السبت: 04/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

الشوكة... رحل المطار وبقيت القرية

نشر بتاريخ: 03/04/2015 ( آخر تحديث: 03/04/2015 الساعة: 14:05 )
الشوكة... رحل المطار وبقيت القرية
غزة - تقرير معا - مسرح مهم للأحداث الساخنة بشكل يومي خاصة وقت الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة فيتعرض سكانها للقتل والتشرد, وبيوتها للهدم, وأشجارها للقلع وبنيتها التحتية للانهيار والدمار انها قرية الشوكة الحدودية، حيث نحاول ان نتعرف على هذه المنطقة وطبيعتها وسكانها وابرز مشكلاتها الحياتية.

طبيعة القرية
يقول منصور بريكة رئيس بلدية الشوكة:"ان الشوكة منطقة تقع شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة على الحدود مع الأراضي المحتلة تسكنها عائلات بدوية وكانت بالماضي عبارة عن ارض خالية من السكان غير ان بناء المطار عام 1994 شكل حدثا مهما ودفع الكثير من المواطنين للإقامة فيها على الرغم من دمار المطار بشكل كامل فيما بعد".

واضاف :" ان عدد سكان المنطقة يبلغ حوال 17 الف نسمة".

وقت الاجتياح
واكد بريكة "ان منطقة الشوكة تتعرض بصورة متواصلة لعمليات الاجتياح الإسرائيلية مما يترتب تجريف للأراضي الزراعية وتوقف عدد كبير من المشروعات المخطط لها".

ويقول المواطن محمد الدباري :"ان وقت الاجتياح تشهد المنطقة عمليات اعتقال وتدمير البيوت وتجريف عدد كبير من الأراضي الزراعية مصدر الرزق الاساسي لمعظم المواطنين الذين يسكنون الشوكة".

وتابع:" في كل تقدم للجرافة الإسرائيلية اتجاهنا يجب ازالة العشرات من الدونمات والمحاصيل الزراعية".

بينما يقول احمد ابو سنمية:" منطقة الشوكة تتعرض بشكل يومي للاجتياحات والاعتداءات الإسرائيلية حيث انها منطقة حدودية مما يترتب تدمير وانهيار للبنية التحتية".

الحرب الاخيرة
في اليوم السادس والعشرين من العدوان الإسرائيلي وتحديدا صباح يوم الجمعة الاول من شهر اغسطس 2014 يوما لن ينساه سكان مدينة رفح خاصة سكان الشوكة وبينما كان من المنتظر الدخول في ساعات التهدئة التي اعلن عنها في وسائل الاعلام وحيث التنفيذ بأقل من ساعتين لتتحول بلدة الشوكة الى شلال من الدماء جراء قصف إسرائيلي عشوائي ليسقط مئات الشهداء والجرحى ليصل العدد في هذا اليوم الى ما يقارب 200 شهيد وأكثر من 400 جريح.

شهادة حية
معا تقدم شهادة حية للمواطن صلاح دبارى الذي عاش هذه اللحظات يقول:" عندما اندلعت الحرب ذهبنا الى احدى المدارس وأقمنا فيها طوال فترة الحرب".

واضاف:" في هذا اليوم المشئوم اعلنت وسائل الاعلام عن اتفاق تهدئة بداية من صباح يوم الجمعة وتحديدا الساعة الثامنة فقررت ان اذهب الى بيتي لكي اتفقده كباقى سكان المنطقة".

واستطرد: "قبل ان اصل الى بيتي بأمتار وإذا بأصوات المدفعية تقصف في كل مكان والسحاب يسود المنطقة فأصبحت اجري دون هدف".
وتابع:" شاهدت باب منزل مفتوح دخلت فيه حتى هدأت اصوات القصف ثم خرجت".

واضاف:" عندما خرجت شاهدت ما لا ينسى ابدا المئات من المواطنين العشرات من الناس ملقون فى الشوارع بين شهيد وجريح ودمائهم شلال".

واختتم :" نجوت بأعجوبة في هذا اليوم".

مشكلاتها الحياتية
يقول المواطن محمد الدبارى لـ معا:" منطقة الشوكة تعاني العديد من المشكلات اليومية فالكهرباء اصبحنا نراها في المناسبات". مشيرا الى ان الشوكة شأنها شأن المناطق الحدودية تعاني من قلة الاهتمام من اصحاب القرار.
بينما المواطن احمد ابو سنمية يؤكد لمعا:" ان غالبية سكان الشوكة مهنتهم الاساسية هي الزراعة وبالتالي نتعرض لخسائر فادحة عند الاجتياحات الاسرائيلية ولا نحصل إلا على تعويضات بسيطة جدا".

وتقول المواطنة (ح_ه) : "الشوكة منطقة منسية وليست ضمن اهتمامات اصحاب القرار ومهمشة وتفتقر للخدمات المدنية والحكومية".

