الخميس: 22/05/2025 بتوقيت القدس الشريف

شباب يتناظرون في السياسية ويبحثون أسباب تأخر إعادة الإعمار

نشر بتاريخ: 17/11/2014 ( آخر تحديث: 17/11/2014 الساعة: 23:46 )
غزة- معا - تحت عنوان "أطلقوا الأفكار ولا تطلقوا الرصاص"، وبالحجة والبرهان، وبالدليل وتفنيده تناظر شبان من مدينة غزة؛ حول مقولة مفادها "هذا المجلس يرى أن الانقسام هو السبب في تأخير إعادة الإعمار"، وذلك ضمن مشروع "مناظرات فلسطين"؛ الذي تنفذه مؤسسة فلسطينيات مع 4 جامعات بقطاع غزة ، وثمان جامعات بالضفة الغربية وعرب الداخل ، والممول من مؤسسة أولف بالما الألمانية.

المناظرة التي عقدت في فندق الكومودور بمدينة غزة، بحضور لفيف من نشطاء المجتمع المحلي والمؤسسات الشبابية، ضمت فريقين مكونين من طلبة جامعات قطاع غزة الأربع "الجامعة الإسلامية-جامعة الأزهر-جامعة بولتكنيك فلسطين- جامعة الأقصى"، حيث تم اختيار 6 مشاركين وتقسيمهم إلى فريقين خليط من الجامعات الأربع، بحيث كان أحدهما مؤيداً للمقولة وفقاً لدوره والثاني معارضاً.

قبيل بدء المناظرة تحدثت مديرة مؤسسة فلسطينيات وفاء عبد الرحمن، وأكدت أن مشروع مناظرات فلسطين، تنفيذه المؤسسة مع أربع جامعات بقطاع غزة وثمان جامعات بالضفة، وجامعات داخل الأراضي المحتلة عام 1948، بهدف أن يمتلك الشباب أدوات جديدة للحوار في وقت غابت فيه لغة الحوار.

وحثّت عبد الرحمن الشباب إلى الابتعاد عن المسلمات والسفسطة، داعية القيادات السياسية إلى حضور مثل هذه المناظرات ليشاهدوا لغة حوار جديدة، بعيدة عن تسخيف الآخر.

ووجهت عبد الرحمن كلمة لرأس المال الفلسطيني الوطني، بضرورة تبني أفكار الشباب وحملها، كي يتمكنوا من التغيير فهؤلاء هم عماد المستقبل.
|304015|
ونوهت إلى أن الفريقين في هذه المناظرة هم خليط من الجامعات الأربع، وأن هذه المناظرة هي مقدمة لدوري مناظرات فلسطين الذي أطلقته مؤسسة فلسطينيات في العام الماضي بين فرق الجامعات الأربع.

على الفور انقسم الشبان إلى فريقين، فريق الموالاة المؤيد للمقولة طرح حجته في 6 دقائق بأن الانقسام فقط هو سبب عدم عادة الإعمار، فالمجتمع الدولي اشترط أن تعمل حكومة الوفاق الوطني، في حين ما يجري على الأرض عكس ذلك، لكن الفريق المعارض رد بأن الانقسام فعلياً غير موجود وأن الاحتلال وخطة سيري هما سبب عدم إعادة الإعمار.

واصل المتناظرون طرح الأدلة والتفنيد، وفقاً للأسس العلمية لمناظرات طريقة كارل بوبر، حتى نهاية المناظرة التي أعلنت لجنة التحكيم فيها فوز فريق المعارضة بفارق بسيط.

لجنة التحكيم التي تكونت من د.عماد محسن إعلامي وباحث، وأ.اكرم عطا الله كاتب ومحلل سياسي، وأ.هداية شمعون باحثة، أعربوا عن سعادتهم بمواصلة المناظرات، وإن أبدى كل منهم بعض الملاحظات على أداء الطلبة.

حيث قالت عضو لجنة التحكيم الباحثة هداية شمعون؛ أنه بغض النظر عن الفريق الفائز، فإن استكمال المناظرات كان خطوة مهمة، لإتاحة مساحة للحوار فهي أداة من أدوات التغيير الإيجابي الذي نطمح إليه كرؤية مستقبلية.

وأضافت أن هذا الجهد مطلوب من كافة المؤسسات فهو يشكل رافعة نوعية خاصة وأن الشباب المتناظرين أصبح تركيزهم الأكبر على الحجج والتفنيد، وواضح أن لديهم إستراتيجية في النقاش وطرح الأفكار، من خلال قدرتهم على الحوار، وهذا ما نفتقده في مجتمعنا الذي طغت عليه أحيانا لغة العاطفة.

بدورها قالت المتناظرة هبة العبادلة عضو فريق الموالاة، أن هذه المناظرة جاءت مختلفة عن العام الماضي بظروفها، حيث أنها تأتي بعد العدوان الإسرائيلي وفي ظل هذا الواقع المرير، أثبتنا كشبان أننا نستطيع الاستمرار والمواصلة.

وتابعت بأن تجربة أن نكون خليطاً من الجامعات جديدة، لكنها علّمت الفريق كيف يكون منسجماً ويسعى للتفاهم مهما كانت الظروف، مؤكدة بأن هذا الأمر سيفيدهم في حياتهم المستقبلية.

بدوره قال الشاب إبراهيم مقبل أحد أعضاء فريق المعارضة الفائز:"الحقيقة حمّالة أوجه، فليس شرطاً أن أكون أحمل في قناعتي الشخصية ذات الفكرة التي دافعت عنها أثناء المناظرة، لكن من هنا نتعلم كيف نضع نفسنا مكان الآخر كي نحترم وجهة نظره".

وأكد مقبل أن هذه النقطة إيجابية جداً وتفيد في فهم لغة الحوار مع الآخر، ففكرة المناظرات من وجهة نظره يجب أن تعمم كي يحمل الشباب الفلسطيني ذات النفس في لغة الحوار المنطقي المبني على الادلة والمعلومات.

وتابع:"في مناظرتنا كان لدينا استراتيجية واضحة دققنا في المصادر والتوثيق وكانت لدينا قوة في الطرح لهذا تمكننا من الفوز".