الثلاثاء: 07/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

برايمرز فتح بداية نهوض ام بداية نهاية ?

نشر بتاريخ: 21/09/2005 ( آخر تحديث: 21/09/2005 الساعة: 22:01 )
بيت لحم - معا- تعيش حركة فتح هذه الايام مخاض تاريخي وتجربة ريادية هي الاولى لهذا التنظيم والتنظيمات الفلسطينية ، وقد تكون العربية ايضا ، حيث اعتادت هذه الحركة على اختيار مرشحيها للمواقع المختلفة عبر قرارات فوقية في غالبها كانت تصدر عن الرئيس الراحل ياسر عرافات الذي كان يقرر مرشحي الحركة للجنة التنفيذية وللمجلس المركزي والوطني وحتى للتشريعي.

واليوم وبعد رحيل زعيم هذه الحركة تقف فتح لتختبر عبر مجلسها الثوري ولجنتها المركزية شكلا اخر من الاختيار وهو البريميرز اي الانتخابات التمهيدية الداخلية وحسب قرارات المجلس الثوري والذي عقد في غزة مؤخرا فان الباب مفتوح امام كل من تقدم بطلب عضوية " تعبئة الاستمارة" للمشاركة في الانتخابات الداخلية بشرط ان لا يكون له انتماء اخر.

وحول تطبيق هذه الالية وسلبيتها وايجابيتها كان لنا في وكالة معا هذا التقرير :
في مدينة القدس عقدت حركة فتح اجتماعا يوم الاثنين 19/9/2005 في قرية بير نبالا غرب القدس حضره جمع من الكادر وترأسه ربيحه ذياب المكلفة بلاشراف على الملف الانتخابي لفتح في اقليم القدس وصلاح زحايكة امين سر حركة فتح في القدس وتناول الاجتماع الالية المقره من المجلس الثوري وسبل انجاحها وتشكيل اللجان لهذا الغرض.

ويبدو ان اقليم نابلس هو الاكثر نشاطا فقد عقد سلسلة من الاجتماعات وكان له استطلاع داخلي لابناء الحركة لمعرفة توجهاتهم نحو السمات الشخصية المفضلة لمرشح الحركة وقد نفذته وحده الابحاث والدراسات المسحية بالتعاون مع لجنة الاعلام في الحركة وقد اعتبر 90% ممن شاركوا في الاستطلاع ان الانتخابات التمهيدية امر ضروري وان 96%سيشاركون في الانتخابات التشريعية اما المواصفات فقد جاءت حسب الاهمية :
-ذو سمعة طيبة بين الناس
-ذو سيرة نضالية حافلة
-صاحب كفاءة علمية
-متحدث لبق
-الاقدمية في الانتماء
-سنوات الاعتقال
-هدم منزله
-مبعد سابق
له موقع تنظيمي
- مقاتل
- موقع سكنه قريب لي "للمستفتى"
- ينحدر من اسرة كبيرة
- نائب حالي في التشريعي

وفي استطلاع حول ترشيح اشخاص يتمتعون بهذه الصفات ولهم فرص للنجاح كان ابرز الاسماء لؤي عبده الذي امضى اكثر من عشر سنوات في المعتقلات ومثقف ومبعد عائد ومن عائلة مناضلة وامين مقبول وهو امين سر حركة فتح السابق في الاقليم وامضى في المعتقلات الاسرائيلية اكثر من عشر سنوات ويتمتع بشخصية وعلاقات وطنية جيدة،
و جاء محمود العالول ثالثا وهو محافظ نابلس الحالي ووالد شهيد في انتفاضة الاقصى ورابعا كان غسان الشكعة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وشغل لوقت قريب منصب رئيس بلدية نابلس ويليه حسام خضر المعتقل حاليا في سجون الاحتلال وهو عضو منتخب في المجلس التشريعي الحالي ومن ابرز الاسماء الاخرى كان علي طبلية معتقل سابق ونجاة ابو بكر وماهر فارس وعصام ابو بكر ودلال سلامة وناصر جمعه وسمير دوابشه
وفي حديث خاص لوكالة معاً قال أمين مقبول عضو المجلس الثوري لفتح والمكلف بالاشراف على انتخابات اقليم طوباس ان هذه التجربة الديمقراطية هي البداية الحقيقية لديمقراطية الحركة.

