الأحد: 12/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

تفاصيل جلسة محاكمة قتلة محمد أبو خضير

نشر بتاريخ: 13/01/2016 ( آخر تحديث: 14/01/2016 الساعة: 06:45 )
تفاصيل جلسة محاكمة قتلة محمد أبو خضير
القدس- معا - أجلت هيئة المحكمة المركزية الاربعاء محاكمة المستوطنين المتهمين باختطاف وحرق الطفل الشهيد محمد أبو خضير حتى تاريخ 4-2-2016، للنطق بالحكم ضدهما، فيما طالبت النيابة العامة فرض عقوبة السجن المؤبد عليهما، اضافة الى تعويض العائلة المتضررة منهما.

وأوضح مهند جبارة محامي عائلة الشهيد محمد أبو خضير، ان الجلسة عقدت في المحكمة المركزية اليوم (جلسة ما قبل الحكم) لسماع شهود، للحكم على القاصرين المتهمين بقتل الطفل أبو خضير، حيث أدلى والدا الشهيد محمد أبو خضير (حسين وسهى أبو خضير) بشهادتهما، والسيد رامي زلوم
والسيدة ديمة زلوم بشهادتهما وهما والدا االطفل يوسف زلوم الذي حاول المستوطنون خطفه وقتله في شهر تموز 2014، وتم الاعتداء عليه وعلى والدته.

وأضاف المحامي جبارة :"بعد سماع ادعاءات الاطراف المذكورة، طالب المدعي العام وهو الذي يمثل العائلات المتضررة من جريمة المستوطنين بإيقاع أقصى عقوبة بهما بفرض الحكم المؤبد، بسبب ارتكاب جريمة بشعة بحق الطفل ابو خضير، اضافة الى زيادة الحكم المؤبد لاحدهما لمحاولته اختطاف الطفل زلوم.

وقال المدعي العام خلال الجلسة :"بموجب القانون الاسرائيلي هناك خيار امام المحكمة بعدم الحكم بالمؤبد على قاصرين لانهما أقل من عمر 18 عاما، الا اننا نطالب بإنزال العقوبة القصوى ضدهما وهو الحكم المؤبد".

وقال المحامي جبارة:" نتوقع ان تقوم هيئة المحكمة بانزال أقصى العقوبة ضد القتلة، وستكون الجلسة القادمة (4-2-2016) للنطق بالحكم".
وقال المحامي جبارة :" نرى وبشكل مفاجئ مهزلة محاولة المتهمين للهروب من العقوبة بتقديم اعتذارهما على جريمتهما البشعة أمام هيئة المحكمة..ولكن نحن نؤكد ان الاعتذار على جريمة (قتل وحرق) لا يتقبله عقل بشري".

أما طاقم الدفاع عن المستوطنين القاصرين فقد طالب بتخفيف العقوبة على القاصرين، خاصة وانهما (أقل من جيل ال18 عاما)، وقدم محامي الدفاع قرارات سابقة للمحاكم الاسرائيلية التي حكمت بأحكام مخففة على قاصرين.

عائلة زلوم... "حياتنا مدمرة... ونعيش في مأساة حقيقة"

عائلة زلوم والتي كانت الهدف الاول للمستوطنين في شهر تموز 2014، بمحاولة اختطاف الطفل موسى 7 سنوات والاعتداء على والدته وشقيقه، حيث أدلت الوالدة بشهادتها وشرحت لهيئة المحكمة عن وضعها النفسي بسبب ما تعرضت له.

رامي زلوم والد الطفل موسى قال":انا وعائلتي نعيش مأساة حقيقة منذ محاولة الاختطاف، هم حرقوا البلد بفعلتهم، أما أطفالي وزوجتي فيتلقون الدعم والعلاج النفسي عند مختصين، وزوجتي تخاف الخروج بمفردها من المنزل، وهم يخافون الوصول الى البقالة الملاصقة لمنزلنا، نعيش في حالة ضياع منذ عام ونصف."

أما ديمة والدة الطفل فقالت :"كنت انسانة سعيدة..اليوم لست انا منذ يوم الحادث..منزلي وشغلي وحياتي تغيرت وتاثرت سلبيا، اصبحت انسانة "معقدة، لا اذهب الى أي مكان ولا اخرج من المنزل دون زوجي، في مصعد العمارة أخاف أن يكون معي اي شاب، اتخيل محاولة خطفي أو خنقي، حتى في عملي (مركزة في مدرسة) تأثرت سلبيا واصبحت انسى ما يقوله لي الطفل خلال الجلسة".

