الثلاثاء: 07/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

التحدي المقبل للمؤسسات الوطنية

نشر بتاريخ: 02/03/2015 ( آخر تحديث: 02/03/2015 الساعة: 16:45 )
كتب : أسامة فلفل

دعم المؤسسات الوطنية والقطاع الخاص للمنظومة الرياضية يشكل رافعة حقيقية ويسهم في دوران عجلة الرياضة الفلسطينية وخلق مناخ إيجابي يعزز النشاط والحركة لاسيما في ظل هذه الظروف والأوضاع الصعبة التي تعيشها الرياضة الفلسطينية.

لاشك أن الدعم الذي تساهم به المؤسسات الوطنية من رعاية وحضانة للرياضة الفلسطينية يؤكد ويدلل على وعي المسئولين ومدى ارتباطهم الوطني والإنساني والأخلاقي بمنظومة القيم الأصيلة لشعبنا الفلسطيني ومنظومته الرياضية ,ومعرفة دورهم ومسؤولياتهم في الوقوف لجانب الشباب والرياضة في هذه الظروف الاستثنائية.

إن تكاتف الجهود وتعاظمها في هذه المحطة التاريخية والظروف الصعبة للمؤسسات الوطنية سوف يسهم بشكل إيجابي وفاعل في توفير المناخ والأجواء الإيجابية لتطور ورقي وازدهار وانتشار الرياضة وتحقيق الأهداف المنشودة.

إن الأوضاع والظروف الصعبة نتيجة تداعيات العدوان والحرب والحصار على غزة أثر بشكل كبير على المؤسسات والأندية الرياضية ,حيث حجم الاستهداف شمل كل مفاصل ومكونات الحركة الرياضية ,ولكن رغم هذا الاستهداف ما زالت هذه المؤسسات تشكل قلب وشريان الحركة الرياضية الفلسطينية.

لذلك تحرك المؤسسات الوطنية وحضانتها ورعايتها لهذه الأندية أمر مطلوب ومفروض حيث يدخل هذا النشاط والعمل في إطار تعزيز المشاركة المجتمعية ودعم الأنشطة الرياضية في سبيل الارتقاء بالرياضة الفلسطينية وتحقيق الأهداف الوطنية وخدمة المشروع الوطني الكبير.

نحن نشيد باستمرار بدور المؤسسات والقطاع الخاص الراعية والمساهمة والداعمة لمسيرة التنمية الرياضية التي عكست حالة النشاط والحركة وساهمت في ظل هذه الظروف في اتساع رقعة الحراك الرياضي في الوطن رغم المعيقات والتحديات الكبيرة.

فمن أهم المؤشرات الايجابية في الساحة الرياضية هي التحرك الوطني المسئول والوقوف على مسافة واحدة لهذه المؤسسات مع الرياضة الفلسطينية في المرحلة الحالية وهذا يعطي مؤشرا قويا على أن هذه المؤسسات جادة في دعمها السخي.

اليوم الشارع الرياضي الفلسطيني بكل ألوانه مشاربه يسجل الاحترام والتقدير لبنك فلسطين الوطني الذي وقف وقفة عز وشموخ وحمل عباءة المسؤولية الوطنية في دعم أكاديمية جوزيف بلاتر للبراعم ورعايته العديد من الأنشطة والفعاليات الرياضية على امتداد مساحة الوطن ,حيث اعتبر بنك فلسطين هذا الدعم يأتي ضمن إستراتيجية وطنية تسهم في عملية التنمية الرياضية في فلسطين واستكمالا لمسيرة المرحوم د.هاني الشوا رئيس مجلس إدارة بنك فلسطين الذي أرسى هذه الثقافة وعززها بمواقفه المعهودة على مدار العقود الماضية وتركت أثرا طيبا في الساحة الفلسطينية.

لا يمكن ولا بأي حال من الأحوال أن نقفز أو ننسى أو نتناسى الدور الكبير لمجموعة اليازجي للمشروبات الخفيفة وشركة فانتانا لرعايتهم البطولات والمسابقات بالمحافظات الجنوبية ودعمهم الكبير للأنشطة والبرامج والفعاليات الرياضية.

في ذات السياق الشكر والاحترام موصول لشركة جوال لرعايتها دوري الدرجة الممتازة لأندية قطاع غزة ,حيث فكرة الرعاية في هذا التوقيت حتما ستسهم في رقي وتطور كرة القدم الفلسطينية ورفع مستواها وإبرازها بشكل طيب.

نحن نقدر لشركة جوال هذه الرعاية ورعاية دوري المحترفين بالضفة الفلسطينية حيث يشكل ذلك دعما حقيقيا للرياضة ومنظومة كرة القدم الفلسطينية ,ودون أدنى شك الأندية والمؤسسات الرياضية سوف تستفيد من هذه الرعاية وتخفف جزء من الأعباء المالية الضخمة التي تعاني منها الأندية والمؤسسات والاتحادات الرياضية.

الرعاية الخاصة لجوال هي خطوة في الطريق والمسار الصحيح نحو القدرة على التسويق والرعاية للبطولات الرياضية ,ونسجل هذا للاتحاد الفلسطيني لكرة القدم الذي يسعى جاهدا لتوفير شبكة أمان مالية تسهم ولو بشكل جزئي في سد احتياجات ومتطلبات هذه الأندية والمؤسسات لمواجهة الظروف والتحديات في هذه المحطة الصعبة.

حقيقة إن تعزيز دور المؤسسات الوطنية في خدمة الرياضة الفلسطينية مهمة وطنية لها أبعادها وهذا الدور دون أدنى شك يعزز مزيدا من التواصل والثقافة الوطنية الرياضية ويسهم في بناء مجتمع رياضي متميز ويعمق مشاعر التضامن والوحدة على قاعدة كلنا شركاء في خدمة الوطن ومنظومته الرياضية.

إن مهمة إعادة الزخم للمؤسسات الوطنية الداعمة للمسيرة الرياضية ضروري في هذه المرحلة ويقع على عاتق الإعلام الرياضي دور كبير في عملية التسويق الرياضي لتعزيز صمود الأندية والاتحادات والمنتخبات الوطنية وتعاظم دورها.

ختاما...

نؤكد مرة أخرى ومن على هذا المنبر أن المؤسسات الوطنية مطلوب منها اليوم أكثر من أي وقت مضى أن تلعب دورا بارزا في دعم النشاط الرياضي والأندية والاتحادات الرياضية تحت عنوان الشراكة الوطنية لمواجهة تحديات العدوان والحصار والشعور بحس المسؤولية الوطنية اتجاه القطاع الرياضي وتطبيقا لإستراتيجية التعاون المشترك لنصرة ودعم الرياضة الفلسطينية.