الثلاثاء: 21/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

مؤتمر بعنوان "صنابير جافة – بعد عام من وقف اطلاق النار على غزة"

نشر بتاريخ: 26/08/2015 ( آخر تحديث: 26/08/2015 الساعة: 14:10 )
غزة- معا- ألقت مجموعة المياه والصرف الصحي والنظافة في الحالات الطارئة (EWASH) ومصلحة مياه بلديات الساحل وسلطة المياه الفلسطينية الضوء على وضع قطاعي المياه والصرف الصحي في قطاع غزة وأهم المشاكل التي تعيق تطوير مرافق المياه والصرف الصحي من خلال مؤتمر بعنوان "صنابلير جافة – بعد عام من وقف إطلاق النار على غزة" يلقي.

وتطرقت منسقة المجموعة في غزة عبير أبو شاويش إلى أهمية التركيز على الوضع المائي المتدهور في قطاع غزة بشكل مستمر، ولذا جاء هذا المؤتمر والجولة الميدانية التي تتبعه، حيث سيتم تسليط الضوء على هذه الأزمة من خلال وسائل الإعلام. 
 
وتحدث في المؤتمر المهندس منذر شبلاق مدير عام مصلحة المياه ونوه في البداية إلى أن غزة شهدت إصراراً كبيراً على المضي قدماً في إعادة بناء ما تم تدميره خلال العدوان على كافة المستويات رغم المعوقات العديدة التي تقف بوجه إعادة الإعمار، من جهة أخرى أشار شبلاق إلى أن قطاع المياه يعاني منذ سنوات من انهيار تدريجي خاصة في جودة المياه، وأيضاً عدم التمكن من إعادة استخدام المياه العادمة للتخفيف من حدة أزمة المياه بتخفيف السحب من الخزان الجوفي.

وفي حديثه قال شبلاق "لقد تمكنا خلال العام بعد العدوان على غزة من جلب 34 مليون دولار لإصلاح ما تم تدميره من منشآت ومرافق للمياه والصرف الصحي" ، وأضاف "العديد من المؤسسات المانحة شاركتنا الإعمار المؤقت والمتوسط وطويل الأمد وذكر منها اللجنة الدولية للصليب الأحمر و KFWوالتنمية الإسلامية واليونيسف والبنك الدولي والعديد من المؤسسات المانحة الصديقة.

وأوضح شبلاق أنه تم إصلاح وتأهيل جميع المنشآت التي تم تدميرها بشكل جزئي في البداية ولا زال العمل مستمر لإعادة بناء وإعمار ما تم تدميره بشكل كامل ،على الرغم من وجود معيقات كبيرة في إدخال المواد الإنشائية اللازمة للبناء بسبب الحصار المستمر المفروض على قطاع غزة.

وأكد شبلاق على أن ما يزيد من صعوبة وضع المياه والصرف الصحي في غزة تفاقم أزمة الكهرباء التي تتمثل في نقص عدد ساعات توصيل الكهرباء مما يؤثر على تشغيل المرافق ونقص كميات الوقود اللازمة لتشغيل المولدات، أيضاً عدم قدرة المولدات على العمل لساعات أكبر من طاقتها ، وأشار إلى الوضع السيئ الذي يعاني منه المواطنون في مدينة رفح خاصة في فصل الصيف حيث لا تصلهم المياه في بعض مناطقها إلا مرة كل أسبوع بسبب ضعف التيار الكهربائي الواصل لها من الخطوط المصرية وعدم القدرة على تشغيل المولدات لساعات كافية لضخ كميات مناسبة من المياه للمواطنين وتشغيل مرافق الصرف الصحي لمنع حدوث كوارث بيئية وصحية.

وناشد شبلاق في نهاية حديثه العالم أجمع بالمساعدة في وضع حد لمعاناة المواطنين في قطاع غزة ومنع حدوث كوارث بيئية وصحية.

وأشار نائب رئيس سلطة المياه المهندس ربحي الشيخ إلى الأزمة التي يعانيها قطاع المياه والصرف الصحي وحجم الأضرار التي لحقت به، موضحاً أن إعادة إعمار المرافق المتضررة تسير ببطئ لكن الجهود متواصلة في هذا الجانب.

وتحدث م. الشيخ أيضا عن المشاريع الإستراتيجية التي من شأنها الحد من استنزاف مياه الخزان الجوفي ومنها مشاريع تحلية مياه البحر ومشاريع معالجة وإعادة استخدام مياه الصرف الصحي عن طريق حقنها في الخزان الجوفي واستخدامها في المجال الزراعي.

وتستهدف هذه المشاريع أيضاً تحسين شبكات المياه والصرف الصحي لتحسين كمية ونوعية المياه المقدمة للمواطنين والتقليل من الفاقد في المياه. وقال إن هناك عراقيل وتحديات تواجه هذه المشاريع وتنفيذها، لذلك لابد من وجود دعم دولي لهذه المشاريع على المستويين السياسي والمالي. 

وأضافت مجموعة المياه والصرف الصحي في الحالات الطارئة أن الحصار بالإضافة إلى الطرق التي كان لا بد من إيجادها للتغلب عليه (مثل آلية إعادة الإعمار وطلبات استيراد المواد ذات الاستخدام المزدوج) قد حال دون صيانة وإعادة الإعمار والتنمية في قطاع المياه والصرف الصحي.

واشارت المجموعة ان الحرب كانت هناك نداءات واسعة النطاق من جانب المجتمع الدولي لعدم العودة الى الوضع الذي كان قائماً، إلا أن الوضع في غزة يعتبر أسوأ في الوقت الحاضر مما كان عليه قبل الحرب. يمكن لغزة التعافي والتطور فقط إذا تم إعادة تأهيل اقتصادها، حيث يمكن لسكانها التحرك بحرية، وأن يتم إعادة توصيلها ببقية الأراضي الفلسطينية. كل هذا لا يمكن أن يحدث إلا اذا تم رفع الحصار، الذي يعتبر غير قانوني لأنه يمثل شكلاً من أشكال العقاب الجماعي.

وعليه فقد أكدت مجموعة المياه والصرف الصحي والنظافة في الحالات الطارئة علي ضرورة اتخاذ خطوات جدية من قبل المجتمع الدولي والممولين ودول الإتحاد الأوروبي بالضغط علي إسرائيل لرفع الحصار فورا عن غزة والسماح بإدخال جميع المواد اللازمة لإعادة إعمار مرافق ومنشأت المياه والصرف الصحي وتطوير القطاع وادخال الكميات الكافية من السولار لتشغيل محطة غزة للطاقة والوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية الاحتياطية، وأيضا مطالبة اسرائيل باحترام القانون الإنساني الدولي من خلال حماية المنشأت المدنية والبنية التحتية للمياه والصرف الصحي وعدم استهدافها، ومطالبة اسرائيل بالتعويضات في حال تعرضها أو تدميرها للمنشأت المدنية والبنية التحتية، ومحاسبة إسرائيل لانتهاكها للقانون الدولي والقانون الانساني الدولي. 

وانطلق المشاركون في المؤتمر من الصحافيين والإعلاميين وأعضاء من مجموعة المياه والصرف الصحي والنظافة في الحالات الطارئة في جولة ميدانية إلي ثلاث مرافق مياه وصرف صحي تم تدميرها خلال العدوان، حيث زاروا موقع خزان مياه المنطار الذي تم تدميره بشكل كامل خلال العدوان ومضخة صرف صحي غزة رقم "1" .