الإثنين: 20/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

2014: اعتقال 2250 مقدسيا وسقوط 10 شهداء وتصعيد غير مسبوق بالأقصى

نشر بتاريخ: 05/01/2015 ( آخر تحديث: 05/01/2015 الساعة: 16:30 )
القدس- معا - أصدر مركز معلومات وادي حلوة- سلوان تقريره السنوي لعام 2014، والذي رصد خلاله الانتهاكات الإسرائيلية في مدينة القدس.

وقال المركز في تقريره السنوي ان مدينة القدس- والذي حصلت وكالة معا على نسخة منه- شهدت عدة أحداث كبيرة خاصة" في النصف الثاني" منها لم تشهدها من قبل، وتوالى التصعيد في عدة مجالات منها المسجد الأقصى والعمليات النوعية ضد إسرائيليين، عدى عن عمليات الاعتقال الكبيرة وهدم المنازل والتوسع الاستيطاني، وردا على التصعيد الإسرائيلي الغير مسبوق في المدينة وعلى اعتداءات المستوطنين فقد شهدت كافة قرى وبلدات وأحياء مدينة القدس منذ شهر تموز وحتى نهاية العام مواجهات شبه يومية.

وابرز الانتهاكات التي ركز عليها تقرير مركز المعلومات هي الانتهاكات بحق المسجد الأقصى المبارك، الشهداء في مدينة القدس، الاعتقالات، اعتداءات المستوطنين، الاستيطان، عمليات الهدم، وحملة "العقاب الجماعي"، الابعادات عن القدس، وانتهاك حق التعليم، وقمع الفعاليات المختلفة في القدس.

ونفذ المستوطنون خلال العام الماضي جريمة "اختطاف وقتل وحرق" الطفل محمد أبو خضير في شهر تموز 2014، وقتلوا المواطن يوسف الرموني شنقا أثناء عمله بالقدس الغربية في شهر تشرين ثاني، وهم ضمن عشرة شهداء سقطوا بنيران القوات الاسرائيلية.

واقتحم المسجد الأقصى خلال عام 2014 أكثر من 12 ألف متطرف اسرائيلي، ومنعت فيه صلاة الجمعة "17 مرة" كما اقتحمته قوات الاحتلال المدججة بالسلاح "17" مرة، فيما اعتقلت قوات الاحتلال أكثر من 2200 فلسطيني من القدس، كما هدمت سلطات الاحتلال 100 منشأة وشردت 250 مواطنا من منزله.

المسجد الأقصى

وفيما يخص المسجد الأقصى فقد شهد تصعيدا إسرائيليا غير مسبوق باعتداءات من قبل جهات حكومية وشرطية وقيادات يمينية متطرفة، حيث عقدوا على مدار عام 2014 جلسات خاصة وعامة لبحث "فرض السيادة الإسرائيلية الكاملة على المسجد الأقصى" وسحب الوصاية الأردنية منه، وتخصيص أماكن خاصة لصلاة اليهود وتخصيص أيام معينة خاصة في الأعياد، تماما كما يحصل في الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل، وطالب مسؤولون طوال عام 2014 بالسماح لليهود المتدينين وغير المتدينين أن "يدخلوا " المسجد الأقصى ويمارسوا فيه "حرية العبادة".

وتحولت الأعياد اليهودية المختلفة الى "موسم" لإغلاق معظم أبواب المسجد الأقصى المبارك، والتحكم بدخول وخروج المصلين منه، وفرض قيود وتحديد أعمار، وفرصة "لاقتحامه والاعتداء على المصلين الآمنين".

واقتحم الأقصى خلال العام الماضي وزراء في حكومة اليمين المتطرفة عدة مرات ومن بينهم وزير الإسكان "أوري أريئيل"، ووزير الأمن "اسحق اهرونوفتش"، ونائب رئيس الكنيست الإسرائيلي "موشيه فيجلن"، ونائب وزير المواصلات "تسيبي حوطبلي"، والحاخام المتطرف "يهودا غليك"، ورئيس بلدية الاحتلال "نير بركات"، وغيرهم من المسئولين والحاخامات المتطرفين.

وبلغ عدد المقتحمين للمسجد الأقصى المبارك خلال عام 2014 حوالي (12892 متطرفا)، وأكثر الأشهر التي شهدت الاقتحامات هي شهر حزيران "1817" متطرفاً خلال ما يسمى "عيد نزول التوارة"، وشهر تشرين أول "1355 متطرفا" عيد العرش"، وشهر نيسان "1300 متطرفا" خلال ما يسمى "عيد الفصح"، وشهر آذار "1250 متطرفا" بمناسبة ما يسمى "عيد المساخر".

وتتم الاقتحامات كل ايام الاسبوع (ما عدا الجمعة والسبت) من باب المغاربة الذي استولت سلطات الاحتلال على مفاتيحه عقب احتلال شرقي القدس وتشرف على هذا البرنامج، في حين ترفضه دائرة الاوقاف الاسلامية، ويتصدى له المصلون في المسجد الاقصى بالتكبير والتواجد اليومي فيه.

ولعل أخطر الأيام التي مرت على المسجد الأقصى المبارك هو تاريخ 30-10-2014، حيث تم إغلاقه بصورة شبه تامة، ومنعت سلطات الاحتلال دخول المصلين لأداء الصلوات الخمس، والتي تمكن من أداها إعداد قليلة وهم من موظفي الأوقاف الإسلامية، في حين أدى في هذا التاريخ صلاة الفجر 8 مصلين فقط، ولم يسمح يومها للمؤذن والامام الدخول اليه، وقام أحد الموظفين برفع الآذان.

أما بتاريخ الخامس من شهر تشرين ثاني 2014 فقد اقتحمت القوات الإسرائيلية بأسلحتها المختلفة "المسجد القبلي" وهي المرة الأولى التي يتم فيها اقتحام أحد المساجد (حيث تدور بالعادة المواجهات في الساحات) وداست القوات بنعالها سجاد المسجد القبلي وانتشرت فيه ووصلت إلى منبر صلاح الدين الأيوبي، وألقت القنابل والأعيرة المطاطية المختلفة باتجاه المتواجدين، وعلى أثرها استدعت الأردن سفيرها من إسرائيل.

