في فلسطين - رمضان اقل اثارة واكثر احتداما - مدفع رمضان ممنوع ومدافع اسرائيل تلعلع ... صيام السجون وافطار الحواجز

بيت لحم - تقرير معا - يختلف شهر رمضان في فلسطين عن اية بقعة اخرى ، فاجواء الاحتلال تفرض نفسها في كل خبايا حياة المواطن والصائم / وفي فلسطين الناس مكافحون ويستخدمون كل حيلهم الدفاعية للبقاء هادئين رغم كل عوامل التوتر والاحتدام .

ومن دون خيم فنية رمضانية - وان وجدت تكون مفتعلة - ومن دون سهر او سمر يقضي الفلسطينيون هنا شهر رمضان وهم يبحثون عن سبب يقنعهم بضرورة الحياة الطبيعية في زمن غير عادي .

عامة الناس:
________________

غالبية الناس يصحون مبكرا وفي العادة قبل ساعة او ساعتين من الوقت المحدد للدوام في الوظيفة او الجامعة ، لكي يتمكنوا من اجتياز الحواجز العسكرية وعمليات التفتيش والالتفاف عشرات الكيلومترات حول الطرق التي تسارع اسرائيل لاغلاقها بحجة دواع امنية.

وغالبية الناس تترك مقاعد الوظيفة والعمل والدراسة مبكرا لتتمكن من الوصول الى المنزل قبل ساعة الافطار - في الوضع العادي تبعد القدس عن رام الله 5 دقائق بالسيارة ولكنها بوجود الحواجز تحتاج الى ساعتين او ثلاث - بالحد الادنى.

طلبة المدارس والجامعات:
__________________________


يجري تقليص الحصة المدرسية الى 35 دقيقة ليتمكن التلاميذ من الصمود والتركيز في الصف الدراسي وليتمكن المعلم من التواصل معهم.

واما طلبة الجامعات فغالبيتهم " مناضلون" لانهم يضطرون الى المرور مرتين من امام حواجز الاحتلال وغالبا ما يصيح المؤذن ساعة الافطار وهم لا يزالون على حاجز هنا او حاجز هناك.

السواقون عصبيون ومسرعون:
____________________________


وفي فلسطين تنتشر ظاهرة ان السائق الصائم غاضب معظم الوقت وعصبي المزاج (على اعتبار انه في الايام العادية هاديء المزاج) فترى السيارات تتسابق مثل خيل جامحة ولكن الوقوف امام محل للحلويات او سوبر ماركت يزيد الحالة العصبية ويفضل عدم مجادلة السواق لان النتائج غير مضمونة.

غزارة في الانتاج وسوء في التوزيع:
_______________________________


يصطف الناس طوابير امام محلات الكنافة والحلويات والقطايف في الساعة التي تسبق الاذان , اما قبل ذلك وبعد ساعة الافطار فلا تجد احدا في الشارع .


بضائع اسرائيلية فاسدة:
_______________________


في كل شهر فضيل تحاول عصابات اعماها الطمع تسويق بضائع فاسدة مثل التمور والشراب ويكون مصدرها المستوطنات الاسرائيلية المجاورة. فهذا تاجر اسرائيلي منعته وزارة الصحة الاسرائيلية من تسويق بضاعته لانها فاسدة او تاريخ صلاحيتها منتهي يقوم ببيعها الى (تاجر) فلسطيني بدل القائها في النفايات .. وهنا تلعب الضابطة الجمركية ودوريات الشرطة ووزارة الاقتصاد دورا هاما في ملاحقتهم .

نهار شاق وليل للفضائيات:
_________________________


ولان الانشطة محدودة ومعظم المدن الفلسطينية تحت الاحتلال لا يفضل الجمهور الحركة في الليل فيتابعون مسلسلات الفضائيات العربية من داخل منازلهم ، وان كانت كل مدينة تبحث عن نشاط مميز في كل شهر الا ان الدارج هو مشاهدة التلفزيون والمشاركة في المسابقات عبر الهاتف.

وفي حال عدم وجود اجتياح او قصف او حملة اعتقالات يطيب للفلسطيني الصائم ان يسهر ويتأثر بمسلسل هنا او مسابقة هناك.

الاسرى، جائعون وصائمون:
_________________________


يفاخر الاسرى بطقوس شهر رمضان ، وعبر مسيرة نضالات الحركة الاسيرة في السجون الاسرائيلية تمكن الاسرى من تحقيق انجازات (حقوق) على هذا الصعيد مثال ان يقوم الاسرى المسلمون باعداد وجبات الطعام والحلوىبأنفسهم .

شعب صعب المراس ولكنه طيب القلب:
__________________________________


ان عبارة الشهيد الزعيم الراحل ياسر عرفات (شعب الجبارين) يمكن تعريفها (شعب صعب المراس) فهو شعب بغالبيته مثابر و "مكابر " يعضّ على جراحه ويدعي بانه في افضل حال رغم شظف العيش .

ويلاحظ ايضا ان الفلسطينيين لا يميلون عادة للغناء بل الى لهتاف ، ويدربون اطفالهم على المبارزة بدل اللعب ، ويفضلون الوجبات التي يكثر فيها الارز واللحوم ويستهلكون الخبز بمناسبة او من دون مناسبة ..ويحبون الحياة اذا ما استطاعوا اليها سبيلا فيضحكون بصوت عالي ويبكون بصمت .

اسرائيل وشهر رمضان :
________________________


اسرائيل ومنذ اكثر من عشرين عاما تخشى شهر رمضان عند الفلسطينيين وتفرض حصارا عسكريا شاملا على الاراضي الفلسطينية ، لانها تعتقد انهم يحبون التضحية والاستشهاد فيه، كما تخشى ان تفتح ابواب المسجد الاقصى للصلاة للمصلين ، وتقيّد دخول الصلاة على من يبلغ من العمر اقل من 45عاما ...
ومع ذلك يقفز الفلسطينيون عن الجدار ويلتفون على الحواجز ويصومون ويصلون في وسط شوارع القدس المحتلة اذا ما منعتهم الشرطة الاسرائيلية من الوصول الى باحات المسجد الاقصى ، ويصلون امام الجرافات وحول المستوطنات وقرب الجدار في صورة تحد للاحتلال - الى ان يقضي الله امرا كان مفعولا.