الثلاثاء: 21/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

لا تستخفوا بالرئيس باراك اوباما

نشر بتاريخ: 08/04/2015 ( آخر تحديث: 09/04/2015 الساعة: 13:34 )
لا تستخفوا بالرئيس باراك اوباما

بيت لحم- معا- تذكرون نتنياهو حين وقف أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة حاملا رسما توضيحيا يشير إلى ثلاثة مراحل في البرنامج النووي الإيراني منها المرحلة الثانية التي لا يمكن لإيران أن تعود منها إذا ما نجحت باجتيازها لذلك يجب على العالم وقفها قبل أن تصل إلى هذه المرحلة لأنها ستكون قد قطعت 90% من الطريق نحو القنبلة النووية .

مر عامان ونصف العام منذ تلك الوقفة ويبدو أن إيران قد أنهت المرحلة الثانية التي تخوف منها نتنياهو وحذر العالم من خطرها وشهدت هذه الفترة انفجارات غير واضحة وغير مفهومة داخل المنشات النووية الإيرانية كما تعرض علماء الذرة فيها إلى عدة عمليات اغتيال عبر راكبي دراجات نارية أطلقوا النار وفروا سريعا من المكان حسب تعبير محرر الإخبار الخارجية في القناة الإسرائيلية الثانية " عراد نير " الذي نشر " الأربعاء" على موقع القناة .

من غير المتوقع شن هجوم عسكري شامل على المنشات النووية الإيرانية وحتى في حال وقع مثل هذا الهجوم يقدر الخبراء بان النتيجة لن تتعدى تعطيل البرنامج النووي لسنوات معدودة فقط وان المنطقة ستتدهور نحو الحرب وستعطي في نهاية الأمر الإيرانيين الشرعية والدافع لإنتاج قنبلة نووية.

توضح التقارير الاستخبارية التي توضع يوميا على طاولة الرئيس الأمريكي المخططات والاستعدادات الإيرانية في منطقة الشرق الأوسط وخارجه وإذا نسي احدهم ذلك تولى نتنياهو تذكيره بهذا الأمر سواء عبر رسالة داخلية أو عبر موفد خاص أو من خلال خطاب علني وبعد ان فحص الرئيس الأمريكي كافة المعطيات قرر التركيز على هدف واحد يعتبر حاسما وهاما وجوهريا بالنسبة له وهو القيام بكل ما يمكن القيام به لمنع إيران من امتلاك قنبلة نووية .

وظهر بعد فحص طرق العمل الممكنة بان أفضل طريقة لتحقيق هذا الهدف هي اقناع القيادة الإيرانية بالموافقة على فرض قيود ومحددات على برنامجها النووي وحتى يضمن هذه الموافقة كان عليه أن يراعي كرامتهم واحترامهم.

وبعد أن شخص وعزل " القنبلة الموقوتة " درس اوباما وسائل المعالجة الناجعة وتدارس الخيارات الممكنة وقاد الدول العظمى وإيران نحو اتفاق تفاهمات يحافظ على كرامة الإيرانيين ويمتنع عن أهانتهم وكما هو حال كافة الاتفاقات فان الامتحان الحقيقي يتمثل بمدى الالتزام الأطراف وتطبيقها للاتفاق .

وأخيرا فان من يحدد النتيجة وفقا لوسائل الإعلام الإيرانية التي أظهرت الاتفاق بشكل مختلف هو توقيع الدول السبعة على الاتفاق القوى العظمى الخمسة المانيا وإيران وهذا التوقيع لم يحصل حتى ألان.

يحاول " خبراء" كثر الاستهزاء بالرئيس اوباما وتقديم بعض النصائح له لكنه وكما تصرف في الحالة السورية فان اوباما يحترم خصمه مع اصرار قوي على تحقيق الهدف الذي وضعه نصب عينه فهو من جرد سوريا من سلاحها الكيماوي رغم كل النبوءات السوداوية .