كما تعمدت القوات خلال الاقتحامات في المسجد الأقصى تخريب مرافق المسجد الأقصى، بتكسير النوافذ الزجاجية في المصلى القبلي والأخشاب بأعقاب البنادق وحرق السجاد والأعمدة الرخامية بالقنابل والرصاص.

اغلاقات المسجد الأقصى

وأغلقت السلطات الإسرائيلية المسجد الأقصى خلال العام المنصرم 41 مرة (لا تشمل أيام الجمع)، حيث منعت فيه بعض الفروض، وأغلقت معظم أبوابه باستثناء أبواب حطة والسلسلة والمجلس، وحرمت المواطنين من الدخول والخروج الى الأقصى بحرية كاملة.


منع صلاة الجمعة

أما صلاة (الجمعة والفجر) فقد منعتها السلطات الإسرائيلية خلال عام 2014 (17 مرة)، في التواريخ التالية: 28-شباط، 14-21 آذار، 18-نيسان، 30-أيار، 20-حزيران، 4-11-18-25 تموز، 1- آب، 26 أيلول، 10-17-24-31 تشرين أول ، 7 تشرين ثاني

اقتحامات ومواجهات في الأقصى

واقتحمت القوات الإسرائيلية المدججة بالأسلحة ساحات المسجد الأقصى (17 مرة)، 7-25 شباط، 16-20 آذار، 13-16-20 نيسان، 28 أيار، 13 حزيران، 5-13-18 تموز، 4 آب، 24 أيلول، 8-13 تشرين أول، 5 تشرين ثاني.

و في تاريخ 21 و 22 نيسان قامت وحدة من القوات الخاصة باقتحام المسجد الأقصى والاعتداء لفظيا على المرابطات في المسجد خلال ترديد التكبيرات.

وتعمدت السلطات الإسرائيلية ابعاد العشرات من المواطنين عن المسجد الأقصى لفترات تتراوح بين 3 أيام –حتى 90 يوما (قابلة للتجديد)، وتسبق فترة الأعياد اليهودية الابعادات عن المسجد الأقصى، والابعاد شمل الأطفال والشبان والنساء وكبار السن.

ورصد مركز معلومات وادي حلوة -سلوان ابعاد 300 فلسطينياً عن الأقصى، خلال عام 2014، وأكثر الأشهر شهر هو "نيسان 2014" حيث ابعد العشرات من الشبان والفتية عن المسجد.

10 شهداء في مدينة القدس...

كان عام 2014 حافلا بالشهداء من مدينة القدس حيث شهد تنفيذ عدة عمليات ضد الإسرائيليين أدت الى ارتقاء منفذيها برصاص القوات الإسرائيلية، واستشهد خلال العام الماضي 10 مقدسيين ( 3 شهداء من بلدة سلوان" الثوري- رأس العامود- البستان" و3 شهداء من قرية جبل المكبر، وشهيد من مخيم شعفاط ، وأخر من بلدة الطور، وآخر من حي شعفاط، وآخر من حي واد الجوز).

وأول الشهداء المقدسيين هو المواطن جهاد عبد الرحمن الطويل 47 عاما، من رأس العامود في بلدة سلوان الذي استشهد بتاريخ 25-2-2014، بعد الاعتداء عليه أثناء تواجده في سجن بئر السبع –ديكل، حيث قامت قوات الاحتلال بضربه ورشه بغاز الفلفل، مما أدى الى إصابته بغيبوبة وفقدان وعي استمر مدة أسبوعين، واستشهد في مستشفى "سوركا" ببئر السبع.

أما ثاني الشهداء هو الطفل محمد حسين أبو خضير 17 عاما، الذي ارتقى شهيدا بتاريخ 2-7-2014 (في شهر رمضان) بعد اختطافه وقتله وحرقه من قبل 3 مستوطنين في أحراش غابات قرية دير ياسين.

الشهيد الثالث هو محمد نايف جعابيص 20 عاما، من قرية جبل المكبر الذي ارتقى بتاريخ 4-8-2014، بعد اطلاق 47 رصاصة عليه من مسافة قريبة، بعد اصطدامه بحافلة "ايجد"، في شارع رقم "1" مقابل حي الشيخ جراح، ورغم أن الشهيد كان يتواجد في عمله وكان قد تناول طعام الغذاء مع مسئول العمل ورفاقه، الا ان السلطات الإسرائيلية تصر على ادعائها بأن جعابيص قام بعملية في جرافته.

أما الرابع هو الطفل محمد عبد المجيد سنقرط 16 عاما، من حي واد الجوز، الذي ارتقى بتاريخ 7-9-2014، متأثرا بجراحه التي اصيب بها أواخر شهر آب، حيث اطلق عليه احد الجنود ومن مسافة قريبة رصاصة مطاطية سوداء أدت الى إصابته بكسور بالجمجمة ونزيف حاد بالدماغ.

أما الشهيد الخامس فهو الأسير المحرر عبد الرحمن الشلودي 20 عاما، من سلوان الذي ارتقى بتاريخ 22-10-2014 ، بعد اطلاق النار عليه وقتله بـ 3 رصاصات من مسافة صفر من قبل حراس القطار الخفيف، بعد دهسه مجموعة من الاسرائيليين في محطة القطار بالشيخ جراح، وأكد شهود عيان ان مركبة الشهيد انحرفت عن مسارها مما أدى الى اصطدامه بمجموعة من الإسرائيليين حيث خرج من سيارته وهو يقول "بالغلط...بالغلط!!".

أما الشهيد السادس فهو الأسير المحرر معتز ابراهيم خليل حجازي 32عاماً، الذي ارتقى شهيدا بتاريخ 30-10-2014، بعد اغتياله من قبل وحدة إسرائيلية خاصة أثناء محاصرته على سطح منزله في حي الخلة- الثوري ببلدة سلوان، بحجة انه قام بإطلاق النار على الحاخام اليميني المتطرف يهودا غليك غربي القدس.

الشهيد السابع ابراهيم العكاري 38 عاما، الذي ارتقى بتاريخ 5-11-2014، بعد قيامه بعملية "دهس" لجنود ومستوطنين إسرائيليين في محطة القطار الخفيف في حي الشيخ جراح، وحينها أطلق الجنود النار عليه، واتهمت زوجة الشهيد القوات الإسرائيلية بخنق زوجها، حيث اظهرته احدى الصور ملقى على الارض مع وجود قيد بلاستيكي حول رقبته.

