الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

شارع 21 يحاصر وينهب شعفاط

نشر بتاريخ: 11/04/2015 ( آخر تحديث: 11/04/2015 الساعة: 17:48 )
شارع 21 يحاصر وينهب شعفاط

القدس- تقرير معا - يطل شارع "21" بآثاره المدمرة على حي شعفاط وسكانه فيجرف في طريقه أشجاراً وحدائق يانعة والأهم من ذلك آمالاً بالاستقرار والهدوء.

يخترق ذلك الشارع الذي خطط له منذ تسعينيات القرن الماضي، وبدء بتنفيذه قبل عامين، أراضي حي شعفاط ماراً بين منازله، ليربط بين مستوطنتي "بسجات زئيف" و"النبي يعقوب" بمستوطنة "رامات شلومو" ليمتد الى الشمال (عطروت وموديعين)، وهو بذلك يدمر النسيج الاجتماعي والزراعي للحي كونه شارع سريع سيلتهم مئات الدونمات الزراعية وسيفصل بين منازل المواطنين.

وعلى أرض الواقع ستتغير حياة المواطن سعيد أبو خضير كما يراها يوما بعد يوم، حيث قال أن "الشارع الاستيطاني" سيدمر النسيج الاجتماعي في حي شعفاط وسيعزله عن امتداده وسيصادر أراضيه.

وينتاب شعور بالقلق والخوف من المرحلة القادمة، لأن بلدية الاحتلال افتتحت أجزاء من الشارع وتنوي تنفيذ باقي المخطط على حساب أراضي وساحات منزل وممتلكات المواطنين.

ويقول المواطن سعيد أبو خضير لوكالة معا :" بلدية الاحتلال شرعت قبل عامين بتنفيذ مخطط شارع "21 " الاستيطاني، وخلال الايام الماضية قامت بتجريف مساحات من الأراضي المتاخمة والمقابلة لمنازل السكان في المنطقة لاستكمال احدى مراحل مخطط الشارع."

ويشمل إنشاء شارع "21" أرصفة، ومسار للدراجات الهوائية، وبنية تحتية للمياه، والصرف الصحي، وإنارة، واتصالات، وزراعة أشجار، أما المستفيد الأول فهم المستوطنين.

وأضاف أبو خضير:"الشارع الاستيطاني يخدم المستوطنين بالدرجة الأولى، فسيكون شارعا سريعا مارا بين منازل سكان حي شعفاط، لربط مستوطنة "بسغات زئيف" و"نفي يعقوب" مع رامات شلومو من جهة وربط شعفاط "بعطروت" من جهة ثانية".

وتابع أبو خضير:"ان الشارع يمتد من مستوطنة "راموت شلومو –ريخس شعفاط" ويلتهم حوالي 110 دونما من أراضي المواطنين معظمها أراضٍ قابلة للبناء حسب بلدية الاحتلال، وبالتالي شق الشارع فيها سيحول دون البناء المستقبلي في الحي.



وأضاف ابو خضير:"يفصل الشارع الاستيطاني ما بين 400-500 دونما من أراضي تعود ملكيتها للسكان، وسيصبح الوصول اليها بحاجة لسلك طرق أطول، ومعظمها مزروعة بأشجار الزيتون".

وأوضح ابو خضير أن شارع "21" الاسيتطاني سيلحق اضرارا كبيرة بمنازل المواطنين وسيجرف الأشجار المزروعة منذ عشرات السنين، فعلى سبيل المثال سيمر الشارع من وسط ساحة منزله "المخصصة للعب الاطفال ولايقاف السيارات، كما سيمر من عدة منازل اخرى، وبالتالي سيحرم الاطفال من مكان يلعبون فيه، كما سيمر الشارع من امام المنازل مباشرة "هو شارع سريع"، مما يشكل خطرا على حياة السكان وقال :"سنخرج ويكون مقابلنا شارع سريع... نوافذ منازلنا ستكون مطلة على شارع سريع!!


وأضاف أبو خضير أن بعض الاهالي سيقومون بتغيير مداخل منازلهم لحماية أطفالهم، أو بسبب إغلاق الشارع مدخل المنزل الرئيسي.

وأوضح أبو خضير أن بلدية الاحتلال سلمت 4 منازل أوامر هدم لصالح الشارع الاستيطاني، تأوي حوالي 15 شخصاً.

ولفت أبو خضير أن العائلات المتضررة قدمت اعتراضاتها على مشروع الشارع الاستيطاني، موضحين الاضرار الناجمة عنه، الا ان سلطات الاحتلال ردت اعتراضاتهم لصالح الشارع، كما عرضت على العديد من السكان "التعويض المالي" بسبب الضرر الناجم عنه، الا انه رفضوا ذلك.

وقال ابو خضير:"التعويض يعني البيع للاحتلال، وهذا ما نرفضه لأي غرض وتحت أي مسمى إن كان شارع او لمنفعة عامة، فالشارع هدفه سياسي بحت وليس خدماتي".


وأوضح ان سلطات الاحتلال صادرت الاف الدونمات من أراضي حي شعفاط طوال السنوات الماضية لصالح المستوطنين، حيث صادرت سابقا ما يزيد عن 100 دونم من الاراضي لشق الشارع الاستيطاني الذي يربط بين "بسجات زئيف والتلة الفرنسية" "من الجهة الشرقية لحي شعفاط، كما تم مصادرة الارضي لبناء الوحدات الاستيطانية، اضافة الى مشروع "القطار الخفيف" بالمنطقة، ومن الجهة الجنوبية تم شق شارع "راموت – معالي ادوميم".

واعتبر ابو خضير أن مصادرة الاراضي هو من أجل فصل شعفاط عن محيطها وتحويلها الى مربع معزول ومحاصر من كافة الجهات بالمستوطنات والشوارع الاستيطانية.

وحسب المختص في شؤون الاستيطاني أحمد صب فأن مخطط شارع 21 مطروح منذ تسعينات القرن الماضي، وسيتبع شق الشارع بناء (1500) وحدة استيطانية بمستوطنة "رمات شلومو"، وهو مشروع كانت قدمته ما تسمى بـ"اللجنة اللوائية"، واشترطت مقابلة "الداخلية الإسرائيلية" شق شارع (21) حتى تصادق عليه.


وأكد صب لبن أن هذا الشارع الاستيطاني يعتبر السبب الرئيسي الذي كان وراء المصادقة على مخطط توسيع مستوطنة "رمات شلومو" عبر اضافة 1500 وحدة استيطانية تم المصادقة عليها خلال الاعوام الماضية وقد طرحت عطاءات لبناء 600 وحدة ضمن هذا المخطط.

وأضاف صب لبن أن مخطط الشارع يعمل على ربط مستوطنة "التلة الفرنسية" وما يحيطها بمنطقة "عطروت" شمال مدينة القدس، ويمر هذا الشارع في مسار بمحاذاة مستوطنة "رمات شلومو" ليضيف لها مدخلين إضافيين.


تقرير : ميسة أبو غزالة