ما حقيقة سقوط ذقن قناع "توت عنخ امون"؟
نشر بتاريخ: 23/01/2015 ( آخر تحديث: 25/01/2015 الساعة: 09:20 )
القاهرة - معا - أثار تقرير وكالة "أسوشيتدبرس" الإخبارية الأمريكية، الخميس، حول سقوط ذقن قناع "توت عنخ آمون" الشهير، والموجود ضمن مجموعة "توت عنخ آمون" بالمتحف المصري، وإعادة لصقها، بشكل متسرع، بمادة "الإيبوكسي" غير الملائمة، والتي أحدثت ضررًا غير قابل للإصلاح، ضجة كبرى في وسائل الإعلام العالمية، نظرًا لأهمية هذه المجموعة النادرة.
وقد توجهت "بوابة الأهرام" للمتحف المصري، ظهر الخميس، وعاينت القناع، الذي لم تتمكن من تصويره، نظرًا لقواعد التصوير داخل المتحف، ولوحظ بالفعل وجود فجوة بسيطة بين الذقن، الملونة بالذهبي والأزرق، ووجه التمثال، وبها مادة صفراء شفافة، يمكن ملاحظتها بوضوح عند النظر للذقن من الخلف، حيث تبرز المادة من بين الذقن والقناع.
وفور ملاحظة وجود المادة بالفعل، ذهب مندوبا البوابة لغرفة الترميم بالمتحف، في محاولة للقاء أحد المرممين المسئولين عن تلك العملية، وفور دخولهما غرفة الترميم التقيا الدكتورة إلهام مديرة عام الترميم بالمتحف، والتي رفضت، في البداية، الإجابة عن أي أسئلة بخصوص الواقعة، وطلبت تصريحًا من مدير المتحف للإذن لها بالكلام، وأحالتهما لمكتبه، قبل أن يعودا إليها مرة أخرى.
وبالتوجه لمدير المتحف المصري محمود الحلوجي، نفي علمه بأي عمليات ترميم خضع لها القناع، أو أن يكون قد علم بسقوط الذقن، سواء خلال توليه المسئولية، منذ أكتوبر الماضي، أو قبل ذلك.
كما قال الحلوجي، إن مادة "الإيبوكسي" مادة مستعملة بشكل واسع في ترميم القطع الأثرية، وأنها ملائمة تمامًا لترميم القطع المعدنية، بخلاف ما قاله المرممون، موضحًا، أن "الإيبوكسي" مادة يمكن إزالتها بسهولة بقطن وأسيتون، وأن خطورة استعمال تلك المادة تكون فقط في حالة حقن حجر ذي مسام به.
لكن الحلوجي، الذي نفي علمه بتلك الواقعة، ونفي خضوع القناع لأي عمليات ترميم أخيرًا، أقر بأن وزارة الآثار شكلت لجنة للتحقيق في الأمر، وأنها بدأت عملها بالفعل، وأنها ستقوم بنشر تقريرها عن الواقعة بجميع التفاصيل للرأي العام فى وسائل الإعلام، فور الانتهاء منه، إلا أنه لم يحدد موعدًا للانتهاء من التقرير.
وبسؤاله عن المادة، التي لوحظت بين الذقن والقناع، قال الحلوجي، إن تلك المادة قد تكون من تأثير عملية ترميم سابقة، وأنها برزت للخارج لمرور فترة طويلة علي حقن القناع بها.
وعند العودة لمديرة عام الترميم، قالت، إنها تولت منصبها أخيرًا، لكنها نفت تمامًا خضوع القناع لأي عمليات ترميم، أو أن تكون الذقن قد سقطت من الأصل، وأرجعت ما قاله المرممون الثلاثة لوكالة "اسوشيتدبرس"، لأسباب شخصية، وأنهم ربما يكونون محسوبين على مدير الترميم القديم، مشيرة إلي أنها لا تعرفهم، إذ أن الوكالة لم تسمهم، لكن شيئًا مما ذكروه في التقرير لم يحدث.
وتساءلت مديرة عام الترميم عن أهمية الإجابة عن أسئلة حول هذه الواقعة، وقالت: "وماذا بعد أن تعرفوا إذا ما كانت الواقعة قد حدثت أم لا؟".
لكن وكالة "اسوشيتدبرس" دللت على صحة تقريرها بنشر صورة، عقب نشر التقرير، مؤرخة بتاريخ 12 أغسطس 2014، التقطتها مصورة الوكالة جاكلين رودريجيز، وهي تظهر عمال ترميم وهم يقومون بإعادة لصق ذقن قناع الملك الشاب توت عنخ آمون، تاركة أسئلة كبري حول الواقعة، التي لا تزال الرواية الرسمية للمتحف تنكرها.