الجمعة: 26/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

زاهي وهبي.. عيار شعري ثقيل

نشر بتاريخ: 10/06/2015 ( آخر تحديث: 10/06/2015 الساعة: 13:59 )
زاهي وهبي.. عيار شعري ثقيل
عمان- بيت لحم- معا- أنهى الاعلامي والشاعر اللبناني زاهي وهبي مؤخرا "لقاء تعارفيا في قالب تدريبي بتبادل الخبرات مع مجموعة من الاعلاميين والصحفيين الفلسطينيين والاردنيين في العاصمة الأردنية عمان".

وعبر ثلاثة أيام من اللقاءات المكثفة وتبادل التجارب والخبرات بين الصحفيين بارشاد وتوجيه من الاعلامي اللبناني الكبير زاهي وهبي في مركز تطوير الاعلام الأردني وبتنسيق من مركز الاعلام – جامعة بير زيت, تحدث الاعلاميون عن تجاربهم الشخصية في العمل الصحفي وفي المؤسسات الاعلامية التي ينتمون اليها وأبرزها فضائية معا, حيث شاركت الزميلتين رنا أبوفرحة وسمر الدبس, ومن تلفزيون فلسطين, وقناة الفلسطينية, وفلسطين اليوم, ومن الأردن شارك أيضا" عدد من الاعلاميين الأردنيين من قناة رؤيا وبعض الاذاعات الأردنية.

وتحدث الاعلامي وهبي على مدار ثلاثة أيام عن تجربته في الاعلام اللبناني بشكل خاص والاعلام العربي بشكل عام, مشيرا" الى أن تجربته تجاوزت في حصيلتها الـ25 عاما, قدم خلالها البرنامج الحواري الاسبوعي الاكثر شعبية في مسيرته "خليك بالبيت" لسنوات كثيرة في تلفزيون المستقبل اللبناني, قبل أن ينتقل في العام 2011 الى قناة الميادين ليقدم برنامج "بيت القصيد "الاسبوعي والذي يبث حتى اليوم.

زاهي وهبي أشار الى تجاربه المختلفة خلال اللقاءات, وأوضح أن العمل الصحفي خصوصا" اجراء المقابلات الثنائية وحتى الثلاثية وأكثر كونها من اختصاصه تحتاج للتحضير, كما كل انتاج ناجح بحاجة الى التحضير المسبق والمتقن والاعداد الدقيق وأهميته في انجاز أي عمل اعلامي.

كما وتحدث خلال الايام الثلاثة عن مراكز الضعف والقوة لدى الاعلامي ومجاراتها.

بالاضافة الى أن زاهي وهبي اعلامي لبناني وعربي مرموق, فهو أيضا" شاعر, وخلال لقاءنا به لم نسطيع أن نميز ذلك الشاعر الانسان عن هذا الاعلامي المتمرس الذي رافقناه على مدار ثلاثة أيام حدثنا فيها عن حياته الشخصية, العائلية, المهنية, وعن شعره وأكثر!

في غالب شعره يكتب وهبي عن المرأة والطفولة والحنين الى الماضي, وفي شعره الكثير من الانفعال العابر وزخرفة الألفاظ الجميلة والاساسية في العمل الشعري الاصيل.

ويلاحظ أن شعره مستوحى من البيئة المباشرة والمحيطة ولا تجد فيه الكثير من استحضار الصور.

أما عن اصداراته الشعرية الأخيرة فيلاحظ نزوعه الى التأمل في القضايا الوجودية كالموت والحيا والخالق والمخلوق وغيرها. وبعض قصائدة ونثرياته ترجمت الى الفرنسية, الانكليزية, وبعضها الى الاسبانية أيضا".

غنى له مارسيل خليفة, أحمد قعبور, وأميمة خليل. التي غنت له قصيدة "أعرف بلادا" .
ولعلنا نذكر بعض أبرز دواوينه الشعرية, مثل - حطاب الحيرة – صادقوا قمرا" – في مهب الريح – راقصيني قليلا" .
ومن مؤلفاته النثرية – ثلاث دقات – بيروت المدينة المستمرة – قهوة سادة – وحبر وملح.

قد لا يغيب عن بال الشاعر العربي قضية فلسطين, وهي ذات حال وهبي, الذي عبر عدة مرات خلال لقاءنا به أن أمنيته بزيارة فلسطين. وهبي الذي حال تلتقيه لن تشعر أنه لبناني فحسب, بل أنه فلسطيني الهوية, والتجربة والحياة, وهو بالضبط كمن عاش في أزقة القدس, وكمن قطف برتقال يافا, وكمن أضاء شمعة فوق مهد المسيح, وكمن صلى الفجر في الاقصى وغاص في شواطىء عكا, وكمن تظاهر ورمى حجروكلمة, وأطلق عيار شعري ثقيل على محتل غاشم.

وكتب وهبي عن فلسطين ولفلسطين كثيرا", كما روى لنا عن تجربته في سجون الاحتلال الاسرائيلي أيام الحرب على لبنان.

وبعض من ما كتبه وقاله وهبي :هنا زرعوا بلد في بلدك وجسدا في جسدك جسر في ضلوعك..هنا القدس هنا الامس هنا الغد هنا قبة الله على الارض.. وتذكر وانت تتذكر أن هناك من يجلس على اريكة ابيك لا تنسى انهم أعداء من الماء الى الماء. 

كما وعبر وهبي عن عظيم سعادته وغبطته بحصوله على جواز السفر الفلسطيني الذي أكد لنا أنه يحمله معه في كل سفراته وتنقلاته. 

وأما عن قصة جواز السفر الفلسطيني, فأسهب وحدثنا عن ما حصل معه وقيام الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتقديمه له, قائلا" أن الرئيس عباس بعد أن سمع عن أمنية وهبي أن يكون لديه جواز سفر فلسطيني, اتصل به وقدمه له!

وحين سألناه كيف بدأت القصة أوضح وهبي انه التقى قبل سنوات بالاعلامي اللبناني نيشان في برنامج "أكيد مايسترو" وكعادته نيشان سأله عن الجواز الذي يتمنى أن يكون لديه الى جانب جواز السفر اللبناني , فأجاب وهبي بالجواز السفر الفلسطيني, , حيث كانت بدت ملامح الدهشة واضحة على وجه نيشان , لأن الجواب المتوقع وقتها كان أمنيته بالحصول على جواز سفر أوروبي أو أمريكي مثلا" كحال الشباب العربي الذي يبحث عن حرية حركة وتنقل لا يوفرها اللبناني ويزيدها صعوبة الفلسطيني, انما وهبي يبحث عن الفائدة المعنوية, كما أكد!

الاعلامي زاهي وهبي اللبناني الفلسطيني ولد في 5 مايو 1964 في جبل عامل في لبنان, ومتزوج من الاعلامية اللبنانية رابعة الزيات.

بقي أن نذكر أننا حين التقيناه حظينا بشرف معرفته الشخصية وتجربته المهنية, كما وحظينا بالشرف الأكبر حصولنا على نسخة من كتابه الشعري الذي خصصه لفلسطين " هوى فلسطين". هذا الكتاب الذي يحوي قصائد ومختارات شعرية كتب فيها عن بلاده الاخرى فلسطين, ولعل أبرز محتوياته قصيدة – لكم الدولة – وأقلام محمود درويش – أغنية لرنا – وشم الريح في الحجر ,,وأكثر, عن زاهي وهبي.
تقرير: رنا أبو فرحة- عمان