الشهيد الثامن يوسف الرموني 32 عاما، الذي ارتقى بتاريخ 17-11-2014، بعد شنقه من قبل المستوطنين أثناء عمله في حافلة "ايجد".

الشهيدين التاسع والعاشر هما غسان محمد أبو الجمل 32 عاما، وعُدي عبد أبو الجمل 21 عاما، اللذان ارتقيا بتاريخ 18-11-2014، بعد تنفيذهما هجوماً على كنيس يهودي في منطقة "هار نوف" بقرية دير ياسين بالقدس المحتلة.

ولم تكتفي السلطات الاسرائيلية بقتل الشهداء، "بدعوى تنفيذ عمليات استشهادية" بل قامت باحتجاز جثامين بعضهم لساعات أو لأيام كما حصل مع الشهيدين أبو الجمل فتم احتجازهما لمدة 38 يوماً، وفرضت على عائلات الشهداء"المتهمين بتنفيذ العمليات" قيودا لتشييعهم، والتي كانت بعد منتصف الليل بحضور عدد قليل من المشيعين، ويتم تسليمه على باب المقبرة ويمنع نقله الى أي مكان، لتوديعه أو لتغسيله أو للصلاة عليه.

كما قامت السلطات الإسرائيلية بالتنكيل بعائلات الشهداء، من خلال اقتحام منازلهم واعتقال العديد من أفراد عائلاتهم (النساء والرجال)، وأصدرت قرارات هدم عسكرية لمنازلهم.

الاعتقالات

سجل عام 2014 ارتفاعا ملحوظا بعمليات الاعتقال العشوائية التي طالت مئات المقدسيين، وليس ذلك فحسب بل شكلت السلطات الإسرائيلية في شهر تموز الماضي " وحدة خاصة" لتنفيذ الاعتقالات للحد من ظاهرة "الاحتجاجات والمواجهات في القدس"، وقامت هذه الوحدة وبصورة عشوائية باعتقال معظم المقدسيين الذين اعتقلوا سابقا، بعد اقتحام المنازل وتفتيش بعضها.

ورصد مركز معلومات وادي حلوة اعتقال حوالي 2250 مقدسياً، بينهم 700 قاصر (70 منهم لم تتجاوز أعمارهم الـ 13 عاماً)، و69 سيدة، بينهم 3 طالبات مدارس، و15 مواطنا تتراوح أعمارهم بين 45-72 عاما.

وأكثر الأشهر التي شهدت اعتقالات هي: شهر تموز اعتقل" 390 " مواطنا، وتشرين أول "320" مواطنا، وآب "300".

وفي شهر آب 2014 اعتقلت القوات خلال يومين فقط ( 13-14 آب) أكثر من 130 مقدسيا، بعد اقتحام منازلهم في أحياء مختلفة بالمدينة، وحولت معظمهم إلى مراكز التحقيق في تل أبيب، وعرضوا على قاضي محكمة "ريشون لتسيون"، كما شهدت بعض الأشهر الماضية اعتقال ما بين 10-15 مقدسياً يومياً.

وأصغر الأطفال الذين اعتقلوا عام 2014 هو الطفل عبيدة محسن عايش 7 سنوات من بلدة سلوان، الطفل الطالب قصي خميس عاشور 9 سنوات أثناء تواجده أمام باب مدرسته في بلدة الطور وهو من سكان حي واد الجوز، مجد أحمد الينو 9 سنوات من ساحات المسجد الأقصى، اسلام زيتون 9 سنوات من سلوان، الطفل عدي الرجبي 10 سنوات من امام باب منزله في بلدة سلون وأصيب حينها بجروح في عينه، أما الباقون وهم في سن 11 عاماً الأطفال رشيد أبو سارة، يزن عماد العباسي، أحمد عبد العباسي، توفيق نجيب، مصطفى أبو اسنينة، زكريا البكري، علي ابو الهوى عماد، محمد الزغل، اشرف برقان، وتامر شويكي.

وأصدرت الشرطة الإسرائيلية العام الماضي قرارا باعتقال الطفل "حمزة حازم زيدان " البالغ من العمر عامين فقط، بعد اقتحام منزل جده في حي البستان ببلدة سلوان، كما اقتحمت القوات منزل الطفل ميماتي أسعد جابر "الياسيني" البالغ من العمر عامين، وابن عمه عز الدين القسام 9 سنوات، وذلك بعد اقتحام منزليهما الكائن في الحارة الوسطى ببلدة سلوان، لتنفيذ اعتقالهما بحجة "إلقاء الحجارة".

ومن بين المعتقلين 6 محامين وهم: شيرين العيساوي، والمرحوم أمجد الصفدي، وعمرو إسكافي، ونديم غريب، ومحمود أبو سنينة.

وتقبع بالأسر الفتاة ديمة قنبر 17 عاما التي اعتقلت مطلع العام الجاري، بتهمة "طعن جندي إسرائيلي".

وهناك 5 اسرى مقدسيين رهن الاعتقال الإداري وهم: مدحت عبيد من قرية العيسوية، وأمين سر حركة فتح بالقدس عدنان غيث وشقيقه صادق، وإسلام النتشة، وادهم الهندي، رائد فايز امطير.

وأكد مركز المعلومات على الانتهاكات الإسرائيلية، للقوانين والأعراف الدولية بما يخص الاعتقالات، وتجازوها كذلك "لقانون الأحداث الاسرائيلي" والمعاهدة الدولية لحماية الطفل "الموقعة عليها اسرائيل".

وأكد مركز المعلومات تجاوز السلطات الإسرائيلية للقوانين الإسرائيلية في تنفيذ الاعتقالات، فأي شخص يعتقل يجب ان يتم بناءاً على "أمر قضائي"، الا في حال ارتكاب المواطن مخالفة أمام شرطي، والأصل في الاعتقال أن يتم استدعاء "الشخص المشتبه به" للتحقيق وان لا يتم اعتقاله فورا"، حيث يصدر الأمر باعتقال الشخص قبل ايام من اعتقاله في معظم الحالات.