وعن أهم المعوقات أمام هذه البداية والشكل الجديد في آلية الاختيار عبر البرايمرز يقول مقبول ان المعوقات تتمثل في عدم وجود ثقافة ديمقراطية منتشرة بالفهم والوعي الديمقراطي المطلوب، اضافة لعدم وجود حالة ضبط والتزام وانضباط في الحركة ومن المعوقات ايضاً عدم قناعة عدد من المسؤولين والمتنفذين بهذا الشكل الجديد.
وحول مدى الالتزام بنتائج هذه العملية يرد مقبول بقوله انني اتوقع التزام كبير من اعضاء وكوادر فتح بالنتائج وذلك لعدم وجود مبررات للإعتراض فها هي القرارات واضحة والفرص متكافئة امام الجميع وهذا ما لم يحدث في انتخابات البلدية التي لم تكن الديمقراطية كاملة في اختيار مرشحي الحركة، ولكن هنا سباق محتدم وحضاري والالية تسمح لأوسع قاعدة للمشاركة عبر الاعضاء والمناصرين.

وفي حالة عدم التزام البعض بالنتائج يرد مقبول وبحزم شديد ( سيجمدوا او يفصلوا في حالة عدم الالتزام بالنتائج).
وحول مشاركة المناصرين يقول ان مشاركتهم تسمح لنا بأن نطلع على رأي الشارع، فالشارع له رأي ودور في تحديد المرشح الناجح وتنافس مرشحينا امام هذه الفئة هو مكسب وميزة ايجابية تساعد الناجحين في الانتخابات الداخلية في النجاح في الانتخابات العامة.

اما في بيت لحم فقد عقد اجتماع في فندق بيت لحم يوم الاثنين 19/8/2005برائسة رمضان بطه المكلف بملف الانتخابات الفتحاوية في الاقليم وحضره امين سر الاقليم فؤاد كوكلي وحوالي 250 كادرا من الاقليم وعرض بطة النقاط المقره من الثوري لالية الانتخابات وكان هناك تباين واضح في وجهات نظر الحضور مقارنة بالنقاط المقره من الثوري مما خلق حاله من النقاش الحاد احيانا.

وفي حديث مع عضو المجلس الثوري والنائب في المجلس التشريعي قدوره فارس يقول ان اهم ما يؤخذ على الشكل الحالي هو عدم اختيار راس القائمة بشكل ديمقراطي على مستوى الوطن فرأس القائمة يجب ان يكون شخصية مجمع عليها ووجوده في هذا الموقع يساهم في رفع اسهم القائمة وكذلك لي تحفظ على الية اختيار القائمة الوطنية على مستوى المحافظات فالاجدر ان ينتخب على مستوى الوطن لانها تخضع في النهاية الى حسابات واقتراع على مستوى الوطن وبالتالي نخرج من الحسابات الضيقة في المنطقة .

واضاف قدورة ان ما يسجل لهذه الخطوة انها تساهم في تنصيب حركة فتح كرائدة للعمل الديمقراطي الفلسطيني والعربي باقرارها هذا التقليد الديمقراطي المرغوب.

وقد اشاد قدورة بالدور الكبير الذي لعبته القيادات الفتحاوية الشابة في اقرار هذا الشكل الجديد والغير معتاد.
ويتضح من التحركات والتصريحات الخاصة بحركة فتح ان هناك مساعي حثيثة لانقاذ وضع الحركة والتي تقف على مفترق طرق حقيقي في محاولة لانقاذ ما يمكن انقاذه حيث تعاني من حالة من الترهل فهي تفتقد لمقومات اساسية مثل مركزية القرار وانفصال العديد من الدوائر عن المركز مما خلق حالة من التصدع اتخذت اشكال عديدة ويسهل مشاهدة ذلك من خلال التناقض في وجهات النظر والذي يصل حد التناحر احيانا ففي العديد من المدن والقرى الفلسطينية نجد اكثر من كتلة انتخابية محسوبة على فتح تنافس فتح مما يضعف حظوظها ويزيد من حظوظ حماس.

فاذا كانت معظم استطلاعات الراي وحتى اللحظة تعطي فتح هامش 40%وحماس هامش30% فان نتائج الصناديق الانتخابية لن تكون كذلك بل اقل بكثير لفتح اذا تكرر سيناريو الانتخابات البلدية من حيث شرذمة فتح وتعدد مرشحيها مما سيبعثر اوراقها ويزيد من محنتها اكثر فاكثر .
وان حدث وكان هناك التزام بقوائم موحدة لفتح فهذا سيكون جزء من استرداد العافية لهذه الحركة على طريق نهوضها من جديد.