صور - هنا مخيم شعفاط

القدس- معا -في مشهد يعكس أروع مظاهر التضامن تحول محيط منزل الشهيد ابراهيم العكاري في مخيم شعفاط الى خلية عمليات..حيث تجمع العشرات من الشبان والأطفال بمعاول وحفارات وأوعية، في سباق مع الزمن من أجل إزالة ركام المنزل الذي تم تفجيره الثلاثاء.

فبعد ساعات على عملية التفجير هب شباب المخيم..فمنهم من بدأ بقص الحديد ومنهم من عمل بالحفار (الكونغو) ومنهم بالمجارف والأوعية (السطول)، كما قام الصغار بعمل (سلسة بشرية) لنقل المخلفات والطوب والحجارة، سعيا لإعادة بناء المنزل وتشطيبه بشكل كامل خلال 3 أيام (حتى يوم السبت القادم)، وتجهيز ما يلزمه.

وأكد الشبان إصرارهم على إعادة بناء المنزل حتى وإن تم هدمه مرة أخرى، مشددين على الوحدة والتكافل بين أبناء المخيم، والوقوف الى جانب عائلة الشهيد العكاري، وتزامنا مع ذلك قام احد السكان باستئجار شقة سكنية لعائلة الشهيد ابراهيم العكاري، فيما قام آخر بتوفير أثاث كامل له.

منصور العكاري شقيق الشهيد ابراهيم العكاري قال:" اصر الاحتلال على الانتقام من ابراهيم وكأنه أراد "تصفية حسابه معه" باقتحام المخيم بأعداد غير مسبوقة ومحاصرته بالكامل وتفجير منزل الشهيد وإلحاق اضرار بالبناية السكنية المكونة من 3 طوابق (4 شقق سكنية)، والتي تصعدت جدرانها وأعمدتها
الاساسية بسبب التفجير".

وأوضح العكاري أن العائلة قدمت استئنافها على قرار "قائد الجبهة الداخلية للجيش" لكن تمت المصادقة على قرار نسف المنزل، حيث يظن الاحتلال أن الانفجارات قد ترعب الشعب الفلسطيني، لكننا نؤكد اليوم اننا اصحاب الحق.

وحول العمل الجماعي في منزل الشهيد العكاري قال منصور :"ان الروح الجماعية في مخيم شعفاط..هي الروح الجماعية لابناء الشعب الفلسطيني الذين
هجروا من قراهم ووطنهم عام 1948 و 1967...هدم ورحل ولا يزال الاحتلال يلاحقه في مخيمات اللجوء".

وأضاف منصور العكاري في رسالته لشباب المخيم:" لم اتوقع من أهالي المخيم غير ذلك..فهم مثال للتضحية والصمود والمخيم يقدم دائما الشهداء والاسرى وسيبقى الشوكة في حلق الاحتلال..فشبابه يد واحدة الذين اعتبروا هدم منزل الشهيد العكاري هو هدم لكل منازل المخيم".

ثائر فسفوس الناطق باسم حركة فتح في مخيم شعفاط أوضح لوكالة معا ان العشرات من أبناء المخيم يعملون منذ انسحاب قوات الاحتلال على تنظيف ركام منزل الشهيد العكاري، لاعادة بنائه خلال الايام القادمة، وهي رسالة اهالي المخيم اننا "سنقوم ببناء منازل الشهداء" وضرب مثلا قرية العراقيب في النقب حيث يعاد بنائها فور هدمها.

وأضاف ان الدكتور عبد الرؤوف البياع تبرع بأثاث منزل كامل لعائلة الشهيد العكاري، وقام مواطن آخر من المخيم بتقديم منزل لهم.

كما تجمع التبرعات لاعادة بناء منزل الشهيد العكاري، وتبرعات لتصليح منازل اشقائه، حيث لحقت اضرار بالمنازل، والى ذلك قال فسفوس :"نقول اليوم ان المخيم عصي على الانكسار .. ومنازل المخيم هي وطن لأهالي الشهداء".

تقرير ميسة أبو غزالة

.jpg?_mhk=0eb84d5615f160b838a5907f993ded4d7a45210d767db30b7d1e4a176ba4f77ca69b679e928501be863a6867622c9c10' align='center' />