لكن السياسات المتبعة ضد الفلسطينيين في القدس تناقض ذلك فالاعتقالات في المدينة تتم في اغلبها بين الساعة 3-5 فجرا، ولا يبرز للأهالي أو الشخص الأمر القضائي لاعتقاله والذي يبين "سبب الاعتقال".

وأشار المركز في تقريره الى الانتهاكات الكبيرة في موضوع اعتقال القاصرين، حيث لا يجوز التحقيق معهم الا بعد اخبار العامل الاجتماعي، وبعد أخذ استشارة قانونية من قبل المحامي، إضافة الى وجود محقق مختص للتحقيق مع الطفل، وتصوير وتسجيل التحقيق.

وحسب القانون الاسرائيلي ففي حال تنفيذ اعتقال لأي طفل يجب اخبار الاهل بشكل فوري واعطائهم نسخة من قرار الاعتقال وابلاغهم عن مكان احتجاز ابنهم.

وقال المركز انه بحسب القانون الاسرائيلي "قانون الأحداث البند 9" فإن كل قاصر لم يبلغ 14 عاما تكون ساعات التحقيق معه بين 7 صباحا حتى 8 ليلا، وكل قاصر بين 14-18 تكون ساعات التحقيق بين 7 صباحا -10 ليلا.

كما ان نفس البند 9 يشير الى ان أي قاصر يشتبه بقيامه بأي مخالفة يجب استدعائه للتحقيق ويكون التحقيق بوجود احد الوالدين، اضافة ان البندين 9 و3 حيث يشيران ان كل قاصر قرر الضابط اعتقاله يجب اخبار ضابط السلوك "العامل الاجتماعي" فوراً.

وحسب القانون الإسرائيلي أي قاصر (عمره بين 14 و 18 عاما) يجب احضاره للمحكمة خلال 24 ساعة، وأي قاصر عمره اقل من 14 يجب احضاره للمحكمة خلال 12 ساعة، بحيث لا يتم تقييد القاصر اذا كان بالاستطاعة الحفاظ على الاعتقال، كما ان الطفل الذي عمره اقل من 12 عاما "أقل من جيل المسؤولية" يمنع اعتقاله تحت أي سبب.

وأكد المركز في تقريره أن السلطات الإسرائيلية تحول الاستثناء في القانون إلى قاعدة في مدينة القدس، فيما يخص الاعتقالات والتحقيقات والاحتجاز.

هدم 100 منشأة و20 قبرا... وتشريد 250 مواطنا..

وخلال العام الماضي أشار مركز معلومات وادي حلوة في تقريره أن بلدية القدس التابعة للاحتلال واصلت تنفيذ هدم منشآت سكنية وتجارية وأسوار في أحياء مدينة القدس، بحجة البناء دون ترخيص، كما أجبرت البلدية العديد من المقدسيين على تنفيذ أوامر وقرارات الهدم بأيديهم، بعد تهديدهم بالسجن الفعلي وبفرض غرامات باهظة إضافة إلى إجبارهم على دفع أجرة الهدم.

ورغم تواصل عمليات الهدم في مدينة القدس الا ان مركز معلومات وادي حلوة قال إن وتيرة هدم المنازل (المأهولة بالسكان) في المدينة تناقصت مقارنة مع العام الماضي، في حين زادت عملية توزيع إخطارات الهدم للمنازل السكنية والمنشآت التجارية المختلفة.

ورصد المركز خلال العام الماضي هدم 6 بنايات سكنية، و18 منزلا بجرافات بلدية الاحتلال، أحدهم يعود للشهيد عبد الرحمن الشلودي تم تفجيره، و12 منزلا هدم بشكل ذاتي "الهدم اليدوي"، و13 بركسات سكنية، و5 بركسات لتربية المواشي، و5 أسوار، و5 غرف للاستخدامات التجارية والمنزلية، و"مصلى الرحمة"، ومركز صحي، و 5 محلات تجارية، وورشة ألمنيوم، وكونتينر، وشاحنة تستخدم لتصلح السيارات، ومصنع و25 مخزنا، وأدت عملية الهدم الى تشريد حوالي 250 مقدسيا، كما هدمت طواقم سلطة الطبيعة 20 قبرا من مقبرة الشهداء في باب الأسباط، بدعوى أن الأرض مصادرة لسلطة الطبيعة.

وأوضح التقرير ان السلطات الاحتلال الإسرائيلية نفذت عمليات الهدم في معظم أحياء مدينة القدس (بيت حنينا وشعفاط وجبل المكبر وصورباهر وسلوان والعيسوية والطور والقدس القديمة وشارع صلاح الدين)، وشهد شهر تشرين أول من العام الماضي أكبر عملية هدم للمنشآت في القدس.

وفي مقابل عمليات الهدم التي تمت بذريعة “البناء دون ترخيص” فلا تمنح بلدية الاحتلال تراخيص للبناء لأهالي القدس الشرقية، حيث تضع الشروط التعجيزية وتفرض المبالغ الطائلة التي ترافق إجراءات الترخيص والتي تمتد لسنوات طويلة.

كما يلاحق كابوس هدم المنازل الآلاف من المواطنين المقدسيين، بعد توزيع إخطارات هدم عليهم شملت كافة الأحياء في مدينة القدس، وخلال شهر (11-12) العام الماضي كثفت طواقم البلدية اقتحام الأحياء المقدسية وتوزيع إخطارات هدم عشوائية، وكان الملفت للنظر توزيع إخطارات هدم على منازل قديمة قائمة قبل احتلال القدس، وأخرى مبنية وحاصلة على تراخيص من البلدية، ومنازل قائمة منذ اكثر من 30 عاما.

كما وزعت السلطات الإسرائيلية "أوامر هدم عسكرية" استنادا لقانون الطوارئ لـ 6 منازل تعود لعائلات "شهداء القدس"، وتم تنفيذ قرار الهدم لعائلة الشهيد عبد الرحمن الشلودي في سلوان، بتفجيره بالمواد المتفجرة، وصادقت المحكمة الإسرائيلية العليا على قرارات هدم منازل الشهداء بحجة " ارتكابهم عمليات أرهابية" ولردع غيرهم.

