السبت: 04/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

مرض مجهول يداهم طفلة فلسطينية من محافظة طوباس والاطباء يعلنون عجزهم عن العلاج

نشر بتاريخ: 18/09/2005 ( آخر تحديث: 18/09/2005 الساعة: 10:25 )
جنين - معا- هل سألت نفسك إذا كنت تعاني من مرض وأنت لا تشعر به؟ وإذا شعرت بالمرض وعلمت به فماذا سيكون شعورك عندما يخبرك الطبيب ان المرض غريب من نوعه ولا يستطيع علاجك ولا يمكن الشفاء منه؟.

الطفلة مرح بشار سعيد أبو حسن 11 سنة من محافظة طوباس تعاني من مرض عجيب وغريب من نوعه أطلق الأطباء على مرضها " بالحمى المجهول ".

أصيبت بهذا المرض في شهر شباط/ فبراير 2005 وأصيب من قبلها شقيقها عبد الرحمن 6 سنوات بنفس المرض وفارق الحياة في شهر شباط/ فبراير 2004 وقد صارع هذا المرض المجهول منذ سنتين، اما الأطباء فقد رفعوا راية الاستسلام وأعلنوا عجزهم عن شفاء عبد الرحمن وفرح لغموض مرضهم.

تقول جمانة أبو حسن والدة الطفلين: "عندما أصيب عبد الرحمن بهذا المرض في البداية لم نهتم بالموضوع حيث ظهرت عليه الحرارة ولكن بعد مرور أسبوعين وبقاء الحرارة قلقنا وعرضناه على جميع الأطباء لكنهم يقولون انه لاشيء يقلق أنها مجرد حرارة وذهبنا به الى عمان ولكن من دون فائدة".

وأضافت جمانة " بقينا على هذا الحال لمدة سنتين حتى اخذ الله عبد الحمن الى جواره وقلنا انه قضاء وقدر ولكن بعد سنة بالضبط أصيبت فرح بنفس المرض حيث ظهرت عليها نفس الأعراض التي ظهرت على شقيقها عبد الرحمن".

واضافت جمانة "ذهبنا بفرح إلى مستشفى المطلع - والذي توفي فيها شقيقها - في القدس ومنها تم تحويلها إلى المستشفى الأردني في عمان ومكثت هناك مدة شهر ونصف ولم يستطيعوا تشخيص المرض فرفع الطبيب الأخصائي يديه واستسلم وقال لي سلمي أمرك لرب العالمين ".

لم تستسلم جمانة في عرض ابنتها على الأطباء فرجعت إلى طوباس وذهبت إلى مستشفى هداسا عين كارم بعد إن منعتها السلطة الفلسطينية من الرجوع إلى الأردن لسبب واحد وذكرت جمانة السبب " لعجز السلطة دفع تكاليف العلاج حيث كلفت السلطة 160 ألف شيكل ".

وأضافت جمانة " ذهبنا إلى مستشفى هداسا عين كارم في إسرائيل ومكثت 36 يوما من دون فائدة فقد صعق البروفيسور الذي اشرف على علاج فرح وقال انه لأول مرة تمر عليه حالة كحالة فرح ولم يستطيع إيجاد أي حل ولو بشكل بسيط كما قالت جمانة.

وتابعت حديثها " طلب منا الأطباء في هداسا عين كارم مراجعة المستشفى في شهر تشرين أول/ أكتوبر القادم لاستئناف العلاج علهم يجدون حلا لهذا المرض المجهول".

وحول أعراض المرض التي ظهرت على فرح تقول جمانة " فرح تمارس حياتها بشكل عادي فهي تذهب إلى المدرسة كل يوم وتنام وتأكل وتذاكر دروسها وتلعب مع اخوتها ولكنها مصابة بارتفاع في درجة الحرارة داخل جسمها والتي تصل إلى 40 درجة ولكنها في الآونة الأخيرة شعرت فرح بالإحباط واليأس الشديدين لأنها علمت بأن المرض الذي أصيبت به قتل شقيقها الذي أصيب بنفس المرض".

ووصفت عائشة دراغمه المرشدة النفسية التي تشرف على فرح وضعها النفسي السيء للغاية والانطواء والصمت الدائم وأضافت " كما أن فرح خسرت عاما دراسيا كاملا لعدم مكوثها في البيت والتنقل بين المستشفيات للعلاج".

وقالت " ان فرح لم تستمتع بطفولتها كباقي الأطفال أدعو الله بشفائها العاجل".

وقال والد فرح بشار أبو حسن " لقد دفعنا إلى الآن 70 ألف شيكلا تكاليف العلاج مع مساعدة السلطة لنا والتي بلغت 160 ألف شيكل والى الآن لم نتوصل الى أي حل".

وتابع بشار كلامه بحرقة " أريد أن ادفع الملايين من الشواكل مقابل ان تشفى ابنتي من هذا المرض الملعون الذي راح ضحيته ابني عبد الرحمن".

وقاطعت جمانة حديث زوجها والدموع تسيل من خديها قائلة: " أطالب الرئيس أبو مازن والوزارات والصحة والعالم بأكمله إنقاذ ابنتي لا أريد أن افقدها كما فقدت ابني من قبلها ".

يشار الى أن والد فرح عاطل عن العمل منذ سنة تقريبا كما أن والدتها التي تملك شهادة التمريض عاطلة عن العمل أيضا كما أن لفرح اثنين من الاخوة الذكور واثنتان من الاخوات الاناث.