الأحد: 05/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

يديعوت: انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات بين صفوف الجيش الاسرائيلي بينهم وحدات غولاني وغفعاتي

نشر بتاريخ: 17/08/2007 ( آخر تحديث: 17/08/2007 الساعة: 19:19 )
بيت لحم - معا - يعاني الجيش الاسرائيلي من انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات خاصة بين جنود الوحدات المقاتلة بغض النظر عن موقع تمركزها، حيث اصبح من المعروف في اوساط الجيش بان افراد هذه الوحدات يتعاطون المخدرات قبيل خروجهم لتنفيذ عمليات عسكرية في قطاع غزة او خلال الحرب على لبنان، حيث تعاطي جنود احتياط المخدرات اثناء انتظارهم قوات الاخلاء التي من المفترض ان تصلهم لاخلاء بعض المصابيين وصولا الى عمليات اعتقال المطلوبيين او داخل المواقع المنتشرة حول قطاع غزة ما جعل الامر يتعدى الحالات الفردية ليتحول الى ظاهرة تكاد تكون عامة.

ونشرت صحيفة "يديعوت احرونوت" تحقيقا مطولا حول القضية اتهمت فيه القادة بالتغاضي عن تعاطي جنودهم للمخدرات، فيما وقفت الشرطة العسكرية عاجزة عن فعل اي شيء تقريبا حول تعاطي المخدرات داخل الوحدات القتالية، قائلة انها ظاهرة بما للكلمة من معنى .

وساقت "يديعوت احرونوت" قصة جنود لواء غولاني المرابطيين في احد المواقع الاكثر حساسية بالقرب من الجدار الالكتروني المحيط بقطاع غزة لدلالة على مدى تفشي ظاهرة المخدرات بين الجنود .

واضافت الصحيفة ان قائد الوحدة العسكرية في الموقع المذكور استدعى الجنود للطابور الصباحي، فاعتقد الجنود بان الامر يتعلق بعملية جديدة او بتلخيص تحقيق اجراه الجيش تناول عملية سابقة، لكنهم حين اصطفوا وشاهدوا رجال الشرطة العسكرية ادركوا بان وقت الحقيقة قد حان، فهرب الكثير منهم باتجاه العيادة الطبية خشية تفتيشهم، فيما احضر بعضهم عينات من بول اصدقاء لهم لا يتعاطون المخدرات لفحصها بدلا من عيناتهم الملوثه .

وقال احد الجنود للصحيفة " في البداية شعرنا بصدمة لرؤية جنود الشرطة العسكرية وكل من استخدم المخدرات لاذ بالفرار واغلق البعض على نفسه الغرف والبعض فر باتجاه العيادة واخرين احضروا عينات بول من اصدقائهم لفحصها، وكأنها تعود لهم وحتى ان بعضهم كان يواظب على تجهيز عينات بول للفحص المفاجئ ويخفيها خارج الغرفة لوقت الحاجة حتى تحافظ على حرارتها ".

واضاف الجندي في معرض رده على سؤال حول دور القادة في الحادثة المذكور، بانهم حاولوا بداية الامر مطاردة الجنود ولكن الضباط ادركوا في النهاية بانهم اذا امسكوا بنا واجبرونا على اجراء الفحص فان اكثر من ثلث الوحدة سيضبط بالجرم المشهود، ما سؤدي الى حل الوحدة ولا احد من الضباط يرغب بذلك ولان قائد الوحدة ادرك بانه اذا امسك بالجميع فلن يبقى لديه من يقوده لذلك تراجع الضباط عن المطاردة .

وفي نهاية التفتيش المفاجئ، نجحت الشرطة العسكرية باعتقال جندي واحد فقط من بين افراد الوحدة التي قدر احد جنودها نسبة المتعاطين داخلها بـ 30% على الاقل غالبيتهم ادمن المخدرات قبل دخوله الجيش .

واضاف الجندي واصفا الحالة التي وصل اليها جنود الوحدة " معظم الجنود تعاطوا المخدرات في الحياة المدنية اي قبل انضمامهم للجيش، واستمروا بذلك اثناء الخدمة، ونحن نتعاطى المخدرات دون توقف خلال فترة التدريب، وبنسبة اقل على خط المواجهه، ونحاول ان لا نتعاطاها اثناء تنفيذ العمليات، ولا نتعاطها خلال الدوريات او الكمائن ولكن يتعاطى الجميع تقريبا اثناء الخدمة على برج الحراسة وبعضهم قبيل خروجهم لنصب كمين ما ".

وفي دلالة على تساهل القادة مع الجنود في هذا الشأن، قال الجندي بان الضابط المسؤول عنه جمع افراد الوحدة وقال لهم بانه يعرف انهم يتعاطون المخدرات وطلب منهم ان يتعاملوا مع طبيبا وان لا يتعاطوا المخدرات داخل القاعدة على الاقل .

وبعد عملية الشرطة العسكرية في المنطقة الجنوبية باربعة ايام، توجه رجال الشرطة الى الجبهة الشمالية والى موقع " الحرمون " بالتحديد الذي يعتبر اهم نقطة استراتيجية في منطقة جبل الشيخ ليكتشفوا تفشي ظاهرة تعاطي المخدرات هناك بشكل كبير بما في ذلك تعاطي الجنود للمخدرات خلال العمليات الميدانية الحساسة .

واكتشف رجال الشرطة العسكرية بقايا المخدرات في دماء معظم جنود وحدة الاستطلاع التابعة للواء الناحل، الامر الذي اربك الدولة والمجتمع حين كشفت عنه يديعوت احرونوت .

واختتمت الصحيفة التحقيق بالقول بان تساهل الضباط والقادة في التعامل مع هذه الظاهرة، وباء تجاوز الفرق الموسيقية العسكرية او مقر وزارة الدفاع ليصل الى جنود الغولاني في قطاع غزة وغفعاتي الذي سيطر جنوده على منزل فلسطيني وقضوا وقتهم بتناول المخدرات وصولا الى المظليين الذين انهار احد جنودهم قبيل الخروج لعملية ميدانية بقليل وانتهاء بالحرب الاخيرة على لبنان التي شهدت الكثير من هذه الحوادث .