وأوضح مركز المعلومات أن بلدية الاحتلال توزع ثلاثة أنواع أوامر هدم على المقدسيين، أولها "الهدم الإداري" الذي يصدر دون اللجوء الى المحاكم، وبشرط أن يصدر القرار خلال عملية الإنشاء، أو بعد 30 يوما من الانتهاء من عملية البناء وهو الأكثر شيوعاً، أما "أمر الهدم القضائي" فهو يصدر من خلال المحاكم ويحتاج لإجراءات قانونية لإصداره، أما الثالث فهو أمر "تنظيف الأرض" والذي يمكن البلدية من تجريف أراضٍ واسعة بحجج وذرائع مختلفة.

اعتداءات مستوطنين

ورصد مركز المعلومات اعتداءات المستوطنين على المقدسيين وممتلكاتهم، مشيراً انه بسبب عدم وجود أي رادع من قبل السلطات الإسرائيلية لقطعان المستوطنين تزايد تنفيذ الاعتداءات على الفلسطينيين خلال الأعوام الأخيرة، حيث نفذ 3 مستوطنين جريمة بشعة لن تنسى بحق الطفل المقدسي "محمد حسين أبو خضير 17 عاما" باختطافه من أمام منزله أثناء توجهه الى مسجد شعفاط "الملاصق للمنزل" لاداء صلاة الفجر في شهر رمضان، وذلك بتاريخ 2-7-2014، وقاموا بالاعتداء عليه وقتله وحرقه، وقدمت للمستوطنين لوائح اتهام في المحكمة المركزية، ولا تزال القضية في أروقة المحاكم، ولم تتخذ السلطات الإسرائيلية ضد العصابة أي إجراء عقابي بحقهم رغم مرور 6 أشهر على تنفيذ تلك الجريمة البشعة.

وتكرر اعتداء المستوطنين على المقدسيين، ففي تاريخ 17-11-2014 جسدت مجموعة منهم تهديداتها العلنية وملاحقتها للمقدسيين، بقتل السائق يوسف الرموني 32 عاما شنقا أثناء عمله في "حافلات ايجد"، ورغم تأكيد الطبي الشرعي الفلسطيني – الذي أشرف على عملية التشريح- بأن الرموني توفي نتيجة "الخنق الشنقي" الا ان السلطات الإسرائيلية نفت الحادث وخلال دقائق من العثور على الجثة أدعت انه "قام بشنق نفسه بالحافلة"، ولم تقم بالتحقيقات اللازمة.

أما محاولات الاختطاف فتكررت قبل وبعد حادثة الشهيد محمد ابو خضير، حيث رصد المركز 7 محاولات اختطاف لخمسة اطفال ( في بيت حنينا والقدس القديمة وشعفاط و"التلة الفرنسية" وطريق الجثمانية )، ولشابين غربي القدس.

وحاول المستوطنون مطلع شهر تموز اختطاف الطفل موسى رامي زلوم 8 سنوات، بعد الاعتداء عليه وعلى والدته في بيت حنينا، وبعد التحقيقات تبين ان المستوطنين الذين اختطفوا الشهيد ابو خضير هم نفسهم من حاول اختطاف زلوم، كما حاول المستوطنون اختطاف الطفل محمد كسواني 8 سنوات من بيت حنينا، والشاب محمد أرناؤوط اثناء عمله غربي القدس، وطه تفاحة "عامان" في شعفاط "التلة الفرنسية"، والشاب علي محمد عباسي غربي القدس، الطفل محمد خالد الزغل 11 عاما في طريق الجثمانية، الطفل مجد حزينة 4 سنوات القدس القديمة.

ورصد مركز معلومات وادي حلوة أكثر من 80 اعتداء على مواطنين فلسطينيين نفذها المستوطنون في القدس بشقيها الشرقي والغربي، وحسب رصد المركز فإن 4 مواطنين تعرضوا للطعن او محاولات طعن في شارع يافا وبيت حنينا والقدس القديمة، و10 مواطنين بينهم نساء تعرضوا للدهس ومحاولات دهس بشوارع القدس الشرقية والغربية، هناك اكثر من 30 شابا والصحفية نهى مصلح تعرضوا للضرب بالحجارة والعصي في المدينة، كما تعرضت المحامية سناء دويك للرش بغاز الفلفل في دير ياسين، والعشرات من الشبان تعرضوا للاعتداء بالضرب بالأيدي، كما سجل اعتداء على العديد من سائقي سيارات الأجرة وحافلات ايجد، اضافة الى الاعتداءات اللفظية على المقدسيين، وسجل شهر تموز وتشرين ثاني عام 2014 أكبر عدد من الاعتداءات ضد المقدسيين، كما اعتدى المستوطنون على سيارة الهلال الأحمر الفلسطيني بالضرب بالحجارة اثناء توجهها الى حاجز ايرز لنقل المرضى.

كما نفذت الجماعات اليهودية المتطرفة بتوقيع من عصابة “تدفيع الثمن” اليهودية والمستوطنين عدة اعتداءات ضد المقدسات الإسلامية والمسيحية، اضافة الى الاعتداء على السكان في منازلهم، ومهاجمة الاحياء السكنية التي غرست فيها البؤر الاستيطانية ومنها سلوان والصوانة والشيخ جراح والطور وحارات القدس القديمة، حيث تعاني هذه الأحياء من الاستفزازات شبة اليومية من قبل المستوطنين والتي تتطور الى اعتداءات كلامية واحيانا لعراك بالأيدي، اضافة الى اعتداءات من قبل حراس المستوطنين أو شرطة الاحتلال التي توفر الحماية الكاملة لهم.

وقامت جماعة "تدفيع الثمن" بخط شعارات على كنيسة" سيدة فلسطين"، وعلى الكنيسة الرومانية، وعلى منزل عائلة المغربي بالقدس القديمة، كما قام احد المستوطنين بإطلاق النار في حارة النصارى بالقدس القديمة.

ورصد مركز معلومات وادي حلوة قيام المستوطنين بتخريب اطارات 103 سيارة وشاحنتين وحافلة، في بيت صفافا وقرية شرفات والشيخ جراح وحي واد ياصول بسلوان، وفي القدس الغربية تابعة لكنسية.

