الجمعة: 19/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

رسائل متطابقة بشأن التصعيد الإسرائيلي في الأقصى

نشر بتاريخ: 23/09/2015 ( آخر تحديث: 23/09/2015 الساعة: 15:24 )
رسائل متطابقة بشأن التصعيد الإسرائيلي في الأقصى
بيت لحم- معا- بعث السفير الدكتور رياض منصور، المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة في نيويورك، رسائل متطابقة الى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن (الإتحاد الروسي) ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، في متابعة لرسائله السابقة بشأن تصاعد التوتر بشكل خطير في القدس الشرقية المحتلة بسبب السياسات غير القانونية والأعمال الاستفزازية والتحريضية المستمرة من جانب إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، ومستوطنيها المتطرفين ضد الشعب الفلسطيني وأراضيهم ومقدساتهم، وخاصة في الحرم الشريف والمسجد الأقصى، مما يزيد من تفاقم التوترات والحساسيات الدينية بين الشعب الفلسطيني والسلطة القائمة بالاحتلال ويهدد بمزيد من زعزعة الاستقرار على الأرض.

وذكر السفير منصور أن إسرائيل تزيد من تصعيد أعمال التحريض والاستفزاز في الوقت الذي يستعد فيه المسلمون الفلسطينيون للاحتفال بعيد الأضحى المبارك في حين أن المجتمع الدولي، بما في ذلك مجلس الأمن، دعوا السلطة القائمة بالاحتلال الى ممارسة ضبط النفس والامتناع عن الأعمال الاستفزازية والتحريضية والحفاظ على الوضع التاريخي الراهن للحرم الشريف ولكن السلطة القائمة بالاحتلال، جنبا إلى جنب مع المستوطنين المتطرفين، يفعلون عكس ذلك تماما.

في هذا الصدد، أمر رئيس وزراء إسرائيل أن تقام نقاط تفتيش إضافية في جميع أنحاء القدس الشرقية المحتلة وكذلك دعا الى استدعاء 800 شخص اضافي من رجال الاحتياط جنبا إلى جنب مع الآلاف من ما يسمى بشرطة الحدود في المدينة. بالإضافة إلى ذلك، فرضت قوات الاحتلال الإسرائيلي قيودا على دخول المسلمين إلى الحرم الشريف والمسجد الأقصى والسماح للرجال فوق سن ال 40 فقط بدخول الحرم الشريف.

وأضاف السفير منصور أن الوضع لا يزال متوترا للغاية بعد الهجمات العنيفة الاسبوع الماضي التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي جنبا إلى جنب مع المستوطنين المتطرفين ضد المصلين الفلسطينيين في المسجد الأقصى والحرم الشريف. خلال هذه الهجمات، استخدمت قوات الاحتلال القوة المفرطة لمنع دخول المصلين الفلسطينيين وتسببت في إصابات خطيرة للمئات منهم من خلال استخدامها للغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت والرصاص المغلف بالمطاط. وتسببت الاشتباكات التي اندلعت في العديد من أحياء وقرى القدس الشرقية الى اصابة العديد من المدنيين الفلسطينيين، من بينهم الطفلة سالي يوسف محيسن، 13عاما، التي اصيبت بعيار مطاطي في رقبتها.

وذكر السفير منصور أن مثل هذه الانتهاكات الإسرائيلية الجسيمة ضد الأطفال مستمرة مع استمرار السلطة القائمة بالاحتلال في التمتع بثقافة الإفلات من العقاب التي تشكل حماية لقواتها من التعرض للمساءلة عن الجرائم التي ترتكبها ضد المدنيين الفلسطينيين، بمن فيهم الأطفال. وتتضح ثقافة الإفلات من العقاب أيضا في طلب رئيس الوزراء الاسرائيلي من المدعي العام الإسرائيلي "السماح" لقوات الاحتلال بإطلاق النار على رماة الحجارة الفلسطينيين في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية. بالإضافة إلى ما سبق، قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال الأسبوع الماضي باعتقال أكثر من 150 فلسطينيا تتراوح أعمار الغالبية منهم بين 13و20 سنة.

وأكد السفير منصور مجددا على أن جميع هذه الأعمال الإسرائيلية غير القانونية في الحرم الشريف وفي باقي أرجاء القدس الشرقية المحتلة تشكل انتهاكا للعديد من قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة ذات الصلة التي تطالب بوقف كافة السياسات والإجراءات الإسرائيلية التي تستهدف تغيير الطابع والمركز القانوني والتركيبة السكانية للأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، وباحترام إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، لالتزاماتها بموجب القانون الدولي، بما في ذلك اتفاقية جنيف الرابعة.

وشدد على أن كل هذه الأعمال التحريضية والاستفزازية المتعمدة ضد الشعب الفلسطيني وأماكنهم المقدسة في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، من قبل السلطة القائمة بالاحتلال، سواء كان ذلك من قبل حكومة إسرائيل وقوات احتلالها أو مستوطنيها غير الشرعيين، تتطلب اهتماما جادا وفوريا من قبل المجتمع الدولي، بما في ذلك مجلس الأمن وذلك تمشيا مع واجباته بموجب الميثاق لصون السلم والأمن الدوليين. ودعا المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمنع تصعيد هذا الوضع الخطير في القدس الشرقية المحتلة ووضع حد لانتهاكات السلطة القائمة بالاحتلال للقانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان وسحب قواتها فورا من جميع أنحاء الحرم الشريف.

وتطرق السفير منصور في رسائله الى عمليات القتل الوحشية والمتعمدة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي مشيرا الى استشهاد هديل الهشلمون، 18 عاما ، متأثرة بجروحها التي أصيبت بها جراء اطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي الرصاص عليها عند نقطة تفتيش في مدينة الخليل وتركها تنزف قرابة نصف ساعة ومنع طواقم الاسعاف من الوصول اليها ، والى استشهاد ضياء التلاحمة ، 21 عاما، على مفرق خورسا جنوب الخليل خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي. واضاف أن هذه الجرائم تزيد من حدة التوترات وتثير الغضب الشديد بين أبناء الشعب الفلسطيني إذ أنها تؤكد على تجاهل إسرائيل التام لحياة الفلسطينيين. وطالب السفير منصور المجتمع الدولي أن يتخذ التدابير اللازمة لضمان مساءلة إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، عن كل هذه الجرائم وإجبارها على وقف جميع انتهاكاتها ضد السكان المدنيين الفلسطينيين الرازحين تحت احتلالها.