ونوهت :"الى وجود عدد من المدارس غير كافية وبالتالي يضطر طلبة وتلاميذ البلدة الى قطع مسافات ليست بالبسيطة للذهاب الى مدارسهم وكذلك عدم وجود مراكز صحية مؤهلة لاستقبال المرضى".

وعند سؤال رئيس البلدية منصور بريكة عن حلول مقترحة وخطط لحل ازمات المواطنين اجاب:"بلدية الشوكة لا تدخر جهدا فى محاولة التخفيف من المشكلات اليومية للمواطنين وبالفعل هناك عدد من المشروعات الى ستنفذ".

ونوه الى تعرض المنطقة بشكل دائم للاعتداءات الاسرائيلية وبالتالي يترتب عليه خسائر مادية هائلة لاسميا تجريف مئات الدونمات الزراعية.

واكد بريكة:" ان الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ عدة سنوات وحالة الانقسام يؤدى الى شح وقلة الامكانات المتوفرة والسيولة الازمة لتنفيذ المشاريع المخطط لها".

مطالبا المجتمع الدولي بضرورة الضغط على اسرائيل للإسراع في عملية اعادة الاعمار والتي ستحل مشكلات الكثير المواطنين.

مشكلة دفينة
كشفت المواطنة سعاد (30عاما) لـ معا عن مشكلة دفينة موجودة في بلدة الشوكة وهي العنوسة قائلة :" ان الشوكة يوجد بها عدد كبير من الفتيات غير متزوجات والتي وصلن لسن حرج".

وأكدت لمعا:" ان السبب الرئيسي في هذه الظاهرة هو العادات والتقاليد المرتبطة بضرورة ان تتزوج البنت من ابن اعمها حتى لا يخرج ميراثها وهو عبارة عن قطعة ارض للشخص ليس من عائلتها".
.jpg?_mhk=66a15833e40fa1ef2482b671a7cef0681b0b48c8024878076a541d6c3287363df18881671d236cb07588c03067289d4b' align='center' />
324589
aa0000">اهم المطالب
طالب محمد الدباري حكومة التوافق بضرورة الاهتمام بمنطقة الشوكة باعتبارها منطقة فلسطينية وان تكون ضمن اولويات الحكومة والمسؤولين. وتابع:" نطالب بحل ازمة الكهرباء وتنفيذ المشروعات وتقديم الخدمات المدنية التى تعود بالفائدة على المواطن".

اما المواطن احمد ابو سنمية قال:" نريد تعويضا ماديا للخسائر التي تكبدناها خلال العدوان الاخير في إشارة لتجريف الأراضي الزراعية ونطالب بحل الكهرباء وتوفير الخدمات الحياتية اللازمة والبسيطة كحد ادنى لأبسط حقوقنا".

وأضاف :" أتمنى انشاء عدد من المدارس الكافية ومستشفى صحي مجهز بأحدث الاجهزة".

البعد الامني
يقول الخبير بالشؤون الامنية خضر عباس :" دائما المناطق الحدودية في فلسطين لا سميا في قطاع غزة تكون في حالة تهميش وتفتقر للخدمات الحياتية".
ونوه :"الى ان مثل هذه المناطق تكون خطيرة وصعب التعامل معها".

وأضاف:" ان المناطق الحدودية غير مفضلة للسكن والإقامة نتيجة لوضعها الأمني"

وأكد :"ان خطر المناطق الحدودية يكمن من زاويتين، الاولى زواية الخطر الإسرائيلي من ناحية الاجتياحات البرية والاعتداءات المستمرة وأيضا من زاوية الجانب الفلسطيني والمقاومة من حيث الشك بالمواطنين الذين يترددون بشكل مستمر على هذه المناطق ". مشيرا الى ان البعد الامني يشكل عاملا هاما في قلة الاهتمام والرعاية في الاماكن الحدودية.
.jpg?_mhk=9a91abda79bb7fc2344734502bafc57f5f6c50c7936aa694ae764399ddcbf74474a4953684e7f37c78e972ddabfaae27' align='center' />
324590
aa0000">قرية بلا سكان
وعلى حدود الشوكة تقع منطقة الدهينية وهي تابعة لبلدية الشوكة وتعتبر مثلث تلتقي عنده أراضي السلطة الفلسطینیة وفلسطین ً المحتلة عام 1948 والحدود المصریة جنوب شرق مدینة رفح خالية من السكان باعتبارها منطقة أمنية حساسة .

ويقول منصور بريكة في هذا الشأن:" ان قرية الدهينية تعتبر حاليا منطقة مهجورة خالية تماما من السكان ".

وتابع:" عند الاسرائيلي من القطاع عام 2005 رحل جزء من سكانها الى الأراضي المحتلة داخل الخط الأخضر وحصلوا على الجنسية الاسرائيلية وجزء اخر رحل إلى المناطق الداخلية بغزة".

واختتم حديثه مؤكدا بان الدهينية هي منطقة امنية حساسة.

وتعد قرية الشوكة نموذج لمعاناة سكان المناطق الحدودية في قطاع غزة والذين يعتبرون فئات مهمشة على الرغم من القطاع صغير جدا.