وأضافت أمام هيئة المحكمة :"اطفالي لا يعيشون طفولتهم كالسابق.. لا اسمح لهم بالخروج لوحدهم أبدا أو اللعب مع الجيران في حديقة العمارة، متابعتنا في مراكز نفسية، مستوى اطفالي التعليمي في تدنٍ مستمر وأصبحت علاماتهم متدنية، ليس لديهم قدرة على الاستيعاب والتركيز .
وأضافت زلوم :" أطفالي يموتون كل يوم موتاً بطيئاً بسبب التغييرات التي حدثت في حياتنا..الاحساس بالخوف لا يفارق أطفالي بانهم كان من الممكن ان يكونوا هم الهدف وهم من حرقوا."

عائلة أبو خضير


من جهته قال والد الشهيد محمد أبو خضير :" كنا نعيش في سعادة وسرور مع زوجتي وأطفالي السبعة، في حي شعفاط، لدي منشأة تجارية لبيع الكهربائيات ولدي الكثير من الزبائن..المسلم والمسيحي واليهودي، لا فرق عندي في التعامل معهم بالتساوي..الزبائن اليهود بعد حرق محمد بعدة أشهر جاؤوا الى المحل وقالوا لي انت بتكرهنا فقلت لا انا اكره قتلة محمد.. وأكره جريمته البشعة بحق طفل.

وأضاف والد أبو خضير :"الحياة تغيرت بالكامل بعد حرق محمد اضطررت اغلاق محلي التجاري 3 اشهر..أولادي يخافون وابني سيف الدين 14 عاما ينام عندي من يوم الحادث يخاف الخروج من المنزل، نحاول ان نعيش حياتنا كالسابق نذهب لاطباء نفسيين، حياتنا تحولت لسواد لا نفكر بحياتنا ومستقبلنا ابدا..تفكيرنا فقط بالجريمة البشعة التي ارتكبوها، ولماذا قاموا بحرق محمد؟؟

وقال :"نصحوا بالليل على كوابيس مزعجة..زوجتي تصرخ وهي نائمة..لا اتحمل مناقشة اي شخص..وانسى بسرعة".

وقال ابو خضير أمام القضاة :"المستوطنون حرقوا محمد مرة ونحن نحترق كل يوم الف مرة."

وطالب والده من هيئة المحكمة بإنزال اشد العقوبة بالقتلة وهدم منازل القتلة، مضيفا :"اسرائيل تقول انها دولة ديمقراطية ونحن نرى قوات الاحتلال تهدم منازل الفلسطينيين، نريد هدم منازل المجرمين (مساواة في العقوبات)".

وقال المحامي :"لو هدمت منازل المستوطنين منذ تنفيذ جريمتهم البشعة لم تضاف جريمة اخرى لمستوطنين آخرين كما حصل مع عائلة دوابشة، فالعقوبات المخففة تشجع على قتل المزيد من الفلسطينيين."

أما والدة الشهيد فقالت :"انا أم فقدت ابنها..كيف سيكون وضعي؟؟!! انا ضعت بعد محمد..اخذ عمري معه، حرمت من توديعه ورؤيته قبل الدفن لانه كان
محترقا بالكامل، كان محمد ابني المميز بين اولادي السبعة، ومنذ عام ونصف لا احتمل الجلوس في المنزل دونه..صوره في كل مكان، كل يوم أفكر لماذا قتلوا محمد؟ شو عمل لهم محمد".

ووجهت والدة الطفل ابو خضبر سؤالا لطاقم الدفاع عن القتلة :"انتم لكم اطفال منكم الاب ومنكم الام كيف تدافعون عن قتلة ارتكبوا جريمة بشعة..خطفوا وعذبوا وحرقوا طفلا وهو حي؟؟!!

وأضافت والدة الشهيد :" اعرف أن الحكم على القتلة لن يرجع محمد..لكن الحكم عليهم سيكون رادعا لغيرهم، فلا اريد تكرار مأساة عائلة ابو خضير وعائلة دوابشة..أريد الحكم على المستوطنين..".