الجمعة: 24/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

"الكتب المُجمّعة".. واجب أم استغلال؟

نشر بتاريخ: 09/03/2015 ( آخر تحديث: 09/03/2015 الساعة: 18:16 )
"الكتب المُجمّعة".. واجب أم استغلال؟

غزة- تقرير معا - ازدادت ظاهرة المتاجرة بالكتب الجامعية على حساب الطلبة في قطاع غزة، من خلال اقدام بعض المدرسين على اعداد "كتب مُجمّعة من عدة كتب" للمساقات وبيعها في مكتبات عامة للطلبة مقابل مردود مالي إضافي.

ويجري ذلك من خلال عقد صفقة بين المدرس وصاحب المكتبة، يحصل بموجبها المدرس على نسبة من مردود البيع تتجاوز الخمسة شواقل للنسخة الواحدة، حسب ما أكد ذلك صاحب إحدى المكتبات لـ معا.

ويحظرالنظام الجامعي تكسب الاستاذ من الطالب خلاف ما تتقاضاه الجامعة ثمنا للساعات المعتمدة للطالب في الفصل الدراسي.

يقول صاحب مكتبة لمراسل معا: "إن الطلبة أصبحوا يلجأون لتصوير المساقات الاصلية بدل شرائها، نظرا لارتفاع سعرها والذي قد يفوق في بعض الجامعات 40 شيقلا (ما يعادل 10 دولارات) في ظل ظروف اقتصادية صعبة".

طلبة جامعيون عبروا عن غضبهم لهذا "الاستغلال" المستمر منذ سنوات عديدة دون تحريك أي ساكن من قبل وزارة التربية والتعليم العالي.

وأشاروا إلى أن بعض الاساتذة يُلزمونهم بشراء "الكتب المجمّعة" من مكتبات بحد ذاتها وذلك حتى يضمن الطالب النجاح وحصوله على ما يتوقع من إجابات في الاختبارات التي يعدها الاستاذ الجامعي بموجب ما يتضمنه الكتاب المجمع.

محمد طالب في جامعة الأقصى يقول: "الطلبة يعانون الكثير في الجامعات من بعض الأستاذة عندما يقوم بالاتفاق مع مكتبة لبيع الكتاب مقابل حصول الاستاذ على مبلغ من المال، في ظل ظروف اقتصادية صعبة نعاني منها في غزة".

ويضيف محمد: "هناك طلبة لا يستطيعون شراء الكتاب أو الكتب المجمعة بعد أن يكونوا قد بذلوا كل جهد مستطاع لدفع اقساط الجامعة".

في ذات السياق اشتكى طلبة التقتهم معا من ظهور النسخالمنقحة للمساقات الجامعية، والتي لا تختلف في جوهرها ومضمونها مع النسخ القديمة- كما في منهاج الدراسات الاسلامية-، وهذا بدوره يضطر الطلبة لشراء النسخ الجديدة ويضيف عليهم عبئا ماليا في حين كان بامكانهم أن يصوروا النسخ القديمة او يحصلوا على كتب من طلبة سابقين.

الطالب حمزة من الجامعة الإسلامية قال لـ معا إنه يضطر الى تأجيل بعض الفصول الدراسية لتوفير اقساط الجامعة وشراء الكتب.

ويلجأ بعض الطلبة الى تصوير "ملخصات" يتم نشرها في منتديات تعليمية على شبكة الانترنت بدل شراء الكتب او الملخصات التي تباع في المكتبات بأسعار تفوق كثيرا تكلفة تصويرها عن الانترنت.

وفي ظل تذمر الطلبة من ارتفاع ثمن الكتب الجامعية وما يحدث من استغلال من قبل بعض الاساتذة، لجأت بعض الكتل الطلابية الى تنيظم حملات لتبادل الكتب بين الطلبة لتخفيفالعبء عن كاهل الطالب الجامعي خاصة مع الارتفاع الكبير بقيمة الرسوم الجامعية.

من ناحيته أقرّ الدكتور أحمد حماد استاذ الاعلام المساعد في جامعة الأقصى بأهمية طرح موضوع استغلال الطلبة عبر بيع كتب مجمعة، مشيرا إلى أن الأمر يمسحقلا إبداعيا محوريا يجسد المادة الخام للإنجاز العلمي في مؤسسات التعليم العالي الفلسطينية.

واقترح حماد أن تقوم الجامعات أو مؤسسات التعليم العالي بتحديد هيئة داخل المؤسسة يعهد إليها نشر الكتاب الجامعي، وتوفير سعر مناسب ومدعّم للكتاب، والعمل على توفيره للطلاب في وقت مبكر من العام الدراسي.

فيما رأى المؤلف جواد الدلو أن من حق الأستاذ الجامعي أو أي مؤلف أو أديب الحصول على نسبة من عائد مؤلفه الذي يعطي دار النشر الحق بنشره وتوزيعه كما هو معمول به في دور النشر بمختلف انحاء العالم.

وتابع "لكن في ظل الوضع الاقتصادي الصعب والحصار المفروض على قطاع غزة، فالأجدر أن يكون هناك نوع من التكافل الاجتماعي يتمثل بتخفيض نسب الربح سواء التي يحصل عليها المؤلف أو الناشر وذلك للتخفيف على الطلبة.

واشتكى الدلو من آلية النشر في فلسطين، واصفا إياها بالمأساوية كونها لا تعطي مردودا ماديا مجزيا يتناسب مع مجهود المؤلف، كذلك لا تحفظ حقوق المؤلفين مما يجعل هناك احجاما عن النشر وطباعة الكتب في القطاع.

د. خليل حماد مدير عام التعليم الجامعي في وزارة التربية والتعليم العالي اعترف بتلقي الوزارة شكاوى تتعلق باستغلال الطلبة عبر تسويق "الملخصات"، وتدخلت الوزارة في بعض الحالات لتحديد السعر ومنع الاستغلال.

وأضاف حماد في حديث لمراسل معا أن أسعار الكتب والمساقات الجامعية الموجودة في غزة تختلف تبعا لدار النشر، مشيرا إلى أن الكتب المستوردة من مصر تكون أعلى تكلفة من المطبوعة في غزة.

وأكد مدير عام التعليم الجامعي أن الوزارة ستأخذ هذه المعلومات بعين الاعتبار وستتخذ اجراءاتها، كما أكد أن الوزارة على استعداد لسماع شكاوي الطلبة والعمل على حلها.

تقرير: أيمن أبو شنب