وقام المستوطنون خلال عام 2014، بمهاجمة المحلات التجارية بالقدس الغربية للاعتداء على العاملين العرب فيها، اضافة الى ترديد الهتافات العنصرية ضد العرب.

انتهاك حق التعليم ...

أما في شأن الانتهاكات بحق المسيرة التعليمية ومستوى التمييز ضد المؤسسات التعليمية في القدس فقد بقيت المشاكل التعليمة في القدس خلال عام 2014 دون حل، وتتمثل بنقص الغرف الصفية، وعدم بناء مدارس جديدة من قبل بلدية الاحتلال للطلبة، مما اضطر الاهالي لتسجيل ابنائهم في اماكن بعيدة عن مكان سكنهم.

وصعدت السلطات الإسرائيلية عام 2014 من انتهاك "حق التعليم" باقتحام المدارس واعتقال طلبتها أثناء توجههم اليها، إضافة الى رش المياه العادمة عليها بصورة متعمدة، علما ان هذه المياه تؤدي الى انبعاث الروائح الكريهة عدة أيام، وتتسبب بحالة من عدم التركيز والاختناق للطلاب.

ولعل أكثر المدارس التي تضررت خلال عام 2014 حسب رصد مركز معلومات وادي حلوة هي مدارس الأقصى الشرعية (رياض الأطفال- المرحلة الأساسية، والثانوية الشرعية للبنات، والثانوية الشرعية للبنين – مرحلة أساسية أولى وثانوية) التي تضم حوالي 500 طالب، وهذه المدارس داخل ساحات المسجد، حيث عرقلت فيها الدراسة في عدة أيام، وهي الايام التي تم فيها اقتحام الأقصى من قبل المتطرفين وقوات الاحتلال "التواريخ المذكورة أعلاه".

كما تضررت الدراسة في مدرسة "دار الأيتام" في القدس القديمة بسبب القيود والملاحقات الإسرائيلية لطلبتها بحجة "إلقاء الحجارة" وقامت القوات بالتضييق على الهيئة التدريسية والطلبة أثناء توجههم الى مدرستهم، كما تم استهداف المدرسة بتاريخ 24-9-2014 بالاعيرة المطاطية واصيب خلالها ثلاثة من الطلاب اثناء تواجدهم داخل صفوفهم وفي الساحة الخارجية.

أما في شارع المدارس في بلدة الطور.. فقد صعدت السلطات الإسرائيلية من استهدافها للشارع الذي يسلكه الطلبة للوصول الى مدارسهم، حيث يمر بالشارع الرئيسي " شارع رابعة العدوية " يوميا 5000 طالب وطالبة في طريق ذهابهم وعودتهم لأربعة مدارس، وخلال ذلك تتعمد القوات الإسرائيلية برفقة وحدة المستعربين التواجد في الشارع وتقوم باستفزاز الطلبة وتوقيفهم وتفتيشهم في بعض الأحيان، وخلال الشهر الأخير صعدت القوات من هذا الأجراء فاعتقلت 4 طلاب من مدارس الطور أثناء توجههم الى مدارسهم أو اثناء مغادرتها.

وفي بلدة جبل المكبر استهدفت القوات شارع المدارس برش المياه العادمة والقنابل باتجاه 6 مدراس، (حضانة واساسي واعدادي وثانوي- للذكور والإناث) إضافة الى اقتحام مدرسة "المكبر للإناث" مطلع شهر تشرين ثانٍ الماضي، واطلقت القنابل والاعيرة المطاطية باتحاه الطالبات والهيئة الادارية والتدريسية.

وفي شارع المدارس بحي رأس العامود في سلوان تعمدت القوات الاسرائيلية التواجد في الشارع في ساعات الصباح، لايقاف الطلبة وتفتيشهم وتوجيه بعض الاسئلة لهم، وقامت القوات باستهداف مدرسة رأس العامود الشاملة بتاريخ 4 و 6-11-2014، بإلقاء الأعيرة المطاطية والقنابل الصوتية باتجاهها، كما قامت بتاريخ 28-10-2014 باقتحام مدرسة سلوان الاعدادية للبنين، اضافة لاغلاق مدخل الشارع.

وفي مخيم شعفاط استهدفت القوات الإسرائيلية مدرسة" مخيم شعفاط ج" بالقاء القنابل الصوتية عليها بصورة مباشرة، والقاء القنابل الغازية في محيطها عدة مرات خلال الشهرين الأخيرين من العام المنصرم، مما ادى الى عدم انتظام الدوام الدراسي، وفي تاريخ 3-12-2014 قامت بالاعتداء على جميع طلبة المدارس في المخيم بالقنابل الغازية خلال تنفيذ عملية هدم واسعة فيه.

كما تعمدت القوات الإسرائيلية التضييق على طلبة مخيم شعفاط في ساعات الصباح أثناء عبورهم الحاجز العسكري المقام على مدخل المخيم، بفرض تفتيش دقيق عليهم وتعطيل حركتهم، وبتاريخ 11-11-2014 اعتدت القوات على الطالبة الطفلة (تسنيم الحداد 13 عاما)، وتم احتجازها على حاجز المخيم، بعد ضربها والاعتداء عليها.

كما عانى طلبة قرية العيسوية وعلى مدار عدة أسابيع من اغلاق مداخل القرية مما اضطرهم لسلك طرق التفافية للخروج والدخول سيرا على الاقدام، وبتاريخ 6-11-2014 القت القوات القنابل الغازية باتجاه مدرسة الأمل لذوي الاحتياجات الخاصة وفي محيطها، كما تتعمد القوات كذلك التواجد في محيط وشارع المدارس، وتلقي القنابل الغازية والصوتية في محيط المدارس دون مراعاة وجود طلبة داخل صفوفهم.

كما اقتحمت القوات الإسرائيلية مدرسة الزهراء النموذجية في حي وادي الجوز بالقدس بتاريخ 17-11-2014 ، بسبب الاشتباه بإلقاء الحجارة من داخل المدرسة.

