الثلاثاء: 07/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

تركوه على الأرض حوالي ساعة- استمرار إعاقة مرضى القطاع على حاجز إيريز يفضي لموت مريض آخر

نشر بتاريخ: 25/10/2007 ( آخر تحديث: 25/10/2007 الساعة: 12:05 )
غزة- معا- دان المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان إجراءات سلطات الاحتلال الإسرائيلية المشددة، على معبر بيت حانون (إيريز)، والتي تسببت في وفاة مواطن فلسطيني مسن ومريض، من سكان قطاع غزة، كان يعاني من نوبة قلبية حادة، ورغم موافقة السلطات المحتلة على دخوله للعلاج في مستشفى بارزيلاي في إسرائيل.

ودعا المركز المجتمع الدولي، وخاصة الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة للعام 1949، وكذلك المنظمات الدولية، بما فيها أجسام الأمم المتحدة التعاقدية، وخاصة منظمة الصحة العالمية، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، للضغط الفوري على سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وذلك للسماح بدخول مرضى قطاع غزة للعلاج في مستشفيات الضفة الغربية أو إسرائيل عبر معبر بيت حانون (إيريز).

وأوضح المركز أن المواطن المسن نمر شحيبر، 77 عاماً، قد أدخل إلى قسم العناية المركزة في مستشفى الشفاء، على إثر إصابته بنوبة قلبية حادة. ولخطورة حالته الصحية قررت وزارة الصحة تحويله للعلاج في مستشفى بارزيلاي في إسرائيل.

وأفاد ناهض شحيبر، أنه توجه يوم الإثنين برفقة والده المريض إلى معبر بيت حانون وبعد حصول سائق سيارة الإسعاف على موافقة السلطات الإسرائيلية في المعبر، تقدم باتجاه الجانب الإسرائيلي, وتعرضت السيارة لإطلاق النيران من قبل الجنود، ما اضطر السائق إلى العودة.

وأضاف شحيبر أنه عاد بواسطة سيارة إسعاف فلسطينية، إلى معبر بيت حانون عند الساعة التاسعة والنصف من صباح الثلاثاء، وذلك بعد إجراء وزارة الصحة تنسيقاً جديداً مع سلطات الاحتلال في المعبر, مشيرا إلى أن سيارة الإسعاف اضطرت للانتظار لمدة 3 ساعات، حيث سمح لسائقها بالدخول عند الساعة الثانية عشرة والنصف ظهراً. وقد احتاج المريض أنبوبة أكسجين إضافية بعد أن نفد أكسجين الاسطوانة التي كان يستخدمها، ما اضطرهم للاتصال بمستشفى الشفاء بغزة وإحضار اسطوانة أخرى بدل التي نفذت.

وأضاف شحيبر أنهم اضطروا للانتظار في داخل المعبر حتى الساعة الثانية والنصف بعد الظهر، قام خلالها موظفو المعبر بإجراء الفحص الأمني لسيارة الإسعاف، ووضعوا والده المريض على الأرض، وتحت أشعة الشمس لنحو ساعة، رغم وضعه الصحي الذي كان يتدهور. وبعد انتهاء الفحص الأمني طلبت سلطات الاحتلال في المعبر إعادته إلى مستشفى الشفاء بغزة، غير أنه فارق الحياة وتوفي قبل عودة سيارة الإسعاف إلى داخل المعبر.

وأوضح المركز أن القوات الإسرائيلي تغلق معبر بيت حانون ,وتمنع التنقل الحر والآمن لسكان القطاع ، بمن فيهم المرضى المحولين إلى المستشفيات الإسرائيلية أو الفلسطينية في الضفة الغربية. ورغم إدعائها أنها تسمح بمرور الحالات المرضية الطارئة، إلا أن الوقائع ، تؤكد عرقلة ومنع المرور لمرضى القطاع عبر الحاجز المذكور.
وأضاف المركز أن هذا الإغلاق أدى إلى وفاة 5 مرضى خلال الستة شهور الماضية, ومنهم المواطن وائل حسن خليل أبو وردة، 27 عاماً، قد توفي بتاريخ 03/08/2007، وبتاريخ 23/5/2007 توفي المواطن محمد أحمد إبراهيم منصور، 23 عاماً.

وبين المركز أنه في الحالات القليلة، التي سمحت فيها السلطات الإسرائيلية، بالمرور لأعداد محدودة من مرضى القطاع عبر معبر بيت حانون , فإنها أمعنت في جملة من الإجراءات الأمنية المعقدة، والتي تستغرق وقتا طويلا، وتؤثر على حياة المرضى المحولين للعلاج إلى مستشفيات في إسرائيل أو في الضفة الغربية. وهي إجراءات غير مفهومة وغير مبررة على الإطلاق، خاصة أن غالبية الحالات المرضية المحولة كانت توصف بأنها خطيرة أو بالغة الخطورة.

جدير بالذكر أن كافة الحالات التي يتم تحويلها من القطاع نظراً لأن مستشفيات القطاع تعاني نقصاً كبيراً في الأدوية والمستلزمات الطبية، فضلاً عن أنه لا تتوفر إمكانيات علاج هؤلاء المرضى نظراً لضعف الإمكانيات الطبية والتقنية المتوفرة في مستشفيات القطاع. كما يشار أيضا إلى استمرار إغلاق معبر رفح الحدودي، ما يمنع تحويل مرضى القطاع إلى المستشفيات المصرية. وتشكل تلك القيود التي يجري تشديدها باستمرار حركة وتنقل سكان القطاع جزءا من العقوبات الجماعية ضد المدنيين المحظورة بموجب القانون الدولي.