخر في بدء المشروع، أن "الأنيرا" و هي الجهة المنفذة له، لا تعمل الا في ظروف سلامة عامة للجميع و بالتالي طلبت قبل البدء بالعمل أن يكون هناك إخلاء للسوق، وهذا ما نعمل عليه، إذ أننا بعد أن نكون قد أتفقنا أن نبدأ في يوم معين، نتفاجئ بأن بعض التجار قد غيروا رأيهم، على الرغم من أن البلدية وفرت أماكن أخرى للبسطات، و أستأجرت محلات لنقل "البقالات" عليها، ولكن لليوم لم نرى اجماعاً من التجار جميعاً، و نحن نخشى أن نتجاوز المدة المحددة لبدء المشروع، وبالتالي يتحول عن بيت لحم، و نكون قد خسرنا جميعاً. |303584|

وطالبت بابون أخيراً بأن تكون هناك وقفة جادة من التجار وأن يَعوا أن هذا المشروع يمثل المستقبل للسوق ولبيت لحم، وهو مقدمة لعدة مشاريع تتوقف عليه منها تطوير "السوق المركزي" بالقرب من مخيم الدهيشة، والذي تقدمت له مؤسسة إيطالية بالدعم لتطويره بشكل كامل أيضاً، ولكن إن لم يتم مشروع السوق القديم، سنخسر الأثنين مضيفة، أن كرامة الإنسان عنوان، و استدامة السوق عنوان والتطور الإقتصادي لبيت لحم عنوان أيضاً، لهذا يجب أن يعمل الجميع على إنجاح المشروع.