قمع حريات الرأي ... واستخدام مفرط للقوة

وواصلت السلطات الإسرائيلية خلال العام الماضي قمع حرية الرأي والتعبير في القدس، بمنع كافة الفعاليات والنشاطات (ثقافية، رياضية، وطنية) التي كانت تنظم في مكان مغلق أو في الشوارع، بدعوى تنظيمها من قبل "السلطة الفلسطينية" مستندة في ذلك إلى قانون لتطبيق الاتفاق الوسط بشأن الضفة الغربية وقطاع غزة (تحديد نشاطات) لعام 1994.

واقتحمت القوات العام الماضي العديد من المراكز والنوادي والمؤسسات قبيل تنظيم فعالية أو نشاط، وحسب رصد المركز فقد تم مداهمة المقرات التالية: (نادي جبل الزيتون، وكلية هند الحسيني، ودار اسعاف النشاشيبي، ومؤسسة يبوس، ومقر مؤسسة "بال ميدا" الإعلامية، ومؤسسة "برج اللقلق" وروضتها، مؤسسة "ايلياء").

وتعمدت القوات قمع معظم الفعاليات التي نظمت في مدينة القدس، والتي تزامنت مع المناسبات الوطنية والعامة، حيث رصد المركز قمع فعاليات مناصرة للأسرى، وفعاليات مناصرة للأقصى، ومناصرة لغزة، ومسيرة ليوم المرأة، ويوم الأرض، اضافة الى قمع زفة العرسان التي كانت تنطلق من المسجد الأقصى، ومظاهرات في ذكرى النكبة والنكسة، ومسيرات مناهضة "لمسيرة الأعلام الإسرائيلية"، وفعاليات للأطفال في شوارع القدس، ولماراثون رياضي ، ولفعالية "سلسلة القراء".

كما منعت المسيحيين من استقبال بابا الفاتيكان في القدس خلال زيارته المدينة في شهر أيار الماضي، بتحديد تحركاتهم والاعتداء عليهم واعتقال بعضهم أثناء تجمعهم لالقاء التحية عليه لدى مرور موكبه من طريق الباب الجديد والعمود، وخلال زيارة البابا للمدينة قمعت السلطات الإسرائيلية سكان "حي الصوانة" حيث كان يتواجد البابا في مقر "القاصد الرسولي" باغلاق الطرق وعرقلة سيرهم واعتقال العديد من شبان الحي.

وخلال قمع الفعاليات والنشاطات في مدينة القدس وخاصة المسيرات او الاعتصامات التي كانت تنظم في شوارع المدينة، تعمدت القوات الاسرائيلية الاعتداء على المشاركين والمواطنين بالضرب والاعتقال والقمع بعدة وسائل منها رش المياه الملونة والباردة والعادمة، واطلاق الاعيرة المطاطية، والقنابل الصوتية، ورش غاز الفلفل، والصعقات الكهربائية.

كما استهدفت القوات الإسرائيلية طواقم الصحفيين والمسعفين خلال تواجدهم في الميدان لرصد الاحداث وتقديم الخدمات الطبية للمواطنين، حيث لم يستثنوا من الاعتداء، والعديد منهم أصيب بالأعيرة المطاطية والقنابل الصوتية، كما تعرض بعضهم للاعتقال والاحتجاز، ناهيك عن منعهم من اداء عملهم بحرية.

ومنذ شهر تموز عام 2014 استخدمت القوات الإسرائيلية (الأعيرة المطاطية سوداء اللون) وأصيب جرائها العديد من المواطنين بحالات حرجة، وكان من بينهم الشهيد محمد سنقرط من حي واد الجوز، وأصيب كذلك 10 مواطنين في أعينهم ووجههم، بعضهم فقد النظر كليا بعينه ومن بينهم الطفلين محمد جمال عبيد 5 سنوات، والطفل لطفل صالح سامر عطية محمود 11 عاما.

واقتحمت القوات الإسرائيلية خلال عام 2014 مستشفى المقاصد في بلدة الطور، وفي احدى المرات قامت باقتحام مبناه "قسم الطوارئ" واعتقلت أحد الفتية من داخله بعد الاعتداء عليه بالضرب، وتعمدت القوات رش المستشفى (المبنى والساحة) بالمياه العادمة، اضافة الى التواجد على مداخله ومحاولة استفزاز المواطنين أثناء توجههم اليه.

وواصلت السلطات الإسرائيلية اعتدائها على مقبرة مأمن الله الواقعة غربي القدس، ببناء كافتيريا ووحدة مراحيض وحديقة للكلاب على أرضها وما يسمى "التحف التسامح"، وتغطية أجزاء من المقبرة بنجارة الأخشاب.

اغلاق مؤسسات

ورصد المركز قيام السلطات الاسرائيلية عام 2014 باغلاق 3 مؤسسات في مدينة القدس، وهي جمعية "نماء" في قرية بيت صفافا، وجميعة الزكاة والصدقات في قرية صورباهر، ومؤسسة القدس في شارع صلاح الدين، بدعوى القيام بنشاطات تابعة "لحركة حماس".

الاستيطان

أحد أهم عقبات تحقيق السلام هو الاستيطان الإسرائيلي في القدس والأراضي الفلسطينية..الا ان الحكومة الإسرائيلية تضرب بعرض الحائط كافة الدعوات لوقفه..فقد صادقت خلال عام 2014 على بناء آلاف الوحدات الاستيطانية، كما طرحت مشاريع أخرى للبناء.

ووافقت السلطات الإسرائيلية على بناء 2610 وحدات استيطانية في "جفعات هماتوس" و 500 وحدة استيطانية في "رامات شلومو".

كما طرحت مناقصات خلال العام الماضي لبناء 2239 وحدة استيطانية في مدينة القدس على النحو التالي: 1000 وحدة في "راموت شلومو"، 294 في "راموت"، 182 وحدة في بسغات زئيف، 56 وحدة في النبي يعقوب، 708 وحدة في جيلو.

وخلال عام 2014 ارتفع عدد المستوطنين الذين يعيشون بالبؤر الاستيطانية في أحياء القدس (سلوان الصوانة والشيخ جراح رأس العامود والطور) وحسب تقارير إسرائيلية فإن عدد المستوطنين ارتفع من 2500 مستوطنا الى 2750 مستوطنا، وذلك بعد الانتهاء من مشاريع البناء المستوطنات والسيطرة على منازل.

