السبت: 25/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

إذا فشلت إسرائيل في مواجهة غزة "الضعيفة " ماذا ستفعل مقابل حزب الله ؟

نشر بتاريخ: 30/11/2014 ( آخر تحديث: 30/11/2014 الساعة: 10:45 )
بيت لحم- معا- أدارت إسرائيل على مدى شهرين تقريبا جهدا حربيا قتاليا هائلا ضد قطاع غزة ووجهت ضربات شديدة لحركة حماس لكنها لم تنجح في تغيير الواقع والوضع في غزة وبعد انجلاء غبار المعركة حان وقت السؤال: هل لا يوجد لنا رد وجواب على اضعف اللاعبين في المنطقة؟ ماذا سيحدث حين نضطر إلى مواجهة أعداء أكثر قوة.

بهذه المقدمة التي قد تشير كثيرا بفحوى المضمون استهل "ارئيل كاهنا" المحرر والمحلل السياسي لأسبوعية "مكور ريشون" لتحقيقه المنشور السبت تحت عنوان "بعد 100 يوم من الحرب: الفشل".

"تماما مثل ملاكم مستلقي فوق جسد خصمه المصنف ضمن وزن الذبابة انتصرت إسرائيل على حماس فلم يكن السبب مكرا عسكريا او قراءة صحيحة لخارطة المعركة بل بكل بساطة انه الوزن الزائد هو من هزم حماس واجبرها على الاستسلام حيث اسقط سلاح الجو أمطار وعواصف من القذائف أجبرت خالد مشعل الذي اظهر صمودا غير متوقع على رفع العلم الأبيض سامحا لإسرائيل بتحقيق " انتصار" غاية في الصعوبة ". أضاف المحلل الإسرائيلي.
|305638|

"هل كان نصرا؟ نعم ، لقد كان ،أجبرنا حماس على قبول اتفاق وقف إطلاق النار وفقا لشروطنا" قال وهو على حق رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الجيش يعلون لكن هل هذا النصر كاف؟ هل يضمن هذا النصر معرفة وخبرة تتعلق بكيفية هزيمة العدو في الجولة القادمة ؟ هل يمكن لإسرائيل أن تنام بهدوء؟ الجواب بكل تأكيد وبشكل قاطع "لا" كبيرة فعلى شعب إسرائيل أن يشعر بالقلق لان أخطاء أشعلت مصابيح صغيرة وقعت خلال الحرب الأخيرة على حماس تبشر وتشير الى ما يمكن أن يحدث لنا خلال مواجهة الامتحانات الكبرى.

بعد 100 يوم من حرب الخمسين يوما وبعد أن اتضح اغلب المعلومات والخبرات المتعلقة بالحرب سواء ما كان منها وراء الكواليس أو أمامها يمكننا القول بان عملية "الجرف الصامد" انتهت بالنصر لكنه تحقق بصعوبة كبيرة وتقريبا تحقق بالحظ في ضوء وجود أخطاء جوهرية في فهم صورة الوضع وبسبب سياسة الرد والانجرار وراء الفعل.

كانت نسبيا حربا سهلة مقابل عدو "بدائي" لكن إسرائيل احتاجت إلى سبعة أسابيع لإجباره على الاستسلام وحسم المعركة والأخطر من ذلك انتهت المعركة دون وجود ضمانة مستقبلية, صحيح أن الأمن قد عاد للمنطقة الجنوبية لكن حماس يمكنها بعد شهر مثلا استئناف القصف المتقطع "تنقيط الصواريخ" على الجنوب دون أن يكون لدى إسرائيل جوابا أو ردا شافيا.
|305637|

تريد القيادة السياسية والعسكرية العليا في إسرائيل من الإسرائيليين الاكتفاء بالخطوط العريضة وعدم النبش فيما سبق لكن عملية "الجرف الصامد" تشبه امتحان الرياضيات حيث توصل الطالب للحل الصحيح لكن بالطريقة الخطأ ومن المعلوم بان هذه الحيلة لن تنجح في الامتحانات القادمة.

