الجمعة: 17/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

حدائق الحيوانات في غزة بلا راع

نشر بتاريخ: 22/04/2015 ( آخر تحديث: 22/04/2015 الساعة: 10:52 )
حدائق الحيوانات في غزة بلا راع

غزة - تقرير معا - تعرضت حدائق حيوانات في قطاع غزة إلى استهداف اسرائيلي صارخ في الحروب السابقة، لا سميا حرب 2012 والحرب الأخيرة في تموز 2014، ما خلف دمارا هائلا في البنية التحتية لهذه الحدائق، ومقتل عدد كبير من حيوانات..فهل هناك عناية طبية مختصة للحيوانات وهل هناك اهتمام بهذه الحدائق..فحدائق الحيوان ليست اماكن ترفيه فقط بل ثروة حيوانية..


معا حاولت التعرّف على حالة هذه الحدائق خاصة من ناحية الرقابة القانونية وتوفر شروط السلامة اللازمة للزائرين.


آلية ادخال الحيوانات
اوضح فتحي جمعة صاحب حديقة حيوان لمراسل معا ان هذه الحديقة افتتحت في العام 2003، وفي البداية تم ادخال جزء من الحيوانات بشكل رسمي عبر المعابر الحدودية، لكن الحصار المفروض على القطاع منذ عدة سنوات بالإضافة إلى عدم توافر أصناف عديدة من الحيوانات في غزة، إلى جانب عدم وجود أي محميات طبيعية جعل جلب الحيوانات مقتصر على الأنفاق قبل اغلاقها، موضحا ان عددا كبيرا من الحيوانات تم ادخالها عبر الإنفاق باعتبارها المتنفس الوحيد لأهال القطاع.


إمكانيات بسيطة
وأكد جمعة في حديث لـ معا أن الإمكانيات البسيطة للحديقة وحدائق القطاع بشكل عام أثرت بشكل واضح على محاولة تطوير وتعزيز الثروة الحيوانية بالقطاع.


ونوه أن الحديقة تعرضت لاستهداف اسرائيلي في حرب 2008 والتي أدت إلى قتل عدد كبير من الحيوانات وخسائر في البنية التحتية للحديقة، مطالبا مؤسسات الرفق بالحيوان إلى استنكار وشجب ما تقوم به إسرائيل من استهداف وتخريب واضح لمتنفس مهم للأسرة الغزية.


وقال جمعة " ان الأمر لم يتوقف على الاعتداء الكبير الذي تعرضت له الحديقة، بل تجاوزتها لتشمل الإهمال الطبي وعدم خبرة الأطباء البيطريين بالصورة المطلوبة"..


ابرز المعوقات
وتحدث صاحب الحديقة لـ معا عن ابرز المعوقات التي تواجهه متمثلة بفي عدم وجود محميات طبيعية للحيوانات وغياب اهتمام أصحاب القرار بالثروة الحيوانية، اضافة لضعف الرعاية البيطرية المقدمة للحيوانات إلى جانب قلة خبرة الأطباء في علاج العديد من الأمراض التي تعتري الحيوانات.


الدخل
معا توجهت بالسؤال لفتحي جمعة عن مدى الاستفادة المادية والأرباح التي تحققها حديقة الحيوان فأجاب قائلا:" عندما افتتحت الحديقة بالبداية كانت تحقق ربحا ماديا جيدا، ولكن بالآونة الأخيرة ونتيجة للظروف المادية والاقتصادية التي يعيشها الناس بغزة أثرت بشكل واضح على ضعف المردود المادي للحديقة.


ونوه انه في بعض المناسبات كأيام العيد والإجازات وأيام الخميس والجمعة تزداد نسبة الزيارات للحديقة من العائلات والشباب والأطفال.


الرواية الرسمية
الدكتور حسن عزام نائب مدير الخدمات البيطرية رد على الاتهامات بالاهمال الطبي للحيوانات قائلا:" يوجد رقابة ومتابعة لكافة حدائق الحيوان بغزة من خلال خمس مديريات بالقطاع"، ويتم متابعتها بشكل دائم ويتم تقديم التطعيمات اللازمة للحيوانات لضمان عدم انتقال اي نوع من الأمراض والعدوى للجمهور.


ونفى عزام أن يكون هناك ضعف في الكادر الطبي البيطري مؤكدا توفر كافة الكفاءات المهنية في هذا التخصص.


طموح مستقبلي
وأعرب عزام عن أمله في تنفيذ بلدية غزة مشروع إنشاء حديقة حيوان مركزية في المدينة وتحت إشرافها، مشيرا بالوقت ذاته لوجود مخطط من جانب البلدية للبدء بتنفيذ هذا المشروع الضخم غير أن استهداف إسرائيل المتكرر لحدائق الحيوانات والتكاليف الباهظة المترتبة على تدمير هذه المنشآت أرجئ البدء بعملية التنفيذ.


نداء مشروع
وتوجه كل من جمعة وعزام بنداء إلى مؤسسات المجتمع الدولي لا سميا المختصة بشؤون الحيوانات إلى الضغط على إسرائيل لمنعها استهداف المنشآت الحيوانية باعتبارها أماكن ترفيهية للمواطنين معربين عن أملهم أن يلقى نداء استغاثتهم استجابة لدى هذه المؤسسات.


أراء متباينة
توجهت معا إلى مجموعة من المواطنين لسؤالهم عن مدى استفادتهم من وجود حدائق للحيوانات بغزة باعتبارها أماكن للترفيه.

فقال المواطن محمد علي 32 عاما :" اعتقد أن الأوضاع المعيشية إلي بنعشيها وعدم وجود فرص عمل وقلة الدخل يقلل من اهتمامنا بالذهاب إلى حديقة حيوان أو اى مكان آخر للترفيه".

بينما المواطن محمود عبد القادر 28 عاما فقال :" أن دائم التردد على الأماكن الترفيهية ومن ضمنها حدائق الحيوان وبلتقط صور تذكارية مع زوجتي في هذه الأماكن".

ولسناء عامر رأي مشابه لمحمود حيث أوضحت:" انه كل 10 أيام تخرج مع زوجها وولديها إلى حديقة حيوان بغزة لتلبية رغبة أبنائها في مشاهدة الحيوانات".