واستولت جمعية العاد الاستيطانية وعطيرت كوهانيم خلال عام 2014 على 36 شقة سكنية، منها 10 شقق سكنية في بلدة سلوان (حي وادي حلوة وحارة بيضون والحارة الوسطى)، بطرق ملتوية أو عن طريق سماسرة.

كما اعلنت جمعية "عطيرت كوهنيم" الاستيطانية المتطرفة، عن شرائها مبني البريد في شارع صلاح الدين وسط القدس المحتلة (قُبالة باب الساهرة أحد أبواب القدس القديمة) لتحويله إلى مدرسة دينية تلمودية.

كما قام المستوطنون بتزييف أوراق للاستيلاء على مبنى مسرح "الحكواتي" ومبنى النزهة وسط القدس.

وقامت السلطات الإسرائيلية خلال العام الماضي بتجريف مساحات واسعة من أراضي حي الصوانة لتنفيذ المشروع الاستيطاني “المطلة الوسطى” حيث تم بناء مدرج ونقاط مشاهدة وأعمال بنية تحتية “اضاءة وتبليط" بتنفيذ شركة “موريا”، وبدعم بلدية القدس وشركة ما يسمى “تطوير القدس”.

كما صادقت بلدية الاحتلال خلال عام 2014 على بناء مدرسة يهودية ومركز استيطاني في حي الشيخ جراح على مساحة 4 دونمات، وأقرت لجنة التخطيط والبناء في البلدية بناء برج لصالح الصندوق القومي اليهودي ‘كيرن كييمت’ وسط مدينة القدس، لنقل كافة مكاتبه الموجودة في مناطق مختلفة من مدينة القدس وتل أبيب وحيفا إلى البرج المكون من 15 طابقا ويقع بجوار فندق ‘شيراتون بلازا’ في شارع "الملك جورج".

كما قررت الحكومة الإسرائيلية تحويل إدارة الحديقة التوراتية في القدس لجمعية إلعاد الاستيطانية، وبالتالي سوف تسيطر على الجهة الجنوبية لحائط البراق وعلى أماكن تاريخية في الفترة الإسلامية.

كما تنوي سلطات الاحتلال تنفيذ مشروع استيطاني جديد يسمى “بيت العين” في منطقة “العين” أسفل حي وادي حلوة، على مساحة 1200 مترا مربعاً مكون من طابقين، حيث سيتم من خلاله تأسيس “متحف عن التاريخ اليهودي”.

ابعادات عن القدس

وضمن سياسة العقاب بحق المقدسيين قامت السلطات الإسرائيلية وبقرار من ما يسمى "قائد الجبهة الداخلية"، واستنادا لقانون "الدفاع" ساعة الطوارئ 1945 ابعد 6 شبان عن مدينة القدس، بحجة خطورة بقائهم في المدينة، والشبان هم: فارس أيمن أحمد عويسات 22 عاما، وأكرم الشرفا 39 عاما، وداود الغول 31 عاما، ومجد درويش 24 عاما، وصالح درباس 23 عاما، وفارس ابو غنام، وابعد الشاب داود الغول كذلك عن الضفة الغربية.

حملة العقاب الجماعي ضد المقدسيين

وللسنة الثالثة على التوالي واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلية حملة "العقاب الجماعي" في أحياء وقرى وبلدات مدينة القدس، وكثفتها بصورة علنية خلال الثلاثة أشهر الأخيرة.

وكان رئيس البلدية نير بركات قد أوعز نهاية شهر تشرين اول الماضي لمدير البلدية ورؤساء الاقسام بتكثيف حملات "تطبيق القانون في القدس الشرقية"، ويشمل ذلك مداهمة المحلات غير المرخصة وتسليمها انذارات بضرورة الترخيص خلال أسبوع وإلا ستغلق نهائيا، تقييد مخالفات للسيارات (على كل شيء)، حتى لو ركنت سيارتك في شارع فرعي لا توجد فيه مخالفات بالعادة ولا أي وسيلة للدفع، وتفعيل أوامر هدم البيوت العالقة والمؤجلة، بل وحتى مصادرة الحيوانات، إضافة إلى ذلك تنشط سلطة الضرائب في مداهمة المحلات وتغريم أصحابها ومصادرة معداتهم.

كما أنشأت البلدية وحدة مراقبة جويّة لغرض ما أسمته "فرض القانون" في المدينة، لتوفير وتحديد مواقع ما يسمى "الإخلال بالنظام" والتجمعات الكبيرة وإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة أو إطلاق المفرقعات، كما تشكل هذه الوحدة ذراعاً جوياً للبلدية لتحديد مواقع البناء غير "المرخص"، وإلقاء مخلفات الهدم بصورة غير قانونية، والمحلات التجارية غير المرخصة، وتهريب مواد زراعية وغذائية، الأمر الذي يوفر للبلدية الفرصة لتطبيق القانون بشكل فعال ومحدد أكثر، على حد تعبير البيان.

وتتبع الوحدة قسم "الطوارئ والأمان في البلدية، وفي مرحلتها الأولى أطلقت الوحدة 5 بالونات مراقبة فوق الأحياء المقدسية.

وتنوعت طرق وأساليب "العقاب الجماعي" للمقدسيين وتمثلت باقتحام المنازل والمحلات التجارية "لجباية الضرائب المفروضة عليهم"، وفرض "مخالفات بناء" جديدة على عشرات المواطنين، وتفكيك عدادات مياه من المنازل والبنايات السكنية دون إنذارات خطية –كما تنص القوانين الإسرائيلية، تفكيك ومصادرة الحمامات الشمسية خاصة من القدس القديمة، بحجة خطورتها على المارة، واغلاق المحلات التجارية في القرى المقدسية، ومنع سكان القرى من تربية المواشي والطيور رغم وجود التراخيص اللازمة لذلك بحجة- ازعاج الجيران، كما تعمدت القوات الإسرائيلية خلال الأشهر الأخيرة نصب الحواجز الشرطية في شوارع وحارات القدس اضافة الى تسير دوريات في حارات القدس القديمة لتفتيش الشبان والتدقيق في هوياتهم، كما تم اغلاق مداخل بعض القرى والأحياء المقدسية بالمكعبات الأسمنتية خاصة في قرية "العيسوية وجبل المكبر وصور باهر وحي الثوري".