اين العقل:
حاربت إسرائيل في غزة كما فعلت الولايات المتحدة في فيتنام واستخدمت القوة ومزيدا منها لكن اين العقل؟ والحديث هنا لا يتعلق بالحرب والقتال في الميدان او الاستخبارات التي عرف كل شيء تقريبا الإدارة التكتيكية و "الجراحية" للحرب كانت وفقا للمقاتلين والقادة جيدة بل العجب والدهشة يتعلق ويدور حول العمليات المتناثرة والمبعثرة فدون أي شكل نفذت حماس عمليات مفاجئة وسارت إسرائيل القوى العظمى الإقليمية وصاحبة الاسم "اللامع" في العالم في مسارات متوقعة وقامت بخطوات مبتذلة وتافهة مع الكثير من رد الفعل والتحجر في التفكير وحتى عملية الأنفاق جاءت رد فعل على خطوات حماس وليس كمبادرة ذاتية وبهذا الوضع رسم صورة الإدارة العامة للحرب.

حماس كانت صاحب مبادرة ويقوم بالعمليات المبادرة فيما تكتفي إسرائيل بالدفاع وتحصين نفسها دون القيام بأي عملية ذكية أو ضربة مفاجئة أو عملية تستحق الثناء واكتفت فقط باسقاط مزيدا من القذائف عبر الجو دون أي دهاء او مكر عسكري.

|305636|

وغياب الذكاء والمكر والدهاء العسكري هو الجانب المخيف من بين جوانب إدارة الجيش للحرب لان "الوزن الثقيل" نجح هذه المرة في تحقيق النصر لكن من يضمن لنا بان هذا الوزن سيكفي في الحرب القادمة فعلى سبيل المثال حزب الله عدو ذكري وماهر وصاحب مكر عسكري وعدو أكثر تصميم ولبنان خلافا لغزة لا يمكن تغطية مساحتها بالقذائف والقصف الجوي إذا لم يكن لدينا رد مناسب مقابل عدو "ضعيف" بل اللاعب الأضعف في المنطقة "غزة" ماذا سيكون حالنا امام الاعداء الكبار او الاكبر من العدو الذي وجهناه ؟ فعلى من يكفي بهذا الوضع مكتفيا بالقول " انتصرنا انتصرنا" ومن يغمض عينيه عن حقيقة غياب الردود والاجوبة والحلول فانه سيجر على نفسه الكارثة لان هذه الطريقة الخرقاء لن تكون كافية في الامتحانات المعقدة.

إخفاق الإنفاق:
مرت عشرة أيام طويلة منذ بداية عملية "الجرف الصامد" حتى خرج الجيش لتنفيذ عملية برية تهدف إلى تدمير الأنفاق لماذا؟ فقط بسبب للتفكير المتحجر ونمط الرد ونظرية جولات القتال حيث كانت قيادة الجيش والمستوى السياسي على قناعة بان ما يجري مجرد جولة قتال أخرى هكذا اقتنع نتنياهو ويعلون وغنتس و بنوا الآمال وبالتالي تصرفوا على أساس "الجولة" وان هذه الجولة ستنتهي بسرعة وكان واضحا لهم بان عملية برية عموما وعملية برية ضد الأنفاق خصوصا ستطيل من امد "الجولة" وتبعد موعد النهاية الذي أملوا به وتمنوه.
|305635|
والسبب الثاني عجز الجيش والشاباك ونتنياهو ووزير الجيش ونائبه والإعلام الإسرائيلي عن فهم وادراك مغزى وأهمية الأنفاق والجميع أجابوا عن التقارير والحقائق بقولهم " كل شي سيكون على ما يرام " وكذلك الشاباك لن يستطيع تنظيف نفسه من هذه التهمة أيضا.

ادعى " يعلون" الذي كان من المفروض ان يكون أول الصائحين والمحذرين من خطر الأنفاق بأنه يحتاج الى 48 ساعة فقط لتدمير الجزء الأكبر من الأنفاق وكانت هذه مقولة تعيسة لان الأيام والساعات تحولت في الواقع إلى أسابيع.

وبنفس الروحية ادعى نائب رئيس الأركان "غادي ايزينكوت " خلال اجتماع في 27/ 7/ مع أعضاء لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست بان الجيش بحاجة إلى 72 ساعة أخرى لإنهاء مهمة تدمير الأنفاق وفي الواقع احتاج الجيش الى عشرة ايام لتحييد خطر الانفاق مع عدم وجود أي ضمانة بان هذا ما حدث بشكل كامل.

|305640|